شؤون محلية

الماء.. نقطة لك وأخرى لجارك

| محمود الصالح 

دخل فصل الصيف فجأة من دون سابق إنذار أو المرور بفصل الربيع كما تقتضي الطبيعة. هذا التحول السريع في الطقس أفقدنا فرصة الاستعداد لمرحلة التحول الصيفي الذي نتمناه أن يكون رحيما بنا كحال فصل الشتاء. يقال في الموروث الشعبي أن الصيف أبو الفقير – وهذا ما نتمناه – لأن أحوالنا المادية باتت تحت كل الخطوط الأحمر والبنفسجي ولم نعد قادرين على الصمود في وجه تغول الأسعار تجاه دخلنا «المنحوت» وحتى لا يضع من يسمون الرقابة التموينية أيديهم على قلوبهم فإنني لن أتحدث عن الأسعار لأن هذه القضية أصبحت «فالج لا تعالج» ولكن نتحدث عن أهم عناصر الحياة وهو مياه الشرب حيث نعتقد أن هناك محدودية في الموارد المتاحة في هذا العام نتيجة انخفاض كميات الأمطار والثلوج التي هطلت خلال الشتاء، ما أدى إلى ضعف المخزون الجوفي. هذا الحال يتطلب من الجميع وفي البداية مؤسسات مياه الشرب في دمشق وغيرها من المحافظات حشد كل الطاقات الفنية لتنفيذ خطة الطوارئ الموضوعة والتي تحدث عنها وزير الموارد أكثر من مرة ووضع كل الإمكانات اللازمة لتنفيذها ويتابع ذلك بمنتهى الجدية. وهذه الخطة يمكن أن تخفف كثيراً من آثار قلة الموارد المائية في حال الالتزام بهذه الخطة من المفاصل الميدانية في مؤسسات مياه الشرب وذلك من خلال سرعة الاستجابة والمناورة في عمليات تغذية كل المناطق وبشكل عادل. وعدم التأخر في إصلاح الأعطال لتحقيق الاستفادة من كل نقطة ماء متوافرة لدينا. وكذلك يجب التعامل بحزم مع كل من يقوم بالاستجرار غير النظامي لمياه الشرب من خلال العقوبات الرادعة. ولأننا نتحدث في إطار المصلحة العامة فإننا يجب أن نؤكد الدور الأساسي للمواطن ليتكامل مع الجهات المعنية بتوفير المياه للجميع والابتعاد عن الأنانية أو الهدر في استخدام المياه بأخذ حاجته اليومية لإتاحة الفرصة لوصول هذه النعمة إلى جميع المحتاجين إليها وتوزيع ما هو متوافر في مخزوننا من مياه، وتحقيق الاستفادة للجميع هي في التعامل مع هذا المورد المهم والمحدود بلغة العقل والإيثار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن