ثقافة وفن

فرقة «سفر»… موسيقا وأغانٍ تشبه الشباب العربي … وافي العباس: ملامح حلمنا تشكّل منذ زمن ونعيد إحياءه من جديد

| عامر فؤاد عامر

يبقى للحركة الفنيّة الموسيقيّة حضورها الواضح في سورية من خلال الشباب الطموح والراغب في التعبير عن هواجسه الإبداعيّة، ومن الأمثلة اليوم على كلامنا هذا فرقة «سفر» التي تسعى لإيجاد مساحةٍ لها في الوسط الفنّي والثقافي السوري والعربي. هذه الفرقة التي كانت بدايتها في العام ١٩٩٩ والتي ترتبط بدايتها مع الموسيقي «وافي العبّاس» وكان اسمها آنذاك «مهجّرين» شاركت في مهرجان مسابقة «الفرانكوفون»، مع نهاية العام 1999، الذي كان يقيمه المركز الثقافي الفرنسي في دمشق، وفيه حصلت الفرقة على المركز الأول بين الفرق المشاركة في المسابقة.

تطوّر
انضم للفرقة فيما بعد الفنان «شادي الصفدي» في بدايات سنة ٢٠٠٠، بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين والعازفين، وكان لها نشاطها لتقدّم نفسها في عدّة مهرجانات، وحفلات في دمشق، وحلب، ومع حلول العام ٢٠٠١ كانت الفرقة تضمّ بالإضافة إلى «وافي» و«شادي»، سبعة أشخاص من عازفين ومغنين، وتمّ حينها تغيير اسم الفرقة إلى «سفر»، لتقدّم حفلات جديدة في سورية، ولبنان، والأردن. كما سجّلت ٣ أغنيات للتلفزيون العربي السوري وهي: «رقصة غجر»، و«نورا»، و«مسألة الدنيي مالا حل».

كلمة ولحن
اعتمدت الفرقة في كلمات أغنياتها، بوجهٍ عامّ، على ما كتبه مدير الفرقة «وافي العبّاس»، وهنالك عدد من الأغاني من كتابة الفنان «شادي الصفدي»، وبعض من الأغاني التي قدّمتها «سفر» كانت من النمط التراثي. أيضاً اعتمدت الفرقة في ألحانها على «وافي» و«شادي»، حيث قام كلّ منهما بوضع موسيقا الأغاني، والتلحين بشكلٍ منفرد، أو بشكلٍ تعاوني.

سوء توثيق
كانت الفرقة من أوائل فرق الأغنية العربيّة ذات الطابع الحديث، ولكن كانت موسيقاها وأغانيها تتميّز بقربها للشخصيّة العربيّة أكثر من باقي الفرق في ذلك الوقت، ويقول مدير فرقة «سفر» الفنان «وافي العبّاس» لدى سؤالنا عن أرشيف الفرقة الذي وصل إلى أكثر من ٣٤ أغنية، بالإضافة إلى الأغنيات التي قدّمتها على المسارح: «إن سوء التوثيق هو السبب وراء عدم وجود عددٍ كافٍ من مقاطع الفيديو للفرقة، في تلك الفترة أو حتى الصور». ويكمل لنا حديثه حول تطورات فرقة «سفر»: «تفرّق أعضاء هذه الفرقة في بداية العام ٢٠٠٣، وقد كانت الفرقة على وشك إصدار ألبومها الأوّل، وفي نهاية عام ٢٠١٣ ومع عودتي إلى الاستقرار في سورية، أي بعد مرور قرابة عشر سنوات من الإقامة في الخارج، قررت من جديد إعادة إحياء المشروع الموسيقي، والعودة بأعضاء الفرقة إلى العمل، والانطلاق مرّة أخرى على اعتبار أنه الحلم القديم الذي أخذ ملامحه منذ زمن».

إعادة صياغة
بدأ العمل من جديد مع عازف الغيتار «مهند دويعر» للنهوض بالمشروع من جديد وإعادة صياغة الأغاني الخاصّة بـ«سفر»، ومع عودة الفنان «شادي الصفدي» إلى سورية بعد عدة سنوات من الإقامة في الخارج أيضاً اجتمعت الجهود وتضافرت، ليتمّ إعادة هيكلة الفرقة. اليوم «سفر» تحاول أن تقدّم موسيقا وأغاني تشبه الشباب العربي، بكلّ بساطة، ومن دون تقيّد، أو انقياد خلف أي نمط موسيقا غربيّة أو شرقيّة معينة، ومن دون الابتعاد عما تأثر به أعضاء الفرقة من الثقافة التي جمعوها سواء داخل سورية أو خارجها. ففي أغنيات الفرقة نسيج متوافق بين الكلمة والفكرة من الأغنية والشعور الموسيقي، كما سمعنا في أغنية «حنّة» التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً.
أنموذج للفرقة العربيّة

تعتبر «سفر» نفسها فرقة للأغنية العربيّة، وهاجسها محاولة تقديم حلقة أوّليّة، وبسيطة، من سلسلة تطوّر مفهوم فرقة الأغنية في العالم العربي، هذا المشروع الذي لم يُغذّ بصورة سليمة حتى يومنا هذا. فتحاول «سفر» تلمّس ملامح الطريق في هذا المجال، وحلم هذه الفرقة أن ينتشر فكرها الفنّي وموسيقاها الخاصّة من خلال أغانيها إلى أبعد ما يمكن أن يكون، وإلى أكبر عددٍ من الثقافات الإنسانية، وبانطلاقها من سورية إلى العالم.

«سفر» سوريّة
تضمّ فرقة «سفر» السوريّة اليوم عدداً من العازفين، والمغنين الموهوبين، وهم من فئات عمريّة مختلفة، ما يعطي نكهةً من التنوّع، مع المحافظة على المسار الذي يحمله أعضاؤها المؤسسون. وهم: «وافي العبّاس» عود – غناء، «شادي الصفدي» غيتار كهربائي – غناء، «مهند دويعر» غيتار كلاسيك، «وهيب رضوان» كاخون، «بهاء نصّار» غيتار بايس، «سوسن العقباني» غناء، «عمر العقباني» عود، «عنان القضماني» كمان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن