سورية

دعا الذين أجبروا على مغادرة سورية بسبب تنامي ظاهرة الإرهاب والموجودين في دول الجوار للعودة «ونحن على استعداد لتأمين مكان إقامتهم وتقديم العون لهم»…الحلقي: مضي سورية في محاربة الإرهاب يخيب أمل المستثمرين فيه ويهدد بنسف مشروع إعادة رسم خريطة المنطقة

اعتبر رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي، أن مضي سورية في محاربة الإرهاب «خيب أمل المستثمرين في الإرهاب»، مهددة بذلك بنسف مشروع إعادة رسم خريطة المنطقة وتعديل اتفاقية الحدود التي رسمها الاستعمار البريطاني والفرنسي.
كلام الحلقي جاء في كلمة له ألقاها أمام مجلس الشعب في جلسته الثانية من الدورة العادية العاشرة من الدور التشريعي الأول التي عقدت أمس برئاسة رئيس المجلس محمد جهاد اللحام وأعضاء الحكومة.
وقال الحلقي: «يمضي الجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي والدفاع الشعبي بمحاربة الإرهاب والإرهابيين على امتداد الساحة الوطنية ويسطر أروع ملاحم البطولة والفداء، رغم التصعيد الكبير والدعم اللا محدود الذي تقدمه الدول الداعمة للإرهاب من أميركا والغرب الاستعماري وتركيا وإسرائيل والأردن وقطر والسعودية، محققاً بذلك خيبة أمل للمستثمرين في الإرهاب جراء النكسات التي تمنى بها العصابات الإرهابية المسلحة في كل يوم، مهدداً بذلك نسف مشروع إعادة رسم خريطة المنطقة وتعديل اتفاقية الحدود التي رسمها الاستعمار البريطاني والفرنسي، وبالتالي انهيار معبر الأحلام على رؤوس المستعمرين القدامى والجدد من الغرب والصهاينة والإقليميين والرجعيين العرب الذين سخروا بعض العملاء المحسوبين على العروبة والإسلام لرفع أعمدة معبرهم».
ورأى الحلقي، أن زمن الأمل والسراب الذي دغدغ أحلام هؤلاء العرب بإمكانية سقوط سورية بيد الطاغوت والإرهاب «انتهى»، فهذا «زمن الممانعة والمقاومة التي لها فجرها الخاص وعبقريتها في تنامي وجودها».
وأكد، أن «السلاح والرجال والمعنويات وواقع الميدان بأحسن حال، وبالتالي فالمستقبل واعد وتفاؤلي، وكل غريب على الأرض السورية عليه أن يفكر سلفاً بالمكان الذي سيذهب إليه عندما تحين ساعته وهي آتية لا ريب فيها، فلا بد من دحر عدو الداخل، ولعدو الخارج حساباته التي لم تتغير قيد أنملة».
وقال: «الجيش العربي السوري متماسكٌ وقويٌ ويرى كل شبر من سورية هو دمشق، ولا فرق بين ذرات تراب الوطن المشتهى فكل خلاياه صارت مرصعة بدم أبنائه، ويقاتل في أكثر من 500 نقطة اشتباك حفاظاً على السوريين وحماية لوحدة أراضيهم، يؤازره ويسانده الشرفاء من أبناء الشعب السوري الذي يرى فيه الضامن الوحيد للحفاظ على سورية الموحّدة، سورية المحبة والتسامح، سورية مهد الحضارات».
وأوضح الحلقي، أنه «رغم بعض الانتكاسات التي حصلت مؤخراً يدرك السوريون تماماً أن الحرب ليست خسارة معركة هنا وهناك وأن العبرة بالنتائج، ولكن على السوريين أن يدركوا أن الكل يريد النهش في الجسد السوري، وأن الحرب على سورية تستهدف دورها الوطني وموقعها الجغرافي وحضارتها وهويتها».
وشدد على أنه «علينا اليوم أن نتوحد أكثر من أي وقت مضى ونؤازر جيشنا ونلبي نداء الواجب بالخدمة الإلزامية والاحتياطية لأنه الضامن الحقيقي لوحدة أراضينا، وهو قادر مع حلفاء سورية في محور المقاومة على إجهاض مشروع التقسيم والأطماع المحلية والدولية»، لافتا إلى أنه «من يقرأ التاريخ يدرك أن ما من قوة استطاعت أن تنال من ذلك مهما زجت ومهما وظفت من عملاء، فسورية ستبقى موحدة صامدة، والأيام والأشهر القليلة القادمة ستثبت ذلك».
واعتبر الحلقي، أن «خسارة معركة أو مدينة في أي مكان من الجغرافيا السورية لا تعني خسارة الحرب، فالوضع الحالي حالة طارئة ولن يكون لها مكان في المستقبل، وفي القريب العاجل سنشهد نهاراً جديداً سيبزغ في سورية، إنه مشهد الزمن القادم بكل تلاوينه الذي يقلب الطاولة على جميع اللاعبين الذين ظنوا بقاء هذا الوضع الذي سيتبدد عما قريب، فحيث ما وصلت أقدامهم ستكون قبورهم».
وشدد على أن الإرهاب لن يتمكن من تغيير معالم الوطن بكل تفاصيله، فقد قرر الجيش العربي السوري ألا يترك حبة من ترابه يعبث بها الأشقياء الإرهابيون مهما كانوا ولمن انتموا، وقرر هزيمة المشروع التكفيري الوهابي الإرهابي».
وأشار إلى أن الحكومة تمضي بتعزيز المصالحات المحلية باستثمار كافة الجهود المميزة من الحكومة ومجلس الشعب وهيئات المجتمع المدني والمبادرات الأهلية، وصولاً إلى المصالحة الوطنية الشاملة.
كما أشار إلى «ترحيب الحكومة بكل الجهود الصادقة الرامية لمساعدتها في تخفيف العبء الإنساني عن شعبنا بما في ذلك التعاون مع مكاتب الأمم المتحدة وإشراك وكالاتها العاملة في المجال الإنساني وغيرها من المنظمات الإنسانية سواء الوطنية منها أو الدولية في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية وتقديمها لمستحقيها بعيداً عن التسييس، علماً أن الحكومة تتحمل الجزء الأعظم من جميع المساعدات الإنسانية الموزعة في سورية وبحدود 70%».
ودعا الحلقي أبناء سورية المهجرين الذين أجبروا على مغادرة سورية بسبب تنامي ظاهرة الإرهاب والموجودين في دول الجوار بالعودة إلى حضن الوطن ونحن على استعداد تام لتأمين مكان إقامتهم وتقديم العون لهم.
وأشار إلى أنه انطلاقاً من المسؤولية الدينية والوطنية التي تقع على عاتق وزارة الأوقاف تستمر الوزارة بتطوير الخطاب الديني المستمد من القيم الثابتة ومن مصادره الصحيحة ودعمه بمختلف الأدوات والوسائل في مواجهة الفكر التكفيري والتعصب الديني.
ولفت إلى أن الحكومة تتابع تعاطيها الإيجابي مع كل المبادرات العربية والدولية التي من شأنها إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وكان آخرها المشاركة في اللقاء التشاوري الثاني الذي عقد في موسكو في شهر نيسان من هذا العام، وتتابع الاتصالات مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان ديميستورا والتمسك بمسار موسكو.
وأكد الحلقي، أن الحكومة تنظر إلى المعارضة الوطنية كشريك في عملية الحوار السوري – السوري الذي من شأنه تسوية المسائل الملحّة للأجندة الوطنية السورية، بما يحافظ على سيادة سورية ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله ورفض أي تدخل خارجي في الشؤون السورية ويحافظ على مؤسسات الدولة واحترام إرادة الشعب السوري.
كما تتابع الحكومة وبتوجيه من الرئيس بشار الأسد ترسيخ علاقات التعاون مع الدول الصديقة ولاسيما (الاتحاد الروسي – دول البريكس – بلاروسيا – كوريا الديمقراطية – أرمينيا – كوبا – محور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله)، بحسب ما قال رئيس مجلس الوزراء.
وختم الحلقي بالقول: «سورية اليوم عازمة على فرض إرادتها وستخرج إلى النور في جلاء جديد يخط ملامح النصر القادم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن