سورية

«العمل الوطني» ترى أن دعوتها يمكن أن تصل في أي لحظة…دي ميستورا يوجه دعوة رسمية لإيران لحضور «جنيف 3» وواشنطن تريد تفاصيل عن الدعوة ولافروف: أفق تغيير الحكومة بسورية «مسدود»

الوطن- وكالات

وجه المبعوث الأممي إلي سورية ستيفان دي ميستورا دعوة رسمية لإيران للمشاركة في مؤتمر «جنيف 3»، منتقداً عدم تعاون بعض دول المنطقة وخارجها في إطار مهمته حول الأزمة في سورية.
ومن موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «الاهتمام باستئناف الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمعارضة هو إنجاز مهم جداً»، موضحاً أن هذا الاهتمام هو من بين القضايا التي قررت روسيا العمل عليها الآن، في إشارة إلى ما حققته الدبلوماسية الروسية عبر اللقاءات التمهيدية التشاورية بين الحكومة السورية وشخصيات وقوى في المعارضة، استضافت العاصمة الروسية جولتيها مؤخراً.
وقال لافروف في مقابلة تلفزيونية: إن «روسيا والصين وبعض البلدان الأخرى كانت تقريباً الجهة الوحيدة التي استمرت لمدة تزيد على أربع سنوات وهي تدعو إلى حل سياسي للأزمة في سورية»، وأضاف: «لقد جرت محاولات لتقديمنا وكأننا متواطئون مع الحكومة وقالوا إن تغييرها فقط هو الضمانة الوحيدة لتهدئة الشعب السوري»، وأردف مؤكداً: «ولكن في رأيي أن انسداد أفق هذا المسار أصبح اليوم واضحاً للجميع». وبيّن أن «العملية مستمرة وهي عمل دبلوماسي طبيعي ونحن نفعل ذلك ليس من أجل هزيمة طرف ما ولكن من أجل أن يكون العالم أكثر استقراراً».
وفي نيويورك، بحث دي ميستورا مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس على هامش مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي المنعقد حالياً بمقر الأمم المتحدة، الأزمة في سورية والتحضير لمؤتمر جنيف 3.
ووصف دي ميستورا اللقاء بـ«البناء والإيجابي» وقال: إنه «وجه دعوة رسمية لإيران للمشاركة في مؤتمر جنيف 3 معتبراً تجاهل دورها بحل الأزمة في سورية خطأ فادحاً على ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
وانتقد دي ميستورا عدم تعاون بعض الدول في المنطقة وخارجها في إطار مهمته حول الأزمة في سورية.
بدوره أعرب ظريف عن قلقه حيال الدور السلبي لبعض الدول في تعميق الأزمة في سورية، مبدياً استعداد إيران لدعم مساعي دي ميستورا الرامية إلى إيجاد حل سياسي وإعادة الاستقرار والهدوء إلى سورية. وكان ظريف دعا خلال لقائه في جنيف دي ميستورا في كانون الثاني الماضي اللاعبين الدوليين الرئيسيين إلى التعاون البناء في الحل السلمي والسياسي للأزمة في سورية.
وقبل أيام، أعلن دي ميستورا أنه سيبدأ في بداية أيار الاجتماع مع الحكومة السورية وجماعات المعارضة والقوى الإقليمية بما في ذلك إيران لوضع تقييم في حلول نهاية حزيران بشأن إذا ما كان هناك أي أمل في التوسط لإيجاد حل للأزمة في سورية، وذلك تمهيداً لعقد جنيف 3.
وتلقت دمشق أمس الأوّل دعوة من المبعوث الأممي لإجراء مشاورات في جنيف حول الحل السياسي للأزمة في سورية. وعلمت «الوطن» من مصدر قريب من دي ميستورا أن الأخير أرسل لسفير سورية في الأمم المتحدة في جنيف حسام إلا دعوة للتشاور حول الحل السياسي للأزمة السورية.
في سياق متصل، أعلنت «جبهة التغيير والتحرير» المعارضة أمس الأوّل عن تلقيها دعوة للمشاركة في مشاورات جنيف، بعد أن كان كل من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة وتيار بناء الدولة المعارض والائتلاف أعلنوا تلقيهم دعوات للمشاركة بمشاورات جنيف.
وأمس أوضح أمين عام «هيئة العمل الوطني للتغيير الديمقراطي» المعارضة محمود مرعي لـ«الوطن»، أن الهيئة لم تتم دعوتها حتى الآن لحضور مشاورات جنيف، لكنه لفت إلى أن «الدعوة يمكن أن «تصل في أي لحظة لأن رمزي رمزي نائب المبعوث الأممي تواصل معنا سابقاً وطرح علينا فكرة المشاورات، ولأن هذه المشاورات ستجري على مدار ستة أسابيع وهي لقاءات ثانية تشاورية بين دي ميستورا وفريقه والأطراف الأخرى وليست مؤتمراً، ثم يمكن توجيه الدعوات تباعاً».
وفي سياق متصل جددت إيران والجزائر دعوتهما للعمل على إيجاد حل سياسي للأزمتين في سورية واليمن.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، أن ظريف ونظيره الجزائري رمطان لعمامرة بحثا على هامش مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية المنعقد حالياً في نيويورك آخر التطورات في المنطقة وخاصة الأوضاع في سورية واليمن إضافة إلى موضوع مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي والتنسيق بين البلدين إزاء مبادرة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي.
وأكد ظريف ونائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وضرورة اعتماد الحوار في اليمن كوسيلة لحل الأزمة.
وعلى هامش المؤتمر أيضاً بحث وزير الخارجية الإيراني مع نظيره المصري سامح شكري مبادرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي ومراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي حيث أكد الوزيران ضرورة التعاون الوثيق بين الوفدين الإيراني والمصري لاتخاذ مواقف متقاربة.
من جهة ثانية قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، «جيف ريثك» أمس بحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية: إنه ينبغي على إيران «وقف دعمها للنظام في حال كانت تسعى للعب دور بناء في إنهاء الصراع في سورية وبالطرق السلمية».
كما ذكر المتحدث باسم الخارجية في مؤتمر صحفي، حول إمكانية دعوة إيران للمشاركة في مباحثات السلام السورية المقرر عقدها في جنيف خلال شهر أيار، أنه «يجب التوصل إلى تفاصيل أكثر عن الدعوة المرسلة لإيران من الأمم المتحدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن