الأولى

أنقرة واصلت قصف الدواعش في جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي … هدنة «الأمر الواقع» في الحسكة «حقناً للدماء»

| الوطن – وكالات

تم التوصل أمس في قاعدة حميميم للمصالحة إلى اتفاق على «وقف إطلاق نار» شامل في مدينة الحسكة بين الجيش وحلفائه من جهة، والميليشيات الكردية من جهة أخرى، وبرعاية روسية، على حين جددت المدفعية التركية قصفها لمواقع تنظيم داعش الإرهابي في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، بموازاة استعداد ميليشيات مسلحة مدعومة من أنقرة لشن هجوم من الأراضي التركية على التنظيم في المدينة.
ووفقاً لمصادر كردية تحدثت لـ«الوطن» فإن اتفاق وقف إطلاق النار الشامل في الحسكة دخل حيز التنفيذ عند الساعة الثانية أمس، متضمناً البدء بتسليم الجرحى وجثامين الشهداء وتبادل الأسرى عند الساعة التاسعة من مساء «اليوم» أمس.
ووفقاً للمصادر ذاتها، ينص الاتفاق على خروج الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني وميليشيا «وحدات حماية الشعب» إلى خارج المدينة، على أن تبقى مسؤولية تحقيق الأمن والحفاظ عليه داخل المربع الأمني بالمدينة على عاتق عناصر الشرطة التابعة لوزارة الداخلية، فيما تشرف ميليشيا «الأسايش» على أمن باقي أجزاء المدينة.
ونص الاتفاق أيضاً على رفع حواجز الميليشيات الكردية من على الطرق الواصلة بين قطع الجيش ووحداته في أنحاء محافظة الحسكة وخاصة بين الفوجين 21 و23، إضافة إلى فتح الطريق بين مدينتي الحسكة والقامشلي، على أن تتواصل المفاوضات للعمل على حل باقي المشاكل العالقة ومن بينها أحوال الموظفين المسرحين من عملهم في الدوائر الحكومية.
واعتبرت بعض المواقع أن الاتفاق يمثل نصراً للميليشيات الكردية، على حين رأت مصادر مراقبة في تصريح لـ«الوطن» أن الحكومة وافقت عليه حقناً لهدر مزيد من الدماء بالمدينة وفي مناطق أخرى، وحفاظاً على حياة المدنيين فيها وعلى الجنود».
وفيما أفادت وكالة «أ.ف.ب» بأن الحياة بدأت تعود بشكل جزئي إلى مركز مدينة الحسكة وبعض أحيائها، تناقل نشطاء أكراد على صفحاتهم في فيسبوك بدء عودة الكثير من الأهالي لمنازلهم، بموازاة وصول الأغذية والخضراوات بعد فتح الطرقات.
ورغم تأكيد النشطاء عودة أفران المدينة للعمل وتوزيع الخبز، استمر انقطاع الكهرباء والمياه، وكذلك جزء كبير من الاتصالات الأرضية حتى ساعة إعداد هذه المادة.
إلى جرابلس، فقد نقلت محطة «إن.تي.في» التركية عن القوات المسلحة التركية قولها: إن ثلاث قذائف صاروخية أطلقت من ناحية سورية سقطت في بلدة كلس التركية الحدودية وإن الجيش رد بإطلاق النار، وذلك بعدما نقلت المحطة عن الجيش التركي أيضاً أنه قصف مواقع لداعش في شمال سورية رداً على إطلاق قذيفتي مورتر من سورية على بلدة تركية حدودية، وأضافت المحطة: إن الجيش (التركي) أطلق 40 قذيفة على أربعة أهداف لداعش في سورية.
من جهتها اتهمت مواقع كردية وفق «روسيا اليوم» ميليشيات المعارضة المسلحة بقصف حي الشيخ مقصود في حلب، ذي الأغلبية الكردية، مؤكدة أن مسلحي داعش خطفوا 142 شخصاً من قرى كردية في ريف حلب.
وحسب القوى الكردية فإن الهجمات التركية على «وحدات حماية الشعب»، وهجمات الميليشيات المسلحة المدعومة من قبل أنقرة على مواقع الأكراد، تأتي بشكل منسق بغية «إفشال مشروع قيام الكيان الفيدرالي الكردي في شمال سورية».
ويأتي هذا القصف بينما يحتشد المئات من عناصر ميليشيا المعارضة المسلحة المدعومة من أنقرة على الجانب التركي من الحدود تحضيراً لهجوم يهدف إلى طرد داعش من جرابلس، آخر المعابر الواقعة تحت سيطرة التنظيم في المنطقة الحدودية مع تركيا، بحسب وكالة «أ.ف.ب» للأنباء.
وسبق ذلك أول أمس قتل مسلحين مجهولين القائد العام لما يسمى «المجلس العسكري لمدينة جرابلس» الكردي عبد الستار الجادر في قرية تتبع عين العرب بريف حلب، وسط اتهامات الناطق الإعلامي لـ«كتيبة أحرار جرابلس» المنضوية في المجلس العسكري لجرابلس، للمخابرات التركية بالوقوف وراء الحادثة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن