سورية

خبراء روس وأميركيون يستعدون للقاء في جنيف … مرونة أميركية.. وتعويل روسي على «تعاون حقيقي» مع واشنطن لتسوية القضية السورية «الصعبة للغاية»

| الوطن – وكالات

يستعد الخبراء الروس والأميركيون للتوجه إلى مدينة جنيف السويسرية من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يقضي بتفعيل اتفاق «وقف العمليات القتالية» في سورية والتوصل إلى تهدئة إنسانية في مدينة حلب، وإنشاء مركز روسي أميركي لتبادل المعلومات حول تنظيم داعش وجبهة النصرة.
في غضون ذلك، برزت مؤشرات على رغبة أميركية في التوصل إلى تعاون مع الروس، وسط شكوى روسية من عدم توصل البلدين إلى «التعاون الحقيقي» حتى الآن.
ويعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء سلسلة مشاورات بشأن سورية على هامش قمة دول العشرين في الصين. وتريد موسكو إطلاق تعاون عسكري أميركي روسي لمحاربة الإرهاب في سورية، وينتهي بتسوية سياسية بين الأطراف السورية على طريقة حكم سورية ومستقبلها. في المقابل، تريد واشنطن توازياً بين جهود مكافحة الإرهاب واستئناف «وقف العمليات القتالية» وإدخال المساعدات الإنسانية والمحادثات في جنيف، فضلاً عن تعهد روسي بإحداث تغييرات في القيادة السورية. أي إن الدبلوماسية الأميركية تريد استعادة «وقف العمليات القتالية» قبل إطلاق التعاون الروسي الأميركي العسكري ضد داعش و«النصرة»، وعلى أن يترافق ذلك مع استئناف المحادثات السورية السورية.
وأكد الكرملين أن روسيا والولايات المتحدة مازالتا بعيدتين عن التعاون الحقيقي بشأن التسوية في سورية. ورداً على سؤال عن مدى ارتياح موسكو لمستوى التعاون مع واشنطن حول سورية، قال الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «للأسف الشديد، إننا مازلنا بعيدين عن التعاون الحقيقي».
واعتبر بيسكوف، أن حل الأزمة السورية معلق على التوصل إلى «التعاون الروسي الأميركي الكامل»، واستطرد قائلاً: «إننا مازلنا ننتظر من شركائنا الاستعداد بقدر أكبر للتعاون الحقيقي، ولرفع تعاوننا من مستوى تبادل المعلومات والتعامل من وقت لآخر، إلى مستوى التعاون الحقيقي الذي لا يمكننا دونه تسوية القضية السورية الصعبة للغاية».
وأشار إلى أن بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما سيلتقيان على هامش قمة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية، لافتاً إلى أن القرار بشأن عقد لقاء شخصي خاص بينهما يعود إلى الرئيسين وحدهما.
ومن المتوقع أن يكون الموضوع السوري حاضراً بقوة خلال لقاءات بوتين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وعلى مدار أكثر من عشر ساعات التقى الأسبوع الماضي وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في مدينة جنيف السويسرية من أجل بلورة الاتفاق الروسي الأميركي، الذي سبق أن عرضه كيري على الرئيس بوتين أواسط الشهر الجاري. وأشار لافروف بعد المباحثات المارثوانية إلى أن البلدين على بعد خطوة واحدة من التوصل إلى اتفاق.
ونقلت وسائل إعلام عن كيري، قوله أمس «نعمل بشكل وثيق مع المجموعة الدولية لدعم سورية والأمم المتحدة لإيجاد سبل لإنهاء الحرب عبر الدبلوماسية». وفي مؤشر على المرونة الأميركية، ذكر سفير الولايات المتحدة لدى موسكو جون تيفت، أن بلاده وروسيا تعملان على وضع آلية لاستئناف الهدنة في سورية والتي ستكون قادرة على التخلص من الإرهاب الذي يواجهه البلدان، واعتبر أن ذلك «لا يعني دعم النظام السوري».
وقبل ساعات من هذا التصريح، نفى المبعوث الأميركي الخاص بسورية مايكل راتني صحة الأنباء القائلة بوجود أي تنسيق عسكري بين واشنطن وموسكو في سورية، مؤكداً أن ما تداولته وسائل إعلام عن التوصل لاتفاق بين الدولتين لاستهداف المقاتلين في حلب أو لإجلائهم من المدينة عار من الصحة.
وقال راتني في بيان له: إن بلاده عملت مع «حلفائها الإقليميين» لمساعدة المعارضة على «بناء مستقبل أفضل للشعب السوري والتوصل إلى تسوية للنزاع عبر حل سياسي عادل يرضي تطلعات جميع السوريين في العيش بحرية وكرامة».
واعتبر أنه لا معنى للحديث عن التعاون إذا لم توقف روسيا الأعمال العسكرية في سورية، داعيا موسكو إلى الضغط على الحكومة السورية لوقف القتال وبدء هدنة. وحث على ضرورة «تكثيف الجهود ضد التنظيمات الإرهابية، وتحديداً تنظيم داعش وجبهة النصرة، التي تعرف الآن بـ«جبهة فتح الشام»، موضحاً أن «هذه التنظيمات تمثل تهديداً، ليس فقط للولايات المتحدة وللمجتمع الدولي وإنما للثورة السورية أيضاً».
وكانت مصادر روسية قد نفت ما ذكره مصدر في جنيف حول وجود خطط لعملية روسية أميركية مشتركة محتملة في حلب سيتم إطلاقها أواسط الشهر المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن