الأولى

التنسيق السوري الروسي في أعلى مستوياته.. ولافروف يرد على كيري: الغرب يسعى لاستغلال النصرة … الرئيس الأسد يستقبل شويغو ويبحثان العملية المشتركة ضد الإرهاب

استقبل الرئيس بشار الأسد أمس وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بعد فترة وجيزة من رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على تصريحات نظيره الأميركي جون كيري حول «صبر» واشنطن تجاه حلب والحل السياسي، مؤكداً أن موسكو لم تقدم لكيري أي وعود بخصوص الرئيس الأسد وعليه أن يتمتع بصبر أكبر.
وفي بيان لها على صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» أكدت رئاسة الجمهورية أمس أن الرئيس الأسد استقبل شويغو الذي قام بزيارة عمل إلى سورية بتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن اللقاء تناول مسائل التعاون العسكري بين البلدين والعمل المشترك لمحاربة التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية.
وبدت الزيارة تتويجاً للتنسيق العسكري بين البلدين، وأكدت مصادر دبلوماسية غربية في موسكو رفضت الإفصاح عن هويتها، أن التنسيق الروسي السوري في أعلى مستوياته، ومخطئ من يراهن على خلافات ممكنة بين القيادتين، أو بين المحور الروسي السوري الإيراني لكون معركتهم واحدة ومصيرية وإستراتيجية وتستند إلى القانون الدولي وشريعة الأمم، وتتمثل في هزيمة المشروع الأميركي للمنطقة المتمثل في تفتيتها إلى دويلات والقضاء على الفكر التكفيري في المنطقة.
وأضاف المصدر: إن روسيا شرعت في عملية «مسايرة» للولايات المتحدة الأميركية في محاولة لحثها على إلغاء مشروعها في المنطقة لما سيسببه من انتشار دولي للإرهاب يهدد مصالح العالم أجمع، إلا أن واشنطن لم تستجب حتى الآن إلى ضرورة اجتثاث الإرهاب من سورية، لا بل لا تزال تعمل أو تغض النظر عن مموليه وداعميه، الأمر الذي كان مستفزاً لموسكو التي هي من يجب أن يكون نفد صبرها من المراوغة الأميركية.
وفي أول رد روسي على كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بشأن نفاد صبر الولايات المتحدة من الملف السوري وخاصة في حلب، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تصريحات كيري أنها تثير الاستغراب.
وقال: «رأيت تصريحات كيري ودهشت، هو يتحلى عادة بضبط النفس، ولا أعرف ماذا حصل معه، ومن ثم قرأت توضيحاً أصدرته الخارجية الأميركية حول تصريحات كيري، وعليهم أن يتحلوا بصبر أكبر».
وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، تحدث أكثر من مرة عن «سياسة صبر إستراتيجي» تمارسها إدارته. وأردف: «فيما يخص جوهر الموضوع الذي أثار قلق جون كيري لهذه الدرجة، فهو تحدث عن نفاد الصبر بشأن عجزنا عن عمل ما يجب علينا أن نفعله مع (الرئيس) بشار الأسد، فأذكر بأننا لم نقدم أي التزامات أو وعود لأحد».
وأضاف: «إننا اتفقنا على أن جميع من يعمل من أجل تسوية الأزمة السورية، سيسترشدون بالاتفاقات التي تم تحقيقها في إطار مجموعة دعم سورية، والتي تبناها مجلس الأمن الدولي في قراره».
ورفض لافروف تحميل روسيا مسؤولية تعثر عملية التسوية السلمية بسورية، مؤكداً أن واشنطن تتحمل مسؤولية رفض المعارضة السورية الجلوس إلى طاولة التفاوض.
وأعاد إلى الأذهان أن الهدنة ما زالت صامدة، لكن لم يتم تحقيق أي تقدم على المسار السياسي.
وذكر الوزير الروسي بأنه اجتمع بالمبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، الذي أكد لهم عجزه عن إطلاق حوار سياسي بمشاركة جميع الأطراف السورية، موضحاً أن الأتراك لا يسمحون بمشاركة الأكراد في المحادثات، فيما ترفض «الهيئة العليا للتفاوض» الاعتراف بالحقوق المتساوية لفصائل المعارضة الأخرى بل تطالب باعتبارها المفاوض الرئيس.
واستطرد قائلاً: «العجز عن إقناع هؤلاء الأشخاص بالجلوس إلى طاولة المفاوضات ليس بذنبنا بل ذنب الولايات المتحدة التي تقف عاجزة، أو ربما لا تريد الضغط على حلفائها في المنطقة الذين يضعون شروطاً».
ولم يستبعد لافروف أن يكون الغرب يسعى لاستغلال تنظيم «جبهة النصرة» وقال: «يتكون لدي انطباع بأن هناك لعبة ما تجري، وهم ربما يريدون الحفاظ على النصرة بشكل ما ومن ثم استخدامها لإسقاط النظام».
وبين أنه سأل كيري بشأن هذه «اللعبة» مباشرة، لكن الأخير نفى ممارسة أي ألعاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن