قضايا وآراء

متلازمة الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب.. إلى أين؟

| عبد السلام حجاب 

لم يعد خافياً أن محراك الشر الإرهابي الذي أسند دوره الوظيفي لكل من السعودية وتركيا وقطر، منذ أكثر من خمس سنوات، بهدف تقسيم سورية بحدود طائفية وعرقية، بعد وضع العراق واليمن ودول عربية أخرى تحت مقصلة التقسيم، بات الآن بحاجة ملحة إلى دور أكثر علانية وأشد استفزازاً لمحراك الشر الصهيوني لتصعيد دوره الاحتلالي كمتلازمة مع الإرهاب بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في تدمر وما بعدها وقبلها بدعم شرعي من الطيران الروسي، واتساع جبهة التوافق الدولي على محاربة الإرهاب وفقاً لصيغة ميونيخ التي شملت تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين وما بينهما من تنظيمات إرهابية أخرى، البعض منها ما يزال الإعلان عنها رهناً بالمناورات السياسية المضللة.
لقد كشف الصحفي الأميركي سيمورهيرش في تقرير نشره في صحيفة نيويوركر بتاريخ 25/5/2007 عن سيناريو طائفي معد سلفاً تتعرض فيه سورية لمخطط إجرامي دموي تقسيمي يمكن لمتابع قراءة تفاصيله الحالية عبر الإرهاب المبرمج وما يتضمنه من أجندات وتداعيات أصبحت محور اهتمام وسائل إعلام غربية وأميركية.
وفي أثناء مناقشة السياسة الأميركية في خطوطها العريضة أعلنت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأبن، أن هناك بعض التكتيكات الجوهرية لإعادة التوجيه ليست علنية، كما أن بعض العمليات السرية يترك التمويل أو التنفيذ للسعودية وهو ما عكسه الصهيوني المتطرف (جاي بخور) عن خطة الشرق الأوسط الجديد التي أعلنت رايس عنها من بيروت في تموز 2006 عن وجوب «إنهاء النظام في سورية» باعتباره قوة المقاومة أمام المشاريع الصهيونية ناهيك عن تقسيم العراق إلى عدة كيانات وفي الجولان وجنوب لبنان والسودان فضلاً عن ابتلاع فلسطين مؤشرات ذات دلالة ولا تقل أهمية وليس بعيداً عن مجريات الجولة الثالثة من جنيف 3 ومحاولات فرض أجندات سعودية تركية قطرية من خلال أدواتها على مسار العملية السياسية لحوار سوري سوري فإنه لابد من متابعة التداعيات اللاحقة للخطوات التصعيدية والاستفزازية التالية:
1- إقدام حكومة نتنياهو على عقد اجتماع استفزازي، مدان، على أرض الجولان السوري المحتل في خرق فاضح للقرارات الدولية وبخاصة القرار 497 وميثاق الأمم المتحدة.
2- إعلان وفد معارضة الرياض الذي يعمل وفق أجندة تركية إخوانية، وسعودية وهابية. تأجيل المشاركة في اجتماعات جنيف 3 المنعقدة حالياً إلى أجل غير محدد ما يضع الممثل الأممي دي ميستورا وجهوده مجدداً أمام عقبة الشروط المسبقة التي رفضها القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي برعاية روسية أميركية.
3- تصعيد المواجهات وتوسيع مروحة الانتهاكات التي ينفذها تنظيما داعش وجبهة النصرة وما بينهما من مشتقات إرهابية ضد المواطنين السوريين والجيش العربي السوري بما يتجاوز الانتهاك الصارخ والدموي للقرار الدولي 2268 الذي شرعن الاتفاق الروسي الأميركي لوقف الأعمال القتالية. وقد جاءت المحادثات الهاتفية بين الرئيس بوتين والرئيس أوباما للتأكيد على ضرورة العمل على فرض الالتزام بالاتفاق والعملية السياسية في جنيف 3 وبما يجنب التفاهمات مخاطر الإطاحة بها أو الانزلاق باتجاهات تفسد المناخ الدولي السائد.
وإذا كان هناك ما يجري من مناورات سياسية تحت طاولة جنيف 3 أو خارجها كما قامت وتقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق الجولان السوري المحتل وأهله الصامدين المتمسكين بهويتهم الوطنية السورية. في سياق التنسيق والتناغم المتبادل مع الإرهاب وداعميه ومشغليه ومموليه. فإنه يجب على الميسر الدولي دي ميستورا، انطلاقاً من نزاهته ودبلوماسيته طويلة الأمد، كشف طبيعة وأهداف تلك المناورات التي تجري تحت سمعه وبصره يوم الجمعة القادم الذي أعلنه موعداً لمؤتمر صحفي يبين من خلاله ما توصل إليه من نتائج خلال الاجتماعات التي عقدها وما يخفيه الإرهاب السياسي المتعمد الذي يمارسه وفد معارضة الرياض بالتأجيل أو التعليق والمقصود فرض شروط الإرهاب، ولقد أعلن الدكتور الجعفري رئيس وفد حكومة الجمهورية العربية السورية إلى محادثات جنيف 3، أنه ليس من باب المصادفة أن التصعيد الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل واكبته تصريحات استفزازية لأعضاء من وفد معارضة الرياض». كما أعلن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية. أن المعارضة التي تعاملت مع الكيان الإسرائيلي لن يكون لها أي دور في تسوية الأزمة في سورية.
لا جدال بأن السوريين بمن فيهم الأهل في الجولان السوري المحتل أكدوا دائماً موقفهم السيادي الوطني بقيادة الرئيس بشار الأسد. بأن كل ما يبنى على باطل فهو باطل بلا أثر ولا تأثير. وأن الجولان سيبقى أرضاً عربية سورية وأن الاحتلال إلى زوال، وهي حقيقة لن تغطيها أو تبدل فيها مهاترات الاحتلال الإسرائيلي. كونها من الثوابت الوطنية التي تحميها تضحيات ودماء السوريين جيشاً وشعباً دفاعاً عن حقوقهم السيادية بكل الوسائل الممكنة بما فيها العسكرية. ومن يقرأ الحقائق ودلالاتها المعبرة جيداً فلا بد أن يدرك عاجلاً أم آجلاً أن التاريخ الوطني السوري كتب السوريون صفحاته المشرقة بحبر دمائهم وليس العابرين أو المتآمرين أو الحاقدين ومن يلوذ بالمحتل الإسرائيلي والإرهابيين وإذ نذكر فإن بالتذكير عبرة لمن يعتبر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن