سورية

تفاؤل روسي بـ«تقدم» ورضا عن بداية تقارب مع واشنطن بخصوص تعريف التنظيمات الإرهابية … الروس يحملون إلى جنيف موافقة دمشق على بنود الاتفاق الروسي-الأميركي

| الوطن – وكالات

يمتحن الدبلوماسيون الروس اليوم وغداً الأربعاء نظراءهم الأميركيين فيما يتعلق بتسوية الأزمة السورية. وطالبت روسيا أمس الولايات المتحدة باتباع «نهج بناء» خلال اجتماع جنيف الثلاثي. وفي لاوس يعقد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري لقاءات على مدار ساعات التفاوض الحساسة في المقر الأوروبي للأمم المتحدة. ويتوقع أن يقوم الوزيران بتذليل العقبات التي قد تعترض محادثات جنيف.
ويصل الروس إلى جنيف وفي جيبهم موافقة دمشق على بنود الاتفاق الروسي الأميركي وبالأخص العودة إلى طاولة المفاوضات «فور» تحديد موعد استئناف المحادثات السورية.
وتأتي اجتماعات جنيف ولاوس وسط تفاؤل روسي بإحراز بعض «التقدم»، وشعور بالرضا لأن الموقف الأميركي بشأن تعريف التنظيمات الإرهابية في سورية بدأ يتقارب مع نظيره الروسي. وعلى العكس من ذلك، حافظت موسكو على مواقفها حيال الأزمة السورية، فهي أوضحت أن موقفها من الرئيس بشار الأسد «لم.. ولن يتغير». وغمزت من قناة واشنطن بأن تشكيل «تحالفات دولية جديدة» في سورية، غير ممكن من دون المرور ببوابة الرئيس الأسد.
ونقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن جيسي شاهين المتحدثة باسم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، أن ستيفان دي ميستورا سيلتقي اليوم في جنيف نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف والموفد الأميركي لسورية مايكل راتني. لكن وكالة «سانا» للأنباء ذكرت أن الولايات المتحدة ستتمثل بمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى أن دبليو باترسون.
وقبل أيام، قال دي ميستورا: إن «الأسابيع الثلاثة المقبلة» ستكون «بالغة الأهمية حتى تعطينا فرصة للمفاوضات بين السوريين وتتيح أيضاً إمكانية خفض العنف في سورية».
وعشية انطلاق الاجتماع في قصر الأمم المتحدة بجنيف، توقع غاتيلوف، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني «تحقيق تقدم» خلال مشاورات اليوم وغداً. وفي وقت سابق، أشار غاتيلوف حسب «سانا» إلى أن بلاده تعول على إحراز تقدم، وقال: «لدينا موقف بناء للعمل مع شركائنا ونأمل أن نكون قادرين على المضي قدماً فيما يتعلق بعملية الحوار السوري السوري ونحن نعول على اتخاذ شركائنا الموقف ذاته».
وأضاف: إن روسيا تنظر بإيجابية للمحادثات وتتطلع إلى نهج بناء لتسوية الأزمة في سورية من طرف الولايات المتحدة.
وكذلك توقع مصدر واسع الاطلاع في العاصمة الروسية، أن تسفر محادثات جنيف ولاوس عن «الإعلان عن تحقيق تقدم.. وربما البدء بتنفيذ تلك الخطوات»، التي اتفق عليها كيري ولافروف في موسكو منتصف الشهر الجاري.
وكشف المصدر في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة لأمراء سعوديين، أن محادثات كيري في العاصمة الروسية «أثمرت عن تفاهم روسي أميركي لإطلاق العمل المشترك في الجوانب الرئيسية المتفق على ضرورة بذل المزيد من الجهد المشترك فيها، مثل وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات»، فضلاً عن «التنسيق في التصدي للجماعتين الإرهابيتين داعش وجبهة النصرة»، على أن يتم تأجيل البحث في القضايا الخلافية إلى مرحلة لاحقة بعد أن ينجز كلا الطرفين واجباته في إطار الاتفاق الأخير».
من جهة أخرى، نفى المصدر الأنباء حول توصل الولايات المتحدة وروسيا إلى أي اتفاق أو تفاهم، أو حتى «أطر للتعامل» حالياً مع مسألة مستقبل الرئيس بشار الأسد. وإذ أبدى استغرابه مما وصفه «هوساً لدى البعض في الإعلان عن تخلي موسكو عن (الرئيس) الأسد»، أكد أن «المعلومات المتوفرة عن نتائج المحادثات التي تجري في موسكو حول الشأن السوري، أن روسيا لم تغير موقفها بخصوص مصير (الرئيس) الأسد، ولن تغيره»، مبيناً أن روسيا «تصر على ترحيل مصير السلطة والبنية المستقبلية للدولة إلى السوريين أنفسهم وهم يقررون ذلك كله خلال المفاوضات».
في غضون ذلك، كشف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف أن موقفي الولايات المتحدة وروسيا بشأن تعريف التنظيمات الإرهابية في سورية بدأ بالتقارب، واستدرك موضحاً: «إنهما لم يتقاربا (بالكامل) بعد، غير أنه تجري محادثات جوهرية بشأن هذه القضية، وهو الأمر الذي كنا نفتقر إليه سابقاً».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن كوساتشيف قوله في مقابلة صحفية: «لقد عرض علينا سابقاً اعتماد تصنيفات للأحداث بالطريقة التي تريح الولايات المتحدة وحلفاءها، و(في المقابل) تم تجاهل ورفض كل ما كانت تعرضه روسيا». وأضاف «أما الآن فيجري التدقيق بشأن الحقائق على الأرض والأحكام السابقة والقوائم وهي عملية صعبة جداً». واقترحت موسكو على مجلس الأمن الدولي تصنيف «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام الإسلامية» على لائحة التنظيمات الإرهابية للأمم المتحدة، وهو ما عرقلته واشنطن وحلفاؤها.
من جهة أخرى، حدد المسؤول الروسي الشروط الروسية لتوسيع التحالف الدولي أو إنشاء تحالفات جديدة لمكافحة الإرهاب في سورية. وأضاف موضحاً «هناك حالتان وحيدتان تسمحان بأن يتوافق تنفيذ عملية عسكرية في دولة أجنبية مع القانون الدولي، وهما إما بقرار من مجلس الأمن الدولي أو بطلب مباشر من السلطات الشرعية في البلاد».
وإذ لفت إلى أن العملية العسكرية الروسية القائمة في سورية كانت بطلب من الرئيس الأسد، استبعد تشكيل أي تحالفات دولية رسمية جديدة بشأن هذه الدولة «من دون طلب من الرئيس الأسد يوجه إلى البلدان التي تشارك الآن في تحالفات أخرى، أو استصدار قرارات ملائمة من مجلس الأمن الدولي، وبالتنسيق مع الحكومة السورية بهذا الصدد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن