رياضة

«الوطن» تحاور رئيس تنفيذية الحسكة … شاكردي: نحن على مسافة واحدة من جميع الأندية وظروف اليوم أكبر منا جميعاً

الحسكة – دحام السلطان

لم يخفِ الرياضيون في الحسكة صراحتهم ويتكتموا عنها، ولم يتخلّفوا عن الإدلاء بكل ما يدور في خاطرهم عن كل تبعات وبواعث الصورة غير المرضية التي ظهرت عليها كرة القدم في أنديتهم التي لعبت في منافستي الأضواء والظل على حد سواء، وتلك الحالات التي حرّضتها تبعات وبواعث تلك الصورة كانت صريحة وعلنية وشفّافة، وقد ألغي فيها عامل التحفّظ الذي تكلّم عنه الرياضيون بطلاقة، ووضعوا ميزان حمله كله برسم أهل الحل والربط من صناع القرار الرياضي في الحسكة، معتبرين أن الجالسين في مكاتب الصالة الرياضية يتحملون وزر تلك المسؤولية التي أرخت بظلالها على كرة القدم «الحسكاوية»، ولاسيما في أندية الجزيرة والجهاد والخابور.!
وجعلت العام والعامين الماضيين المطليين بالسواد هما السمة الدامغة لكل ما سلف من إرهاصات والقشة التي قصمت ظهر بعير كرة القدم في الأندية.! وهاهي الأجوبة على الأسئلة التي وضعناها برسم القيادة الرياضية، من خلال الحوار الذي أجرته «الوطن» مع رئيس تنفيذية الحسكة مصطفى شاكردي.. فلنتابع:

كرة القدم رسبت في الامتحان، وأنتم تتحمّلون النصيب الأكبر من المسؤولية وتقصيركم انعكس سلباً على تقصير الأندية حيالها؟
لا شك أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى، ولها الحيز الأكبر من الاهتمام على مستوى الأندية باعتبارها لعبة محترفين في أندية الدرجة الأولى ومهمة جداً في الدرجة الثانية، ومن منطلق عملنا القيادي والمؤسساتي في منظمة الاتحاد الرياضي العام، لابد من احترام قرارات مجالس الأندية لكونها تتمتع بصلاحيات منحها النظام الداخلي للمنظمة، والقانون رقم 4 لعام 2014 الناظم للحركة الرياضية، وحيال ذلك نحن لم نتدخّل بخصوصيات الأندية بل وقفنا معها وإلى جانبها وكنا على مسافة واحدة منها، وكل نادٍ فيها له الحق في الطريقة التي يراها مناسبة في بناء كرة القدم من خلال تسمية كوادره التدريبية بحرية مطلقة لأنها مسؤوليته أولاً وأخيراً، لذلك فإن دورنا يقتصر على تقديم الدعم المالي لها فقط، الذي لم نبخل فيه إطلاقاً على مستوى الفرع ولا على مستوى المركز، بدليل أن المكتب التنفيذي قدّم أموالاً جيدة للأندية ضمنت لها تأمين كل متطلبات المشاركة في الدوري.

لكن الوسط الرياضي يعتبركم السبب، من خلال جلبكم لإدارات دون مستوى الطموح لم تكن نتائجها أفضل مستوى بأدائها؟
برأيي لسنا بمفردنا من يتحمّل المسؤولية، لأن هناك ظروفاً وأسباباً لها الدور الأكبر في تراجع مستوى كرة القدم، ليس على مستوى المحافظة فحسب، إنما على مستوى القطر بشكل كامل نتيجة لظروف الحرب التي تمر على البلد، التي أدت إلى هجرة اللاعبين والكوادر الإدارية والفنية التي كان لها الدور الإيجابي في بناء كرة القدم، ولاسيما كوادر ناديي الجزيرة والجهاد، إلى أندية الداخل وإلى خارج البلاد، إضافة إلى ارتفاع مستوى المعيشة وعدم القدرة على مواكبة الضغط النفسي الحاصل بمفهومه العام، والوضع المالي المتردي للأندية الذي لم ينسجم مع نظام الاحتراف المعمول به، وعزوف بعض الخبرات الرياضية عن العمل لأسباب خاصة، وبالنسبة للوضع الإداري في الأندية وخصوصاً في إدارتي الجزيرة والجهاد، هناك استقالات في كلا الناديين ونحن كفرع اتحاد رياضي نرفع القبعة لكل من وضع نفسه للعمل في هذه المرحلة تحت تصرف الأندية بصفة إدارية، التي نعتبرها مرحلة إعادة إعمار وبناء في مثل هذه الظروف الصعبة وخصوصاً في محافظة الحسكة.

فرق الكرة لم تحصد شيئاً، وبرهنت عن نفسها على أنها دون مستوى المنافسة في دوري على هذه الشاكلة.! هل زمن الحرير بالنسبة للعبة قد انتهى؟
لا على الإطلاق بل العكس صحيح، فكرة القدم بشكل عام بالنسبة للمحافظة مازالت بحالة جيدة، وخصوصاً في الفئات العمرية الصغيرة، بدليل إحراز منتخب المحافظة لفئة الناشئين ذهبية بطولة الأولمبياد الثاني للناشئين عن جدارة واستحقاق، التي نظمها الاتحاد الرياضي العام صيف العام الماضي، ونحن وضعنا مجموعة من الحلول باتجاهها، من خلال افتتاح أكثر من مركز تدريبي بنوعيه القاعدي والمميّز بمختلف مناطق المحافظة، وكلفنا إدارات الأندية وخصوصا في الجزيرة والجهاد بالاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة، لكونها اللبنة الأساسية في بناء مستقبل كرة القدم، كما أننا نعمل مع اللجنة الفنية الفرعية للعبة على تنظيم البطولات المحلية للفئات العمرية من (أشبال، ناشئين، شباب) على مستوى المحافظة، إضافة إلى أننا قمنا بترشيح أكثر من مدرب جديد لاتباع الدورات التدريبية على المستوى الآسيوي بكرة القدم، كي نتمكن من تأهيل كادر تدريبي فني جيد، في ضوء الدعم الذي يقدّمه المكتب التنفيذي ودوره الكبير في تطوير الرياضة.

يُحكى في الشارع الرياضي، أن التفاهم مفقود بينكم وبين بعض إدارتكم، وهناك (شوفة حال) من بعض المدعومين منهم نحوكم؟
العلاقة التي تربط اللجنة التنفيذية بفرع الاتحاد الرياضي ومجالس إدارات الأندية، هي علاقة وطيدة وقوية مبنية على أساس التفاهم والعمل المؤسساتي، وأنا أجدها وفق رأيي الشخصي علاقة حميمية ومن دونها لا يمكن العمل في الحقل الرياضي، وبصراحة لن يتحقق النجاح إلا من خلال التعاون والعمل المشترك بين القيادة الرياضية وبينها، بعيداً عن المصالح الشخصية الآنية الضيقة.

وماذا عن الواقع الإداري فيها اليوم بعد غياب حالات الرضى عنها؟
بالنسبة للإدارات هناك دراسة مشتركة بين القيادتين الرياضية والرسمية في المدينة، ومن ثم على مستوى المحافظة، لدراسة وتقييم العمل، بوضع النقاط على الحروف من حيث الترميم أو إعادة تشكيل مجالسها بشكل كامل، وستتم دراسته ومعالجته مع محبي الأندية.

ماذا بقي لديكم لكي تضيفوه؟
أنا من خلال موقعي كرئيس للجنة التنفيذية بالحسكة أتقدم بالشكر الجزيل من جميع الوسائل الإعلامية، لأنها كانت الشريك الحقيقي لنا والفاعل بالعمل ومن خلالها استطعنا أن نضع الحلول المناسبة لكل مرحلة، كما أتقدم بالشكر لكل من عمل خلال هذه الفترة العصيبة التي مرت على قطرنا الحبيب سورية، وبدوري أدعو جميع الخبرات والكوادر إلى الالتفاف حول أنديتها لكي نستطيع أن نعوض ما فاتنا بتعويض الهجرة الكبيرة للاعبين وللكوادر وإعادة البناء الحقيقي لأنديتنا بالشكل الصحيح بعيداً عن الحساسيات والضغائن التي لن تستطع أن تخلق رياضة على الإطلاق.!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن