رياضة

صيف ساخن

| خالد عرنوس 

تشهد الساحة الكروية العالمية بداية من السادس من الشهر المقبل وحتى العاشر من تموز بطولتين قاريتين ينتظرهما معظم عشاق اللعبة الشعبية الأولى في العالم ونقصد هنا كوبا أميركا التي تقام نسخة استثنائية منها على أراضي الولايات المتحدة الأميركية بمناسبة مرور مئة عام على انطلاقتها ويتمثل الاستثناء في مكان البطولة التي تضم دول الكونيمبول العشر فللمرة الأولى تقام خارج القسم الجنوبي للقارة الجديدة ووفي عدد المنتخبات حيث يشارك 16 منتخباً بإضافة 6 منتخبات من أميركا الشمالية.
أما الحدث الثاني والذي يعد الأبرز فهو بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) والذي تستضيف فرنسا النسخة الـ15 منها بمشاركة قياسية (24 منتخباً)، ولعل الحديث عن البطولتين بحاجة إلى مساحات شاسعة لكن ما باليد حيلة كما يقول المثل الشعبي، فتكتفي «الوطن» ببعض الإضاءة عليهما.
لكن السؤال الأهم الذي يفرض نفسه والذي نحاول الإجابة عنه هو.. لماذا تعد بطولة القارة العجوز الأبرز بين قريناتها؟
الإجابة تكمن في عدة أسباب أهمها بالتأكيد وجود عصارة كرة القدم العالمية في أوروبا بدءاً من الأندية العملاقة وليس انتهاءً بحضور جل نجوم اللعبة فيها وذلك لأن العصب المالي (العنصر الأهم في عالم الكرة هذه الأيام) موجود في أنديتها ما انعكس على منتخباتها الوطنية وهذا الكلام ليس جديداً أو طارئاً بل منذ الأزل خاصة أن دول القارة كانت في استقرار ورغد على الصعد كافة على الرغم من الحربين العالميتين اللتين كانت أوروبا المسرح الرئيس لهما.
إذاً العراقة والتاريخ وضعا الدول الأوروبية في مقدمة الدول الممارسة لكرة القدم في العالم ولا يمكن القياس إلا مع دول أميركا اللاتينية التي عرفت سر اللعبة باكراً وسارت قدماً بقدم مع نظيراتها الأوروبية إلا أن أنديتها بقيت بعيدة كل البعد عن مثيلاتها الأوروبية لأسباب أخرى تتمثل بوضع دول أميركا الجنوبية عامة وتوقيتها المختلف كلياً والفقر المدقع الذي تعيشه أغلب شعوبها.
وعلى الرغم من تأخر بطولة اليورو عن كل من بطولات أميركا وآسيا وإفريقيا إلا أن بطولتها أصبحت الأهم ويمكننا مضاهاتها بكأس العالم مع تقارب المستويات وكثيراً ما سمعنا مقولة إن بطولة أوروبا لا ينقصها سوى البرازيل والأرجنتين والأورغواي لتكون بمنزلة المونديال.. هذا الكلام فيه الكثير من الصحة بالطبع والدليل وجود الأوروبيين في نصف نهائي المونديال 56 مرة خلال نسخه الـ«20»، وجاء تتويج 11 منتخباً أوروبياً باللقب العالمي منطقياً، ففي القارة العجوز مازالت وستبقى إلى أجل غير مسمى في قمة الكرة العالمية وستبقى سقف الكرة وبطولتها (بطولة الصفوة).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن