قضايا وآراء

انتبهوا إلى «تفاصيل» أوباما

| باسمة حامد 

كان لافتاً للانتباه في تصريحات أوباما الأخيرة استغرابه من انعدام الرؤية لدى حليفيه السعودي والتركي بخصوص «التفاصيل» المتعلقة بالحل الوحيد القابل للصمود في سورية!!
إذ إن غباء وحقد الأتراك والسعوديين واستغلالهم لورقة اللاجئين وفر مناخاً ملائماً لتنامي الإرهاب، وخصوصاً أن (داعش) يلقن آلاف الأطفال في مناطق سيطرته الإيديولوجيا الوهابية المتطرفة تحت مسمى: (أشبال الخلافة) حيث سيتحولون إن لم يتحرك (المجتمع الدولي) سريعاً إلى قنابل موقوتة تهدد المستقبل البشري.
فالتفاصيل كما يراها الرئيس الأميركي عشية مغادرته البيت الأبيض تفرض اليوم على بلاده تطوير العلاقات الغربية مع إيران، والتمسك بخيار التعاون مع روسيا من أجل إنجاز الحل السياسي في سورية وفق القرارات الدولية (2254- 2253) كإجراء عملي من شأنه احتواء الإرهاب ووضع حد لتسرب المهاجرين إلى الدول الأوروبية حتى ولو كان الثمن التضحية (بالأيام الخوالي) مع الرياض!!
ويبدو أن الطريق إلى هذا المسعى سيفرض على الولايات المتحدة وحلفائها تقديم المزيد لمحور دمشق في ضوء نجاحاته بتقليص المساحات الجغرافية التي يسيطر عليها (داعش)، وعلى كل حال، ثمة مؤشرات واضحة لهذا التوجه ومنها:
– استئناف جنيف بغياب وفد الرياض يؤكد أن مصير العملية السياسية لا يتوقف على حركة (استعراض) سخيفة، ولا شك أن استمرارها بحضور وفود معارضة أخرى سيسرع من وتيرة المحادثات، وسينتج تقدماً إضافياً على صعيد الحوار السوري السوري ومقترح حكومة الوحدة الوطنية الموسعة، وذلك في ظل التوقعات بحصول فرز جديد على خلفية ما قاله الوزير (جون كيري) بخصوص صعوبة «التمييز» بين الإرهابيين ومسلحي المعارضة وبأن الوضع غدا أكثر تعقيداً مما توقعته بلاده، بمعنى أن الجهود المبذولة حالياً على خط (الأمم المتحدة، مجموعة العمل الدولية لدعم سورية، موسكو وواشنطن) تتركز على دعم اتفاق وقف العمليات القتالية باعتباره «يفيد» جميع الأطراف، والهدف من تعزيزه تحديد الأطراف المنخرطة بتخريب الهدنة إلى جانب (داعش) و(النصرة) غير المشمولتين بالاتفاق أصلاً، ومن ثم إدخالها إلى قائمة التنظيمات الإرهابية إلى جانب التنظيمين المذكورين، أي الفصائل المدعومة من السعودية وقطر وتركيا (كجيش الإسلام) و(أحرار الشام).
– تصاعد وتيرة الانفتاح العربي الغربي حيال الحكومة السورية، بالتوازي مع دعوات برلمانية أوروبية لرفع الحصار الاقتصادي والعقوبات الجائرة على الشعب السوري.
– تركيز أميركي على مسألة ارتباط تنظيم (القاعدة) وأحداث 11 أيلول بأمراء النفط السعوديين وإثباتها بالوثائق، إلى جانب وصف النظام السعودي (بالحثالة) في الصحافة الأميركية.
– ظهور وزير الخارجية القطري السابق من دون مقدمات للاعتراف بعدة حقائق حول ما حصل في ليبيا وسورية، وكلها تدعم رواية الحكومة السورية حول الأحداث، كوجود تدخل خارجي منذ البداية ودعم للإرهابيين بالمال والسلاح والإعلام، وحالة التنافس السعودي القطري على تنفيذ أجندة تخريبية في سورية وليبيا بضوء أخضر من جهة ما.
– تزايد القلق (الإسرائيلي) من الانتصارات الميدانية للجيش العربي السوري لأنها تمهد الطريق أمامه لتحرير الجولان المحتل لاحقاً.
– ولا يخرج عن سياق المشهد العام تحريك ملف الرئاسة اللبناني في هذا التوقيت بالنظر إلى ارتباطه المباشر بما يحدث في الساحة السورية، فالحديث يدور الآن عن تفاهمات أميركية روسية للإسراع بانتخاب رئيس للبنان في غضون شهرين، وهذا التطور اللافت ما كان ليحدث لولا الاتفاق بين موسكو وواشنطن على ضرورة إنهاء الصراع الدائر في سورية قريباً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن