دونغا وشركاه
| خالد عرنوس
لم يستغرق الأمر طويلاً مع الكونفدرالية البرازيلية لكرة القدم لاتخاذ القرار المنتظر بإقالة المدرب الوطني كارلوس دونغا من منصب المدير الفني للسيليساو على خلفية الخروج التاريخي لراقصي السامبا من الدور الأول لكوبا أميركا في نسختها الـ45 التي تقام استثنائياً في الولايات المتحدة.
إذاً أقيل المدرب غير المحبوب الذي يعتبره البرازيليون (أو معظمهم) عدوهم الكروي الأول لأنه من عشاق اللعب الدفاعي وهي الطريقة التي لا تروق لأغلبية عشاق الكرة في بلاد السامبا على الرغم من أن هذه الطريقة التي استنبطها دونغا من معلمه كارلوس البرتو بيريرا استطاع الأخير عبرها إعادة السيليساو إلى اللقب العالمي بعد 24 سنة كاملة وكذلك فاز بها دونغا بكوبا أميركا 2007 وكأس القارات 2009 مع بعض الفوارق القليلة.
عدم نجاح دونغا كان متوقعاً وشخصياً توقعناه في «الوطن» كما توقعنا سقوط سكولاري من قبل ونحن نركن في هذه التوقعات إلى عرف اللعبة، فمن النادر أن ينجح مدرب ما في مكان مرتين والأمثلة كثيرة في هذا المجال، وما زاد في يقيننا الوضع المزري الذي تمر به الكرة البرازيلية بكل مفاصلها ولاسيما على صعيد الخامات والأهم على صعيد المدربين.
لن ندخل بتفاصيل ما تعانيه أندية السامبا ونجومها واضمحلال مواهبها، والأهم هو تراجع أفكارها، ففي وقت من الأوقات كان المدربون البرازيليون يغزون العالم على عكس ما يحدث اليوم فقلما وجدنا مدربين من أهل السامبا في دول الخليج العربي على سبيل المثال وهي كانت بمنزلة بورصة حقيقية لأسعار المدربين وها نحن لانجد مدرباً برازيلياً في القارة العجوز وتراجعت أسهم أبناء السامبا في القارة السمراء وكذلك في آسيا.
ولذلك لم يعد غريباً أن نسمع بعض الأفكار التي أصبحت تراود البرازيليين فيما يتعلق بالاستعانة بمدرب أجنبي وهو ما رفضوا حتى مناقشته في أوقات سابقة وخاصة في 2012 عندما تم طرح اسم بيب غوارديولا بقوة لقيادة السيليساو إلا أنه بقي مجرد اقتراح عقب مجيء سكولاري.
الطريف أنه وسط التراجع البرازيلي هناك تقدم أرجنتيني على هذا الصعيد وهاهي عقول التانغو تغزو منتخبات القارة الأميركية، فتابعنا 4 مدربين أرجنتينيين كانوا على رأس مربع الكبار في كوبا أميركا 2015 و6 مدربين لمنتخبات نسخة 2016 هم من جنسية مينوتي.
البرازيليون يبحثون عن مدرب جديد والكلام بدأ بترشيح عدد من الأسماء، فهل نرى مدرباً أجنبياً للسيليساو؟… إنها فكرة مجنونة حقاً، لكن الأكثر جنوناً سيكون الاستعانة بمدرب أرجنتيني؟!.