شؤون محلية

كيف أثرت الأزمة على المسنين والأيتام…نشواتي: نقدم خدماتنا بغض النظر عن الانتماء

 إيمان أبو زينة: 

تقدم جمعية «القديس غريغوريوس» الخيرية خدماتها الإنسانية منذ أكثر من مئة عام في إطار رعاية أهلية للمسنين والأطفال على حد سواء حيث تقوم باستقبال المسنين في دار رعاية المسنين ممن فقدوا اليد الحانية التي تقدم لهم الرعاية وهم في أرذل العمر بعد أن ربوا أجيالاً وعائلات على المبادئ والمثل الإنسانية.
هذا ما تحدث به لـ«الوطن» جورج نشواتي رئيس مجلس إدارة الجمعية ومدير الدار وأضاف: نحن لا نخاف في دار رعاية المسنين إلا من إهمال الأهل للمسن ونحن نؤمن حاجات المسن ونعمل على تنفيذ برامج ترفيهية للتخفيف من حالة الوحدة على نزلاء الدار ونحرص على مشاركتهم بالأعمال كي يشعروا بالانتماء وبأنهم ما زالوا عنصراً فاعلاً ومفيداً في المجتمع وإذا كنا قد حققنا نجاحاً ما في مجال عملنا فإن ذلك يعود إلى روح فريق العمل الواحد التي نعمل بها في هذه الجمعية لخدمة المسنين والأطفال وتوفير كل أسباب الراحة لإسعادهم بالإضافة إلى تقديم المساعدات للمهجرين والمحتاجين والمرضى من خارج الدار وذلك حسب الإمكانيات وهذا ما جعلنا نستمر خلال الأزمة، على الرغم من قلة الإيرادات وزيادة النفقات ومع ذلك نتعامل مع الجميع بسوية واحدة وخاصة الأيتام ولا نجعلهم يشعرون بالتفرقة عن غيرهم ممن هم خارج الدار سواء بمنحهم الحرية بالتصرف والمصروف واللباس أو بالاهتمام بمن ليس لديه أهل منهم خلال فترة الصيف فنتابع أنشطتهم بالكشاف أو الأندية إضافة إلى تنمية الحس الثقافي من خلال عرض أفلام تناسب المراحل العمرية لكل فئة منهم ونحتضن الجميع ليصبحوا أسرة متكاتفة ونشجعهم على متابعة الدراسة حتى انتهاء المرحلة الجامعية وجميع نفقات الأيتام تكون على عاتق الدار حتى لو كان الأمر يتطلب أساتذة مختصين لتدريسهم في حالة الضرورة.
ومؤخراً انضم إلى أسرة الدار مجموعة من المهجرين من ضواحي دمشق وعن مصدر تمويل هذه الجمعية قال: تقدم الجمعية 25% من أعمالها مجاناً بالنسبة للمسنين والإيرادات التي نحققها هو ما يدفعه أهل المسن (القادر مادياً) مقابل الخدمة وكذلك من التبرعات العينية التي يخصصها فاعلو الخير ومن العقارات التي تملكها الجمعية ومن الفوائد المصرفية للأموال المودعة في المصارف.
مدير دار الأيتام في الجمعية جوزيف زيتون: قال تقدم الدار خدماتها التعليمية لجميع الأيتام وتوفر لهم الأساتذة المختصين والمقيمين وتقدم لهم الخدمات الكسائية والصحية والترفيهية والرعاية الروحية والإرشاد النفسي وشعار الجمعية في ذلك «تعهد غرسة بحميد الفعل»
منى الخانجي من الأعضاء في الجمعية ومؤسسة إحدى اللجان التي انبثقت عن الجمعية وتضم مجموعة من المتطوعين الذين أحسوا بأهمية تواصل الأجيال واهتموا بالتعاون مع المسنين تحت اسم «عيلتنا» قالت: عملنا يتركز حول الأنشطة الاجتماعية- والثقافية والترفيهية والصحية داخل الدار وخارجها وهناك اجتماع شهري وبدأنا بمشاركة 35 مسناً والآن في المجموعة 250 مسناً.
مدير الدار إلياس حوراني قال: نحن لا نفرق في التعامل ولا بالدين بين نزلاء الدار بالرغم من اختلاف البيئات التي كانوا يعيشون فيها واختلاف أذواق كل منهم ونحن نلتزم في منهاج محدد وواضح للدار ولا نشعر أن هذا البرنامج يشكل إزعاجاً لأحد فالجميع يعاملون بتهذيب ومحبة ويحصلون على نفس الرعاية الصحية.
الحقيقة أن هناك صوراً مضيئة في هذه الجمعية وعلى الرغم من عدم إمكانات الحديث عنها لكن نذكر بعض ما ذكروه لنا ومنها أن إحدى السيدات ممن كن في هذه الدار توفيت منذ فترة وفوجئنا بأنها قد تبرعت للدار بأموالها والتقينا بأحد نزلاء الدار بعد أن قطعت ساقه وقامت الجمعية بتأمين ساق صناعية للرجل وشاهدناه يسير في الحديقة بشكل طبيعي وهذا منحه سعادة إضافية كونه لم يعد يشعر بالفرق عن زملائه من نزلاء الدار كما يقول بعد أن تخلت عنه أسرته وأولاده.
ستظل الشيخوخة مرحلة هامة من مراحل حياتنا ولن نستطيع السيطرة على ما يمكن أن يواجهنا في المستقبل وكذلك الآمر بالنسبة للأطفال الذين يفقدون الأمان في غياب الحياة الأسرية والاستقرار النفسي لكنا سنظل نأمل أن يكون للإعلام دور كبير في تسليط الضوء على توعية المجتمع بقصصهم ومشاكلهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن