سورية

الملحم: لا اعتراض لـ«وفد معارضة الداخل» إذا كان التمثيل متساوياً … استشارات فنية لدي ميستورا مع وفود المعارضات خلال يومين لتشكيل وفد موحد

كشف عضو وفد معارضة الداخل إلى محادثات جنيف نواف عبد العزيز طراد الملحم، أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا يعتزم خلال يومين بدء «استشارات» مع وفود المعارضات السورية «كل على حده» تتضمن مناقشات تهدف إلى تشكيل «وفد موحد» للمعارضة، وذلك تمهيدا لعقد جولة جديدة من المحادثات بين وفد حكومي رسمي والمعارضة في العاصمة السويسرية.
ورجح الملحم، أمين عام حزب الشعب، أن «تنجح» محاولات تشكيل «وفد موحد» من معارضات الرياض وموسكو والقاهرة، مؤكداً أن وفد معارضة الداخل «لن يشارك» في وفد كهذا إذا لم تكن نسبة تمثيل المعارضات «متساوية» فيه.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال الملحم: «أبلغنا مكتب المبعوث الأممي بدمشق بدعوات فنية لغاية «استشارية» يعتزم دي ميستورا توجيهها لوفود المعارضة بهدف إجراء استشارات مع كل وفد على حده تستمر يومين تحضيرا للجولة القادمة من محادثات جنيف».
وبعد أن أوضح الملحم، أنه حتى الآن لم توجه دعوة إلى وفد معارضة الداخل، لفت إلى أنه سيتم خلال يومين تحديد موعد لكل وفد من وفود المعارضة وأن اللقاءات مع الوفود سيجريها المبعوث الأممي. وذكر الملحم أن وفد معارضة الداخل سيلبي دعوة دي ميستورا.
ولفت الملحم إلى أن مشاورات دي ميستورا مع الوفد ستتناول مسألة تشكيل وفد موحد لجميع قوى المعارضة وهو الأمر الذي يعمل عليه المبعوث الأممي، وأيضاً التمهيد للجولة القادمة من محادثات جنيف. وأشار الملحم إلى محاولات تجري حالياً لتوحيد وفود معارضات الرياض وموسكو والقاهرة، و«استبعاد وفد معارضة الداخل أو إعطائه مقعداً أو مقعدين لاعتقاد البعض أن هذا الوفد محسوب على الحكومة السورية».
ورجح الملحم، أن تنجح محاولات توحيد وفود الرياض وموسكو والقاهرة، لأن تلك الوفود «تأخذ الأوامر من أسيادها وقد أتتها الأوامر بذلك».
وأبدى الملحم استعداد وفد معارضة الداخل للتوحد مع قوى المعارضة الأخرى في وفد واحد «إذا كانت نسبة تمثيل القوى متساوية» وقال: «ليس لدينا اعتراض إذا كان بالتساوي وليس بمقعد أو مقعدين».
وحسب تقارير صحفية فقد شكلت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة فريق خبراء ضم أربعة أشخاص بينهم نصر الحريري. كما قرر رئيس «مجموعة موسكو» رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل وزميلة له التوجه إلى جنيف التي سيشارك في مفاوضاتها الفنية أيضاً ممثلان لـ«مجموعة القاهرة»، إضافة إلى شخصيات من وفد معارضة الداخل وحضور شخصيات سورية بينها «المجلس النسوي» والمجتمع المدني ورجال الأعمال في مرحلة لاحقة.
وفي حديث لـ»الوطن» الأسبوع الماضي اعتبر المعارض منذر خدام، أن استقالة كبير المفاوضين من وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة إلى محادثات جنيف محمد علوش يأتي في إطار «إعادة هيكلة الوفد» وتشكيل وفد جديد ونتيجة «تقاطع» رغبات أعضاء من معارضة الداخل ممثلة في «العليا للمفاوضات» وعدد من أعضاء الهيئة «المعتدلين» مع «ضغوطات خارجية» من داعمي الهيئة وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية.
ووصف خدام الأسباب التي أعلن عنها علوش لاستقالته بـ«الذرائع»، من أن يجعل لنفسه «قيمة أكبر» عبر الاحتجاج على المجتمع الدولي، ورجح أن تتم إقالة رئيس الوفد المفاوض أسعد الزعبي الذي «لا يفقه شيئاً في السياسة».
وفي تدوينة له في صفحته على موقع «فيسبوك» منذ يومين دعا المعارض منذر خدام «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، إلى «تشكيل وفد مفاوض حقيقي» وعدم «المناورة بضم شخص من هنا وشخص من هناك».
من جانبه وفي اتصال هاتفي مع «الوطن» الأسبوع الماضي نفى رئيس منصة موسكو للمعارضة قدري جميل، ما تم نشره حول الدعوة لاجتماع يعقد في ثاني أيام رمضان في الرياض لإجراء مباحثات مع وفدي الرياض والقاهرة.
وقال جميل: «لم نتلق أي إشارة حتى اللحظة عن إمكانية عقد اجتماعات في الرياض أو غيرها، وكل ما يقال لا يزال في إطار الثرثرة الإعلامية».
وعن الشروط التي سربها وفد معارضة الرياض لضم وفدي معارضة موسكو ومعارضة القاهرة في وفد موحد إلى حوار جنيف، قال جميل: «أي شروط ستكون مرفوضة مسبقاً وفي حال أرادوا فرض شروط، فنحن أولى بفرضها لكون من يضع الشروط هو الطرف المحق وليس المهزوم سياسياً». وأضاف: «إذا كان فعلاً لديهم شروط فنحن لدينا أيضاً شروطنا وسنفرضها، والعين بالعين وهم من بدؤوا بتسريب شروطهم التي لم نتبلغها أساساً بل قرأنا عنها في الإعلام».
وأكد جميل أن وفد منصة موسكو كان أول من دعا إلى تشكيل وفد موحد للمعارضات في مباحثات جنيف ومنذ الجولة الأولى، إلا أن وفد (معارضة) الرياض كان يرفض الاعتراف بأي معارضة سواه، وأراد احتكار الحوار بوفده قبل أن ينقلب منذ يومين على مواقفه السابقة ويعلن استعداده للتشاور مع وفدي (معارضات) موسكو والقاهرة وتشكيل وفد موحد.
وعن موعد الجولة القادمة من جنيف التي لم يحدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا موعدها، قال جميل: إن «الجولة الجديدة أصبحت قريبة بقدر استطاعة المعارضة على تشكيل وفد واحد، وليس موحداً، وعلى الأرجح موعدها لن يتجاوز النصف الثاني من حزيران الحالي.
وكانت الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 3 قد عُقدت في الفترة من 13 ولغاية 27 نيسان الماضي، ولم يستطع دي ميستورا تحديد موعد جديد للجولة المقبلة. كما أخفق وزراء خارجية «مجموعة العمل الدولية» الذين اجتمعوا في فيينا الشهر الماضي في تحديد موعد لها، ما يشير إلى استمرار الخلافات العميقة بين الأطراف الراعية للمفاوضات، فضلاً عن عدم نيّة معارضة الرياض العودة إلى جنيف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن