من دفتر الوطن

اقتصاد الله

| عبد الفتاح العوض 

هل سأل مسؤول سوري كيف تعيش الأسرة السورية؟
هل هناك دراسة أو شبه دراسة يمكن أن تجيب عن هذا السؤال؟
لو جئنا بكل المدارس الاقتصادية وعلماء المال وجهابذة الترشيد وكل أولئك الذين حصلوا على جائزة نوبل في الاقتصاد لما استطاعوا أن يقدموا إجابة مقنعة عن شعب انخفض دخله وزادت مصاريفه وقررت الحكومات أن تتوقف عن «دعمه» وبعد ست سنوات من الحرب مازالت الأسرة السورية تدبر نفسها وترسل أولادها إلى المدارس وتحتال على معيشتها بكل الوسائل والسبل المختلقة وأحياناً المبتكرة.. انخفضت قيمة الليرة السورية فانخفض الدخل… وارتفعت الأسعار، ثم إن تكاليف الحياة زادت، فكثير من الأسر السورية مهجرة وأصبح إيجار البيوت وهو إيجار عال جزءاً من قائمة الإنفاق لديها.. ناهيك عن أن الكثير من الأسر السورية فقد معيلوها أعمالهم، والمحظوظون فقط أولئك الذين بقي لديهم صلة ما مع مهنهم.
أضف إلى كل ذلك أن عدداً من الأسر لديها جرحى ومصابو حرب ومرضى جراء هذه الحرب وهذا ما يزيد التكاليف على السوريين سواء من أسعار الأدوية وتكاليف العلاج وفوات دخل كان هؤلاء يقدمونه لأسرهم… لست بحاجة إلى شرح كثير عن تردي الأوضاع المعيشية لكثير من السوريين، وببساطة هذه الحرب أفقرت معظم السوريين والطبقة الوسطى انزلقت نحو الفقر والفقراء سقطوا أكثر في قاع الفقر.
لا شك بوجود قسم من السوريين كانت الأزمة مغارة علاء الدين بالنسبة لهم أو أن الفانوس السحري صار بين أيديهم.. أثرياء الدم… بلا دم.. هؤلاء الأثرياء الذين تكدست ثروات لديهم بفعل الأزمة واستمرارها وهم سعداء بها….. وتجد مظاهر ثراء صادمة والبعض منهم يتصرف وكأنه خارج سورية وغير مهتم بما يعيشه الآخرون ولو من باب المجاملة.. بل على العكس قسم من حديثي النعمة يتصرف بانتقام من طبقته السابقة.
أعود لأقول لو أحضرنا كبار الاقتصاديين في العالم ومن سميث لكارل ماركس مروراً «بوزراء اقتصادنا»!! فلن تجد نظرية تفسر وتجيب عن سؤال ما الاقتصاد الذي تعيش من خلاله الأسرة السورية؟
الجواب المقنع الوحيد… إنه اقتصاد الله.

افسحوا الطريق لأولادكم
غداً الانتخابات التمهيدية لاتحاد الصحفيين…
مع الاحترام والتقدير والتبجيل للزملاء في الاتحاد إلا أن متوسط أعضاء المكتب التنفيذي حالياً بحدود 65 سنة!!
بينما الجيل الأكثر والأكثر نشاطاً أيضاً هم من الصحفيين الشباب بين 20 و30 سنة تقريباً.
الفجوة ليست مجرد فجوة رقمية بل فجوة فكر وطموحات وآمال وإمكانات.
السادة الزملاء المحترمون……. افسحوا الطريق لأولادكم.

أقوال
إننا بحاجة إلى الخلافات أحياناً، لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم، فقد تجد ما يجعلك في ذهول، وقد تجد من تنحني له احتراماً.
الثروة ليس لمن يجمعها بل لمن يستمتع بها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن