الأولى

سورية وحلفاؤها ماضون في الحرب على الإرهاب .. الاتفاق الروسي الأميركي بحالة «موت سريري»

أخفق وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري في إقناع حلفائه في دعم الإرهاب بوقف الأعمال القتالية في حلب وتنفيذ بنود الاتفاق الروسي الأميركي.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الوطن» تشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن كيري حاول إقناع كل من السعودية وقطر وفرنسا بأهمية الاتفاق، واستخدم لهجة قاسية في بعض الأوقات مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إلا أنه أخفق في إقناعه ونظيريه القطري والفرنسي في الاتفاق وذلك خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية الذي عقد يوم الخميس الماضي».
وأضاف المصدر إن كيري «قدم شرحاً للحضور مشدداً على أن الحل الوحيد الممكن الآن في حلب هو القبول بالاتفاق الروسي الأميركي، إلا أن وزراء خارجية فرنسا وقطر والسعودية رفضوا مجتمعين الاتفاق معتبرين أنه مجحف بحق المجموعات الإرهابية التي يدعمونها».
وساند وزير الخارجية الأميركي نظيره الألماني لكن دون جدوى.
ومع إخفاق كيري في إقناع تلك الدول، اعتبر مراقبون أن الاتفاق الذي أبرم في التاسع من أيلول الحالي بين الوزيرين لافروف وكيري «بحالة موت سريري، وإنعاشه قد يكون مستحيلاً في الوقت الراهن».
وبدأ الجيش الخميس حملة عسكرية واسعة لتطهير أحياء حلب الشرقية من الإرهاب بدءاً من منطقة الشيخ سعيد، وسط نداءات أطلقتها عدة مجموعات داخل الأحياء تطالب الفصائل المسيطرة بالخروج من مناطقهم والسماح لهم بتسوية أوضاعهم.
وقالت مصادر أهلية لـ«الوطن» في حلب إن جبهة النصرة (فتح الشام حالياً) قامت ظهر الخميس بنشر عناصرها على أغلبية مداخل المناطق الشرقية خوفاً من خروج عدد من المسلحين أو استسلامهم أمام قوات الجيش.
وتوقعت مصادر عسكرية أن تستمر الحملة العسكرية في حلب عدة أسابيع لكن أقل من شهر، ما يؤجل «إنعاش» الاتفاق الروسي الأميركي إلى مطلع شهر تشرين الثاني المقبل قبل أيام من الانتخابات الأميركية التي تبدأ في الثامن من الشهر ذاته، لكن بعد تجاوز الوثيقة الأولى التي كانت تتمحور حول حلب حصراً.
وأول من أمس سربت هذه الوثيقة إلى وكالة «أسوشيتد بوش» الأميركية وقامت بنشرها كاملة، في دلالة على أنها لن تنفذ في الوقت الراهن وبالتالي لا مانع من تسريبها بعد أن كانت واشنطن تعارض ذلك.
وفي دليل آخر على «وفاة» الاتفاق الروسي الأميركي، قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار جعفري إن شهر تشرين الأول القادم لن يشهد استئنافاً للحوار السوري السوري في جنيف، في حين صرح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أن حوار جنيف غير مشروط بالاتفاق بين لافروف وكيري، بعد أن كان دي ميستورا ذاته يشترط اتفاقاً بين البلدين لاستئناف الحوار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن