ثقافة وفن

«بطارية ضعيفة» يفوز بذهبية «مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة 3» … لجنة التحكيم: إعادة النظر بآلية قبول السيناريوهات المقدمة من الشباب

| وائل العدس – تصوير طارق السعدوني

أسدل الستار على النسخة الثالثة من مهرجان «سينما الشباب والأفلام القصيرة» على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون، ووزعت الجوائز على الأفلام الرابحة.
وتضمن المهرجان مسابقة رسمية خاصة بأفلام مشروع دعم سينما الشباب وعددها ثلاثون فيلماً، إضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة التي أنتجتها المؤسسة حديثاً، إلى جانب عرض لتظاهرتين سينمائيتين هما «من تراث السينما السورية القصيرة» في سينما كندي دمشق، و«أفلام لا نشاهدها عادة في مهرجان المهرجانات» في دار الأسد للثقافة والفنون، كما تضمن المهرجان عرضاً للأفلام الفائزة في الدورة السابقة، أما فيلم الختام فحمل عنوان (العودة) للمخرج الراحل مروان حداد الذي أهديت الدورة إلى ذكراه.
وكرم المهرجان عدداً من الشخصيات السورية والعربية وهم الأمير أباظة مدير مهرجان الإسكندرية السينمائي، وصبحي سيف الدين نقيب السينمائيين اللبنانيين، والكاتب حسن سامي يوسف، والفنان دريد لحام، والفنانة أنطوانيت نجيب، والمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، والمخرج الراحل مروان حداد الذي تسلمت عنه أرملته صفاء المدني درع التكريم.

عيد حافل

قال محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما: إن اللحظات السعيدة تكون قصيرة دائماً، وعزاؤنا الوحيد أن لقاءنا هذا لن يكون الأخير، وإنما سيظل يتجدد عبر الدورات القادمة، وأتمنى أن نكون قد حققنا غاية المهرجان والهدف من إقامته، ألا وهو إتاحة الفرصة لشبابنا الموهوبين كي يعبروا عن أنفسهم بوسيلة السينما، وإتاحة الفرصة أيضاً للجمهور كي يتعرف إلى عوالم جديدة غضة تشق طريقها نحو المستقبل.
وأضاف: كان المهرجان عيداً حافلاً بالجمال. جمال الأفلام التي صاغها شبابنا بحساسية عالية ورهافة مدهشة، وجمال ضيوفنا وأشقائنا المصريين واللبنانيين الذين تكبدوا عناء السفر كي يشاركونا فرحتنا بإبداعات شبابنا، وجمال العاملين في المهرجان الذين بذلوا كل ما يستطيعون من جهد كي يكون التنظيم ذا مستوى رفيع.

لجنة التحكيم
وقالت لجنة التحكيم على لسان رئيسها نجدة أنزور: إن الشباب في سورية ليسوا المستقبل وحسب، بل الحاضر أيضاً، لأن نسبة الشباب في مجتمعنا تزيد على 60%، من هنا يكتسب هذا المهرجان أهميته كمتنفس للشاب السوري المبدع الذي يطمح أن يغير العالم بالسينما.
وأشارت إلى أنها تلاحظ بقلق أن نسبة لا بأس بها من الأفلام المشاركة لا تراعي طبيعة الفيلم القصير، وخصوصيته الإبداعية، من حيث البنية ولا من حيث طبيعة الخطاب، كما تلاحظ أن كثيراً من الأعمال المشاركة تتخذ من الدراما التلفزيونية مرجعية جمالية وتقنية لها.
ورأت اللجنة أن بعض الأعمال تصدت لأفكار كبيرة بإمكانيات بسيطة، ما حال دون تمكن مخرجيها من تقديمها بالشكل المطلوب، كما أشارت إلى ضعف اختيار الموسيقا واستخدامها في معظم الأفلام.
وأشارت إلى تركيز بعض الأفلام على أماكن التصوير، وخلو معظمها من البشر وكأن الأحداث تجري في مدن مهجورة عدا بعض الاستثناءات الخجولة.
واقترحت اللجنة على إدارة المؤسسة العامة للسينما أن تعيد النظر بآلية قبول السيناريوهات المقدمة من الشباب، واقترحت تعيين مستشارين دراميين لهم، وإخضاع أصحاب النصوص الفائزة لدورات عملية مكثفة قبل إعطائهم فرصة إنجاز أعمالهم.
ووجه رئيس وأعضاء لجنة التحكيم إدارة المهرجان على عدم تدخلها في أعمال اللجنة التي تمت في جو من الشفافية والحرية التامة.
يشار إلى أن لجنة التحكيم تألفت من: نجدة أنزور «رئيساً»، وعضوية كل من الكاتب حسن م. يوسف، والناقد فاضل الكواكبي، والممثلات سلمى المصري، ونادين تحسين بيك، ونوار يوسف.

الجائزة الذهبية
فاز فيلم «بطارية ضعيفة» بالجائزة الذهبية مع مبلغ مالي قيمته 300 ألف ليرة سورية، حيث أوضح أنزور أن الفيلم نال الجائزة لامتلاكه حس التجريب ولتمكنه من بناء مشهد سينمائي متماسك بعناصر محدودة وإيقاع موفق ولابتكاره زوايا تصوير تتسم بالجرأة والاحتراف.
مدة الفيلم 15 دقيقة، وهو من تأليف وإخراج قتيبة الخوص، وتمثيل يزن خليل، ولجين إسماعيل.
وحاول المخرج من خلال الفيلم استحضار الكاميرا بشكلها المباشر والمعلن لكسر الإيهام، فاتبع تقنية «اللقطة الواحدة»، وهي تقنية صعبة على المخرجين المبتدئين.
وتحكي قصة الفيلم عن اثنين من العساكر في مدينة حلب، يصاب أحدهما ويحاول رفيقه أن يطيب جرحه، يلجأان إلى منزل ويدخلان غرفة الأطفال وفيها يحاول أن يبحث عن أي شيء يساعد في علاج صديقه، وهناك لا يجد أي شيء سوى كاميرا، ومن هنا تنطلق حكاية ونهاية الفيلم.
الجائزة الفضية

قدمت الفنانة سلمى المصري الجائزة الفضية لفيلم «سليمى» مع مبلغ مالي قيمته مئتان وخمسون ألف ليرة سورية، مبينة أن الفيلم نال الجائزة لقصته المؤثرة وحلوله البصرية المعبرة ودقة أداء الممثلين ورسالته الإنسانية ورشاقة أسلوبه وتناغم مقوماته.
مدة الفيلم 15 دقيقة، وهو من تأليف وإخراج حسام شراباتي، وتمثيل جمال قبش، ولمى الحكيم، وأيهم عرسان.
«سليمى» فتاة شابة في الثلاثينيات من العمر، تعيش في دولة أجنبية، تتعرض في فترة سابقة من عمرها لفقدان ذاكرة بسبب العنف الأسري الذي أدى إلى فقدانها لوالدتها ودخول والدها إلى السجن ليتوفى فيه لاحقاً، يقوم شخص بتبني سليمى وتأمين حياة مناسبة لها بعيداً عن حكايا ماضيها التي يخفي عنها تفاصيلها، لكن الذاكرة تبدأ بالعودة لها على شكل ومضات، فتقرر العودة إلى سورية والبحث عن ذكرياتها، تلك (الفلاشات) تقودها إلى طريق يؤدي إلى منزل عربي قديم يعيش فيه رسام، ذلك الرسام هل يلعب دور الأب المفقود في حياتها؟ هذا ما يجيب عنه الفيلم.

الجائزة البرونزية
قدم الناقد فاضل كواكبي الجائزة البرونزية لفيلم «أنين» مع مبلغ مالي قيمته مئتا ألف ليرة سورية، مبيناً أن الفيلم نال الجائزة لقوته البصرية وعمق دلالاته الفكرية وجودة صورته السينمائية ولحسن الأداء التمثيلي فيه وعمق تعبيره البصري السينمائي عن عمق المأساة السورية الرمزية.
مدة الفيلم 12 دقيقة، تأليف وإخراج فادي إلياس، وتمثيل رزان نعوف.
تدور أحداثه في خضم هذه الحياة مع مشاكلها الكثيرة والمتنوعة، فيمكن لفاجعة ما أن تغرق الإنسان وتجعله بمعزل كامل عن الواقع في حياة من نسج ألمه ومعاناته ومرتبطة بتفاصيل صغيرة، أما في مخيلته فهو يعيدها كصنم ويطلق عنانها لتسطير على عقله وقلبه.

بقية الجوائز
تنويه من لجنة التحكيم لفيلم «ورد»، سيناريو وإخراج رهف خضور، وتمثيل نسرين فندي، والطفل جعفر محمود.
جائزة أفضل سيناريو لفيلم «موعد مع المطر» سيناريو وإخراج شادي شاهين، وتمثيل محمود خليلي، ورزان نعوف، وعلي محفوض، وروعة بلابيدي، وشادي شاهين.
جائزة أفضل إخراج لفيلم «سينما ميكنغ أوف» مع فرصة إخراج فيلم قصير احترافي ضمن الخطة الإنتاجية للمؤسسة العامة للسينما، وهو سيناريو وإخراج المهند حيدر، وتمثيل سامر خليل، وأديب رزوق، وسالي بسمة، وتماضر غانم، ومضر رمضان، ومحمد حسن.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة مع فرصة إخراج فيلم قصير احترافي ضمن الخطة الإنتاجية للمؤسسة العامة للسينما تمنح لفيلم «البداية »، سيناريو وإخراج علي الماغوط، وتمثيل مجد حنا والطفل تيم عبد العزيز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن