سورية

فشل الاجتماعات بين «الائتلاف» ومجموعات مسلحة في الأردن وبوادر أزمة في الغوطة الشرقية بين «النصرة» و«القيادة الموحدة»

بعد يومين فقط من مطالبة «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية من ما يسمى «القيادة العسكرية الموحدة بالغوطة الشرقية» العمل على تشكيل «جيش الفتح» أسوة بما تم خلال الأشهر الأخيرة في إدلب وجبال القلمون، ردت «القيادة الموحدة» بدعوة «النصرة» إلى الانضمام إليها وحل مجالسها القضائية.
وبحسب مواقع معارضة على صفحات التواصل الاجتماعي فإن «القيادة العسكرية الموحدة للغوطة»، قالت في بيان أمس: إنها «تثمن رغبة جبهة النصرة في العمل العسكري المشترك صفاً واحداً مع بقية فصائل العاملة على أرض الغوطة المباركة، وحيث إن جيش الفتح هو غرفة عمليات مهمتها تنسيق العمل العسكري بين الفصائل المختلفة، وبما أن القيادة الموحدة تقوم بهذا الدور منذ زمن طويل، وأثبتت نجاحها بفضل اللـه، فإننا في القيادة الموحدة نُهيب بانضمام جبهة النصرة إلينا، والتزامها بما تم التوافق عليه بين فصائل الغوطة الشرقية».
وفي آب العام الماضي أعلنت مجموعات مسلحة في الغوطة الشرقية أبرزها ميليشيا «جيش الإسلام» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«فيلق الرحمن» و«ألوية الحبيب المصطفى» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» عن تشكيل ما سمته «القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية» وتم تعيين متزعم ميليشيا «جيش الإسلام» زهران علوش قائداً عاماً للقيادة الموحدة ومتزعم «أجناد الشام» أبو محمد الفاتح نائباً له، وبعد مغادرة علوش منذ شهرين الغوطة باتجاه تركيا تم تعيين أبو محمد الفاتح محل علوش.
والأربعاء الماضي بثت «النصرة» عبر مواقع التواصل الاجتماعي بياناً جاء فيه: «امتثالاً لأمر اللـه تعالى بجمع الكلمة والائتلاف وترك الفرقة والاختلاف، وتخفيفاً لمعاناة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، ندعو جميع المجاهدين الصادقين وكل الفصائل على أرض الغوطة الشرقية لتشكيل جيش الفتح في الغوطة». وأضاف البيان: إن «جيش الفتح في الغوطة يجب أن يكون جيشاً واحداً يجمع الكلمة وتذوب فيه الرايات والعصبيات، وأن تكون غايته هي رضى اللـه وتحكيم شرعه ودحر أعدائه، على تعبير البيان».
وطالب بيان «النصرة»، أن يتقدم هذا الجيش المقترح «سرايا الاستشهاديين والانغماسيين»، واعتبرت أن في «نجاح زملائهم في إدلب والقلمون مثالاً يحتذى، نظراً لنجاحهم في جمع الكلمة»، وأضاف: إن «الواجب في حق مقاتلي المعارضة بريف دمشق أكثر إلزاماً، نظراً لقربهم من العاصمة وقدرتهم على حسم المعركة هناك».
وأسس تنظيم «جيش الفتح» في 24 آذار الماضي بتوحد سبع مجموعات كبرى من المجموعات المسلحة وهي «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» و«جند الأقصى» و«جيش السنة» و«فيلق الشام»، و«لواء الحق» و«أجناد الشام»، وتقدر أوساط المعارضة عدد مسلحي «جيش الفتح» بعشرة آلاف. وقد تمكنوا بدعم من تركيا من السيطرة على مدن في محافظة إدلب، على حين يقدر عدد المسلحين ضمن «القيادة الموحدة في الغوطة» بما بين 15 – 20 ألفاً، وترفع «راية التوحيد» وتسعى لبناء «دولة الخلافة» أيضاً ولا تعترف بالجيش الحر ولا بالعلاقة مع الائتلاف المعارض ولكنها مقربة من عدد رجال الدين أمثال أحمد معاذ الخطيب وسارية الرفاعي ومحمد راتب النابلسي ومحمد كريم راجح.
وترافق بيان «النصرة» والرد من «القيادة الموحدة» بإعلان ميليشيا «جيش الإسلام» الجمعة عن تخريج دورة عسكرية هي الثانية في أقل من شهر، ضمت «سرايا قناصين وانغماسيين ومشاة»، كما ترافقت مع خروج تظاهرة في بلدة ببيلا جنوب دمشق مطالبة «بتوحد الفصائل العسكرية في المنطقة في كيان عسكري واحد».
على خط مواز، كشفت مصادر مطلعة أن الاجتماعات، التي جرت خلال اليومين الماضيين، بين وفد الائتلاف المعارض برئاسة خالد خوجة، وقيادات ميليشيات مسلحة في جنوب البلاد التي احتضنتها العاصمة الأردنية عمّان، فشلت بضم الأخيرة للائتلاف لتصبح تحت مظلته وشريكة له.
وقالت المصادر حسب تقارير صحفية: إن «سببين يقفان خلف إخفاق المفاوضات، أولهما أن الجبهة الجنوبية طلبت أن يكون لها 50 مقعداً بالائتلاف، إلا أنه رفض ذلك، وعرض عليها 30 مقعداً فقط. أما السبب الثاني، فوجود تحفظ لدى الجبهة الجنوبية على كتائب أحرار الشام التي يدرس الائتلاف ضمها، لكونها جماعة متطرفة». وما يسمى «الجبهة الجنوبية» التي تطلق على نفسها اسم «الجيش الأول» مدعومة من الأردن، وعدد مسلحيها يزيد على 30 ألفاً، كما أنها تصنف ضمن ميليشيا «الجيش الحر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن