رياضة

اليوم… رحلة الحسم في الدوري … مباريات ساخنة والمفاجآت ليست بعيدة

| ناصر النجار

تنطلق اليوم مباريات الجولة الثالثة من الدور النهائي لدوري كرة القدم في ثلاثة مواقع، ومنافسات هذه الجولة ستحدد إلى درجة كبيرة مواقع المتنافسين وخصوصاً الفرق التي تطمح إلى المركز الثالث إذا سلمنا أن الصدارة متعلقة بفريقي الجيش والوحدة اللذين لم يفرطا بأي نقطة حتى الآن، بل حققا نتائج لافتة بأرقام كبيرة تدل على أن الفوارق بينهما وبين بقية الفرق شاسعة.
الأبواب التي ستدخلها الفرق المتأخرة لتحقيق قفزة أو طفرة في الدوري تأتي من باب المفاجأة، والمفاجأة لن تتحقق إلا عبر المباغتة، وهذه أيضاً لن تكون حاضرة إلا إذا كانت لدى الفرق هذه أوراق غير مكشوفة أو أسلوب جديد يغير من معادلة اللعب، ومن التوازن الذي فرضه فريقا الجيش والوحدة على الدور النهائي من هذا الباب فإن مباراة الجيش والشرطة، والمحافظة مع الوحدة صعبتان على الشرطة والمحافظة ونقطة الضعف فيهما أن الجيش والوحدة حريصان على ألا يقعا في أي مطب قبل لقاء القمة المنتظر بينهما يوم الخميس، ومن هذه النقطة بالذات يكمن عامل المفاجأة إن أحسن مدربا الفريقين الإعداد له بعقلية ومنطق.
المباراة الثالثة مباراة مصير لكلٍّ من فريقي الاتحاد والكرامة بشأن المقعد العربي لأن أحدهما إن خسر فسيغادر وخصوصاً الاتحاد، لذلك تعتبر المباراة بمنزلة الفرصة الأخيرة لكليهما.
لا أنصاف حلول في المباريات الثلاث، وكل الفرق تسأل عن نقاطها، ولا مجاملات هنا وهناك ولكل مجتهد نصيب. وإلى التفاصيل:

ضربة معلم
مباراة الجيش والشرطة تحتاج إلى ضربة معلم، ربما الحديث عنها يحتاج إلى عمق وتفاصيل أكثر من ظاهر الأمور، فالظاهر يدل على أن الجيش قد يسير بالمباراة كما يهوى ويريد، لكن الباطن يشير إلى عكس ذلك، فالصعوبة ستكون عنوان المباراة، وهو ما دلتنا عليه السنوات الماضية الأخيرة على الأقل، وإذا كان الشرطة في التجمع الأول والثاني قد نال الدوري متجاوزاً فيه الجيش، الأول بهدف سيف الحجي بعد التعادل في مباراة الذهاب، والثاني بالفوز مرتين ذهاباً 2/صفر وإياباً 2/1، إلا أن التجمع الثالث فاز به الجيش بهدف، وبه توج بطلاً للدوري، والتجمع الرابع الذي حمل الوحدة البطولة بمباراة فاصلة فاز به الشرطة على الجيش بهدف والموسم الماضي فاز أيضاً الشرطة على الجيش 1/صفر، هذا عدا مبارياتهما التي جرت بدوري المجموعات، والتقيا فيها الموسم الماضي وانتهت مباراتا الذهاب والإياب إلى التعادل 1/1 وصفر/صفر.
هذه الأرقام تدل على تفوق الشرطة على الجيش في المواسم الخمسة الماضية، سواء كان الجيش بطلاً للدوري أو لم يكن، وهذا يدل على أن الشرطة يكبر في لقاءات الكبار، والنتائج خير دليل. لذلك من السذاجة أن نتوقع فوز الجيش بالسهولة المتوقعة لأن الشرطة قد يكون له كلام آخر.
بالنظر إلى أوراق الفريقين، فإن أوراق الجيش تبدو أكثر وفرة وثقلاً في الميدان، وخبرة المدربين في التعامل بمثل هذه المباريات الحساسة سيكون لها دور في توجيه المباراة والتعامل في مجرياتها.
منطقياً الجيش على أهبة الاستعداد، فأي نقطة يهدرها تعني ضعف آماله باللقب، والشرطة يسعى لبلوغ المركز الثالث كحل وسطي يعوّض إخفاق مباراة الافتتاح والمباراة ستقام على ملعب تشرين.

ذكريات الماضي
يتذكر اليوم فريق المحافظة فوزه على الوحدة 5/2 في أول سنة دخل بها دوري الكبار، ويتمنى أن تعود هذه الذكريات لعله يفجر مفاجأة من العيار الثقيل ولو بهدف يعيد إليه اعتباره بعد خسارتين وضعتاه في المركز الأخير.
وشتان بين الوحدة أمس والوحدة اليوم، وربما هذه النتيجة بالذات تحفّز أصحاب الرداء البرتقالي لرد الصاع صاعين.
والمباراة بشكل عام لا تحتمل الكثير من الكلام، فهي بلا شك ثقيلة على المحافظة الذي يبحث بها عن بقعة ضوء ليترك أثراً طيباً في النهائيات، ونخشى أن يكون كالموسم الماضي (كومبارس) فيحتل المركز الأخير معتبراً أن الإنجاز هو التأهل لهذا الدور, والمحافظة بقي فريقاً بلا بصمة، فالإمكانيات الموضوعة له كفيلة بالمنافسة على بطولة الدوري لا المنافسة على الهروب من المركز الأخير، وقد يكون سوء الحظ وعدم التوفيق و… و… سبباً كما ذكرنا الموسم الماضي، فإلى متى سيبقى سوء الحظ سبب تواضع كرة المحافظة؟ الوحدة يدخل المباراة وعينه على نقاطها، ولا يمكنه التفريط بها لأنه في سباق محموم مع الجيش على الصدارة، وهو يملك كل مقومات الفوز، وعامل المفاجأة في المباراة سيكون في استهتار لاعبي الوحدة وغرورهم، المباراة ستقام على ملعب المحافظة.

لعنة البوشي
خسارتا الاتحاد الافتتاحيتان في الدوري لهما سر غامض لم يعرف أحد سبباً لهما، لذلك خرج أنصار الفريق فيهما يضربون كفاً بكف، فالمباراة الأولى سببها المباشر ضعف الفاعلية الهجومية التي انعكست على دفاع الفريق من خلال سيطرة الوحدة على وسط الملعب، وخسارة المباراة الثانية كانت بسبب انهيار الدفاع من دون سابق إنذار! لذلك بعض المراقبين ألمحوا إلى أن التغيير الفني الذي طال الفريق بإبعاد المدرب السابق أو ابتعاده كان لها الأثر السلبي على الفريق، وخصوصاً أن الفريق كان في القمة بدوري المجموعتين ولم يكن ينقصه إلا اللمسة الأخيرة، الاتحاد أضاع الدوري، وقبله الكأس وبات حلمه ينحصر بالمركز الثالث وخصوصاً أنه أنهى أقوى مباراتين، والمتبقيات ممكن أن تساعده إن رتب صفوفه وعالج أخطاءه.
والمباراة مع الكرامة ليست سهلة، لأن الكرامة بدوره يسعى إلى المركز الثالث أيضاً وخسارته اليوم- إن تحققت- تعني تلاشي أحلامه وآماله وخصوصاً أن ما تبقى من مباريات لن يكون بمصلحته.
الكرامة قدم مباراة قوية أمام الشرطة وظفر بها، وقدم مع الوحدة شوطاً جيداً وانهار في الثاني فتلقى أربعة أهداف عززت من مخاوف أنصار الفريق الذين باتوا يخشون على فريقهم في قادمات المباريات.
بالمحصلة العامة فالفريقان جريحان، ويبحثان عن التعويض، فمن يكون بلسماً لجراح الآخر؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن