رياضة

كأس الأمم الأوروبية وحكاية بطولة أصبحت الأهم … السوفييت أول الأبطال والألمان دخولهم غير

| خالد عرنوس

قدمنا في عدد الثلاثاء الفائت توطئة للدخول في الحديث الطويل عن بطولة كأس الأمم الأوروبية للمنتخبات التي باتت تعرف اختصاراً بـيورو، وتعرفنا عن البدايات وكيف انطلقت البطولة وارتفاع المشاركين في نهائياتها من 4 منتخبات إلى 24 منتخباً سيتنافس على لقب النسخة الخامسة عشرة بعد أيام في فرنسا 2016.
اليوم نتعمق أكثر في تاريخ البطولة فنسرد للبطولات الـ14 السابقة ومن أبطالها وما أهم ما ميز كل بطولة باختصار شديد تفرضه المساحة.

فرنسا 1960 – نهائي اشتراكي
بدأت البطولة بمشاركة 17 منتخباً وأقيمت النهائيات بين 6 و10 حزيران وتأهل الاتحاد السوفييتي إلى النهائيات من دون خوض دور ربع النهائي عقب رفض حاكم إسبانيا (فرانكو) اللعب في موسكو واقتصر نصف النهائي على 3 منتخبات مثلت ما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكي فتأهل اليوغسلافي إلى النهائي عقب مباراة للذكرى جمعته بصاحب الضيافة الفرنسي وانتهت بنتيجة 5/4 ليقابل في مباراة التتويج مع جاره السوفييتي الذي فاز على التشيكوسلوفاكي بسهولة 3/صفر، وحل الأخير ثالثاً بالفوز على الفرنسي 2/صفر.
وفي النهائي تقدم اليوغسلاف إلا السوفييت عادلوهم سريعاً ليخوض الفريقان أول وقتين إضافيين في البطولة وفيه استطاع بوندلنيك تسجيل هدف الفوز مهدياً أول لقب للاتحاد السوفييتي.
اقتصرت البطولة على 4 مباريات شهدت 17 هدفاً بمعدل 4.25 أهداف في المباراة وحضر النهائي أقل من 18 ألف متفرج، وبرز فيها الحارس الأسطوري ليف ياشين، وتعادل 5 لاعبين في صدارة الهدافين وهم السوفيتيان بوندلنيك وإيفانوف واليوغسلافيان غاليتش ويركوفيتش والفرنسي فرانسوا هيوت.

إسبانيا 1964 – السياسة فوز وخسارة
نجحت السياسة في النسخة الأولى فتأهل الاتحاد السوفييتي بانسحاب نظيره الإسباني وفي 1964 ربحت الرياضة بعدما رضخ الحاكم الإسباني (فرانكو) لأحكامها واستقبل السوفييت أبطال أوروبا في النهائيات التي أقيمت في نيوكامب وبرنابيه ووحده البطل ظهر للمرة الثانية فتأهل إلى النهائي على حساب الدانمارك 3/صفر وواجه صاحب الأرض في النهائي أمام أنظار فرانكو، واحتاج منتخب الثيران إلى وقت إضافي ليتجاوز نظيره المجري 2/1 واستطاع انتزاع اللقب بالنتيجة ذاتها بفضل أسرع هدف في المباريات النهائية وصاحبه خوسيه ماريا بيريدا (الدقيقة 6).
وبرز في البطولة صانع الألعاب سواريز أول لاعب يتوج بلقب اليورو ودوري الأبطال، وشهدت البطولة تسجيل 13 هدفاً بمعدل 3.25 في المباراة، أما الهداف فكان بيريدا والمجريين بيني ونوفاك وسجل ثلاثتهم هدفين والأخيران قادا بلادهما إلى المركز الثالث بالفوز على الدانمارك 3/1 بعد وقت إضافي.

إيطاليا 1968 – بطولة شحيحة للآتزوري
النسخة الثالثة شهدت أحداثاً بارزة كثيرة ففشل الألمان (وصيفو بطل العالم) بمشاركتهم الأولى ونجح الإنكليز في التأهل للمرة الأولى حالهم حال الطليان أصحاب الأرض الذين تعادلوا في نصف النهائي مع السوفييت (أول نتيجة سلبية في النهائيات) ليتأهل الآتزوري بالقرعة وفي الجهة الأخرى سقط أبطال العالم الإنكليز بهدف أمام اليوغسلاف الذين واجهوا أصحاب الأرض في الألمبيكو وفرضوا عليهم التعادل بعد 120 دقيقة ليعاد النهائي (حسب نظام البطولة) بعد 48 ساعة وفيه استطاع الطليان الفوز بهدفين نظيفين وحل الإنكليز ثالثاً بالفوز على اليوغسلاف 2/صفر وهو الإنجاز الأبرز لأبناء كرة القدم في البطولة حتى الآن.
البطولة جاءت مملة ولم تشهد أكثر من 7 أهداف في 5 مباريات منها هدفان لليوغسلافي دزاييتش (الهداف) والطريف أن أكثر من 68 ألف متفرج حضروا النهائي الأول وهبط الرقم إلى النصف في الإعادة.

بلجيكا 1972 – إطلالة المانشافت
في النسخة الرابعة واصل السوفييت حضورهم للنسخة الرابعة على التوالي في حين شارك البلجيكي للمرة الأولى حالهم حال الألمان الذين سطروا أولى ملاحمهم في البطولة باللقب القاري الأول على حساب السوفييت في النهائي (3/صفر) بفضل الجيل الذهبي الذي ضم ماير وموللر وبيكنباور ونيتزر وسواهم، وكان نصف النهائي شهد فوز السوفييت على المجر بهدف والألمان على أصحاب الأرض 2/1 وحل البلجيكي ثالثاً بالفوز على السوفييتي 2/1.
البطولة شهدت تألق جيرد موللر هداف مونديال 1970 وهداف النسخة الرابعة برصيد 4 أهداف والذي أصبح أول لاعب يسجل هدفين في النهائي، وسجل 10 أهداف بمعدل (2.5 هدف في المباراة).

يوغسلافيا 1976 – فيكتور وبانينكا
في أول إطلالة على البطولة أخفق بقية الجيل الرائع للكرة الهولندية ببلوغ النهائي بسقوطه أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا الذي سجل تأهله الأول للنهائي ليقابل هناك البطل الألماني الذي أخفق بدوره بالحفاظ على اللقب بفضل ركلات الترجيح التي ابتسمت للفريق الشرقي بعد التعادل 2/2 وشهدت لعبة ركلات الحظ ما يدعى ماركة مسجلة باسم بانينكا الذي سجل بطريقة (لوب) وسط المرمى هدف الفوز الحاسم الذي أهدى أوروبا الشرقية آخر ألقابها.
احتاجت مباريات البطولة الأربع للتمديد ففازت تشيكوسلوفاكيا على هولندا 3/1 وعادت ألمانيا أمام يوغسلافيا بعد تأخرها صفر/2 لتفوز 4/2 بفضل هداف البطولة ديتر موللر (4 أهداف) الذي أصبح صاحب أول هاتريك في البطولة، واحتلت هولندا المركز الثالث بالفوز على يوغسلافيا 3/2، وشهدت مباراة هولندا × تشيكوسلوفاكيا أول هدف عكسي سجله لاعب الأخير أندرواس، وسجل في البطولة 19 هدفاً بمعدل 4.75 وهو الأعلى في تاريخ البطولة.

إيطاليا 1982 – التعويض الألماني
أصبحت إيطاليا أول دولة تستضيف البطولة مرتين وهذه المرة بنظام مختلف بعد رفع عدد المشاركين إلى 8 منتخبات وزعت إلى مجموعتين تلعب فيما بينها بطريقة الدوري من مرحلة واحدة على أن يتقابل بطلاهما في النهائي واستطاع المنتخب الألماني بلوغ النهائي للمرة الثالثة على التوالي عقب تصدره للمجموعة الأولى على حساب تشيكوسلوفاكيا وهولندا واليونان، وفي الثانية فاجأ منتخب بلجيكا الجميع وتصدر بفارق الأهداف عن أصحاب الأرض الطليان الذين اكتفوا بتسجيل هدف يتيم وقد خسروا مباراة الترتيب أمام تشيكوسلوفاكيا بالترجيح بنتيجة قياسية وصلت إلى 9/8 عقب التعادل 1/1.
وفي النهائي استطاع الألمان الفوز بفضل ثنائية للمهاجم العملاق هروبيش ثانيهما في الدقيقة 88 ليصبح المانشافت أول من يتوج بالكأس مرتين، وتوج مهاجمه الآخر كلاوس ألوفس هدافاً برصيد 3 أهداف سجلها جميعاً بمرمى هولندا، وشهدت مباريات البطولة الـ14 تسجيل 27 هدفاً فقط أي بمعدل 1.93 بالمباراة.

فرنسا 1984 – ميشيل وميشيل
عادت البطولة إلى فرنسا بعد 24 عاماً وبقي عدد منتخباتها ثمانية مع اختلاف إقرار دور نصف النهائي يقام بطريقة المقص بين أول وثاني المجموعتين وألغيت مباراة الترضية على المركز الثالث، وتصدر منتخب الديوك الفرنسي المجموعة الأولى بفضل 3 انتصارات على الدانمارك ويوغسلافيا وبلجيكا في حين تصدر المنتخب الإسباني الثانية بفارق الأهداف فقط عن جاره البرتغالي وخرج المانشافت الألماني من الدور الأول، وتأهل صاحبا الصدارة إلى النهائي بفوز الأول على البرتغال 3/2 بعد مباراة للذكرى ووقت إضافي والثاني على الدانماركي بركلات الترجيح 4/3 إثر التعادل 1/1، وفي النهائي قال أصحاب الأرض كلمتهم بهفوة قاتلة من الحارس الإسباني أركونادا الذي أخفق بالتعامل مع ركلة بلاتيني المباشرة وفي الدقيقة الأخيرة سجل بيلوني هدف التعزيز 2/صفر ليتوج الأزرق الفرنسي بأول ألقابه في عالم كرة القدم.
تميزت البطولة بالفريق الفرنسي الذي قاده المدرب ميشيل هيدالغو وقاده على أرض الملعب ميشيل بلاتيني الذي سجل 9 أهداف كاملة منها حالتا هاتريك ليصبح أفضل هداف في تاريخ البطولة حتى الآن، وسجل في مبارياتها الـ15 (41 هدفاً) أي بمعدل 2.73 في المباراة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن