سورية

«الديمقراطية» على مشارف منبج … بلا كهرباء أو ماء.. حلب تستقبل رمضان بقوافل من الشهداء

| حلب- الوطن

استقبلت حلب أول يوم من شهر رمضان بعد أن ودعت كوكبة من أبنائها المدنيين في اليوم الذي سبقه ضمن قوافل الشهداء الذين يسقطون بقذائف إرهاب المسلحين، وزفت 40 شهيداً أمس لا ذنب لهم سوى أنهم رفضوا مغادرة مدينتهم الصامدة التي ترفض الانصياع لإملاءات الإرهابيين وداعميهم.
من جهة ثانية وصلت «قوات سورية الديمقراطية» وهي تحالف فصائل عربية وكردية إلى مشارف مدينة منبج أحد أبرز معاقل تنظيم داعش في شمال سورية استعداداً لطرد التنظيم المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية منها.
وأمعن المسلحون في عقاب الشهباء بحرمان أهلها منذ 10 أيام من الكهرباء والماء من دون أخذ أي اعتبار للشهر الفضيل. فبينما يرفض هؤلاء وصل خط حماة الضاحية للكهرباء الذي يغذي حلب المدينة ويشغل محطة ضخ المياه الرئيسية في حي سليمان الحلبي التي تسيطر عليها جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، يصر المسلحون على إدخال الديزل لتشغيل مضخات المحطة بنصف طاقتها ولحجج واهية بعد وصول المبادرات الأهلية الخاصة بذلك إلى أفق مسدود في ظل عدم إمكانية تشغيل المضخات عبر الخط الرديف عن طريق خناصر الذي وضع بالخدمة أخيراً لضعف طاقته اللازمة لذلك، وفق مصدر مسؤول في شركة كهرباء حلب لـ«الوطن». وبينت مصادر طبية في حلب لـ«الوطن»، أن عدد شهداء يوم أمس من المدنيين بلغ أكثر من 40 شهيداً سقط عدد كبير منهم في مركز المدينة في الحديقة العامة ومحيط شركة الكهرباء وخصوصاً في الشارع الحيوي الذي يصل منطقة الرازي بمحطة بغداد التي حصدت فيها هي الأخرى القذائف أرواح أبرياء كانوا يتسوقون حاجياتهم استعداداً لشهر رمضان.
كما صوب المسلحون قذائفهم باتجاه القصر البلدي والمنشية القديمة بوسط المدينة التجاري ونحو أحياء المشارقة وبستان الزهرة والفيض والميدان الذي استأثر خلال الأسبوعين الأخيرين بالحصة الأوفر من أعداد قذائف الهاون وأسطوانات «مدفع جهنم» التي خلفت دماراً كبيراً ودفعت بالسكان إلى النزوح على الرغم من أن معظمهم من المهجرين إليه أصلاً. واستهدفت قذيفة صاروخية ولليوم الثاني على التوالي كنيسة الفرح في حي الميدان وتسببت بأضرار جسيمة فيها.
الطيران الحربي في الجيش العربي السوري كثف غاراته على مناطق إطلاق القذائف والصواريخ محلية الصنع في أحياء بستان الباشا وبستان القصر وصلاح الدين وبني زيد، وحقق إصابات مؤكدة في منصات إطلاقها في الوقت الذي أغار فيه على طريق الكاستيللو آخر معبر لمسلحي أحياء المدينة الشرقية.
وسقط أمس الأول 17 شهيداً من المدنيين الآمنين بقذائف المسلحين في أحياء الميدان والمشارقة والإسماعيلية والحمدانية التي علقت تحت أنقاض أحد أبنيتها جثث شهداء بينهم أطفال إلى صباح أمس جراء استهدافه بصاروخ محلي الصنع من طراز «حمم» دك أركان المبنى بالكامل.
من جهة ثانية، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن: إن «قوات سورية الديمقراطية باتت على مشارف مدينة منبج في ريف حلب الشمالي واقتربت لنحو 4 كلم من المدينة التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
وأوضح عبد الرحمن أن هذه القوات تمكنت من السيطرة على 38 قرية ومزرعة، بإشراف من مستشارين أميركيين على عملية التقدم وقصف لطائرات «التحالف الدولي» على المنطقة.
ولفت عبد الرحمن إلى أن تنظيم داعش خسر 30 قتيلاً على الأقل حتى الآن، على حين استشهد 32 مواطناً مدنياً سورياً في قصف للتحالف.
وأوضح أن عملية منبج هي «مفتاح لإنهاء وجود تنظيم داعش الذي نقل العشرات من عائلات مقاتليه «المهاجرين» إلى الرقة، معتبراً أن قوة معركة منبج ستحكم على قضية انهيار التنظيم من عدمها في حلب.
وتعد منبج إلى جانب الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل للتنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي. ولمنبج تحديداً أهمية إستراتيجية لكونها تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله في سورية، والحدود التركية.
وتقوم الطائرات الحربية التابعة للتحالف، وفق عبد الرحمن، بدور كبير في المعركة إلى جانب «المستشارين والخبراء العسكريين الأميركيين والمعدات الجديدة المقدمة لقوات سورية الديمقراطية».
ولذا، تمكنت قوات سورية الديمقراطية من التقدم سريعاً باتجاه منبج إذ يقوم تنظيم داعش بانسحابات سريعة من القرى دون خوض معارك شديدة.
وقتل «30 عنصراً على الأقل من تنظيم داعش خلال نحو أسبوع من الاشتباكات والغارات»، بحسب المرصد.
وتسعى «قوات سورية الديمقراطية»، حسب المرصد، إلى تضييق الخناق على عناصر التنظيم ومحاصرتهم داخل مدينة منبج.
وتعارض أنقرة دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد إذ تخشى تمكين «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية التي تشكل المكون الأساسي لـ«قوات سورية الديمقراطية» من كامل الحدود التركية السورية التي تسيطر أصلاً على القسم الأكبر منها.
وأوضح عبد الرحمن أن «قوات سورية الديمقراطية تحضر منذ فترة لمعركة منبج وحشدت لها كثيراً إذ يقدر عدد العناصر في محيط منبج بحوالى أربعة آلاف مقاتل، أغلبيتهم من وحدات حماية الشعب الكردية».
وطردت «قوات سورية الديمقراطية» تنظيم داعش من مناطق عدة في شمالي وشمالي شرقي سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن