سورية

يوم دام لم تعشه الشهباء من قبل واستهداف ممنهج للمشافي … الجيش يصد المسلحين عن قوس حلب الغربي

| حلب – الوطن

بدد الجيش العربي السوري أحلام الفصائل المسلحة بقيادة جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، وحطم أجندة داعميهم بتحقيق خرق ميداني في جبهات حلب الغربية من خلال هجوم كبير صده الجيش وأوقع خسائر كبيرة في صفوف المسلحين الذين أمطروا المدينة بمئات القذائف والصواريخ المتفجرة التي حصدت أرواح شهداء في حصيلة غير نهائية 10 منهم قضوا في استهداف مشفى الضبيط الخاص في حي المحافظة.
السيناريو الذي رسمته استخبارات تركيا والسعودية وقطر واستبق قراراً محتملاً لهدنة توقف العمليات القتالية بحلب، بدأ بتفجير نفق تحت الأرض في محيط مستديرة المالية بجمعية الزهراء شمال غرب المدينة ظهر أمس تلاه هجوم كبير رأس حربته «النصرة» وضم حركتي «أحرار الشام الإسلامية» و«نور الدين الزنكي» و«جيش الإسلام» وفصائل مسلحة أخرى واستخدم فيه أكثر من 100 قذيفة طالت الحي خلال ربع الساعة الأولى لخلق صدمة في نفوس عناصر الجيش الذين استوعبوا الأمر بسرعة وحالوا دون تقدم المهاجمين شبراً واحداً، بحسب مصدر ميداني تحدث لـ«الوطن».
وسرعان ما أشعل المسلحون جبهات أخرى امتدت على كامل القوس الغربي للمدينة بغية فتح ثغرة في خطوط التماس لتعديل الخريطة الميدانية لصالحهم بدءاً من جبهة معامل الليرمون باتجاه شيحان والخالدية مروراً بمحور المخابرات الجوية ومستديرة المالية وجامع الرسول الأعزم بحي الزهراء ثم جبهة الفاميلي هاوس في منطقة الراشدين الأولى أقصى غرب المدينة وصولاً إلى محور البحوث العلمية عند المدخل الغربي لها على تخوم حلب الجديدة فمحور قرية منيان وصولاً إلى ضاحية الأسد والراشدين الرابعة جنوب غرب المدينة.
من جهتها، قالت القيادة العامة للجيش في بيان نقلته وكالة «سانا» للأنباء: إنه «في الوقت الذي تبذل فيه جهود دولية ومحلية لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية وتطبيق نظام تهدئة في حلب قامت المجموعات الإرهابية المسلحة من «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» و«جيش الإسلام» وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى بهجوم واسع من عدة محاور في حلب سبقه قصف عنيف استهدف الأحياء السكنية في المدينة ما أدى إلى ارتقاء شهداء ووقوع جرحى في صفوف المدنيين».
وأضافت قيادة الجيش: إن المجموعات الإرهابية «قامت باستهداف مشفى الضبيط في حي المحافظة بقذائف صاروخية ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء والجرحى وإلحاق أضرار مادية كبيرة في المشفى».
وختمت قيادة الجيش بيانها بالقول: إن «قواتنا المسلحة تقوم بصد الهجوم والرد المناسب على مصادر النيران وتوقع في صفوف التنظيمات الإرهابية خسائر كبيرة».
الجيش تعامل بحنكة وقوة مع الجبهات المشتعلة ورد الصاع صاعين للغزارة النارية التي مهد بها المسلحون هجومهم مستعيناً بسلاحي المدفعية والطيران الحربي الذي لعب دوراً كبيراً في ضرب أهداف المهاجمين وتجمعاتهم وأرتال إمدادهم من ريفي حلب الغربي والشمالي ومن أرياف إدلب، واستمرت المواجهات لساعات لم ينهها حلول الظلام أخفق المسلحون خلالها بتحقيق أي هدف من العملية العسكرية الضخمة التي مهد لها المسلحون بهجمات متكررة خلال الأسبوعين الفائتين على المحاور ذاتها منذ خرقهم للهدنة بشكل واسع وصريح غير آبهين بالتزامات الدول الداعمة لهم والمقطوعة للولايات المتحدة وروسيا.
الشهباء الجريحة عاشت أحد أكثر الأيام دموية بفعل الهجمات وقذائف الإرهاب منذ دخول المسلحين إلى أحيائها الشرقية في تموز 2012، ولم تستثن آثار الدمار أياً من الأحياء الآمنة وخصوصاً السريان القديمة وشارع النيل ومساكن السبيل والموكامبو والشهباء الجديدة والحمدانية والجميلية ومحيط جامع الرحمن والميدان والزهراء وحلب الجديدة.
وتفاخر ما يدعى لواء «شهداء بدر» المتمركز بحي بني زيد بإطلاق صاروخ محلي الصنع من نوع «حمم» على مشفى الضبيط الخاص بالتوليد، ما خلف دماراً كبيراً في المشفى ومحيطه وخلق حالة من الرعب أثناء نقل جثامين الشهداء والمرضى المصابين منه إلى المشافي الأخرى التي لم تسلم هي الأخرى من قذائف الغدر والتي ألحقت أضراراً في المشفى العربي الطبي بشارع النيل ومحيط مشفى الرسالة بالمحافظة بعد استهداف مشفيي جامعة حلب والرازي الحكومي أمس الأول.
ونالت حالة الرعب من طلاب جامعة حلب الذين أصابت الطلقات المتفجرة من المسلحين أكثر من 7 طلاب منهم، ما استدعى إدارة الجامعة إلى إنزال الطلاب إلى الملاجئ ومنعهم من مغادرة الكليات لحين استتباب الوضع، كما خلت الكثير من الشوارع من المارة إثر سقوط الشهداء والجرحى من المدنيين الذين قدر عددهم بأكثر من 150 جريحاً، وفق مصادر طبية تحدثت لـ«الوطن».
من جهتها نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر في قيادة شرطة محافظة حلب قوله «ارتفع عدد ضحايا الاعتداءات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على أحياء سكنية بمدينة حلب إلى 16 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء».
واستجابت مديرية التربية بحلب نزولاً عند رغبة الأهالي بتأجيل امتحانات الصفوف الانتقالية المقررة اليوم إلى الأحد المقبل مع تعليق دوام الإداريين اليوم وغداً حرصاً على أمنهم بعد استهداف المدارس بشكل ممنهح في الأسبوع الأخير الذي شهد تصعيداً كبيراً من المسلحين لم تشهده المدينة من قبل وأدى لإلحاق أضرار بالغة في العديد من المدارس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن