عربي ودولي

الجيش اليمني وأنصار الله يستولون على عاصمة الجوف على الحدود السعودية…محادثات جنيف حول اليمن تبدأ اليوم.. والأمم المتحدة تخفض سقف توقعاتها

أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أمس أن المحادثات من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع في اليمن ستبدأ اليوم الإثنين في جنيف، والأمم المتحدة تخفض سقف توقعاتها جداً من تلك المحادثات، فيما حقق الحوثيون انتصاراً جديداً حيث سيطروا على عاصمة محافظة الجوف الشمالية المحاذية للحدود السعودية.
وقال فوزي للصحفيين: «ننتظر وصول الأطراف إلى ما نسميه مشاورات جنيف»، لكنه أقر بحصول «تغييرات عديدة في الثماني والأربعين ساعة الأخيرة».
وأوضح المتحدث أن مشاركة مختلف المجموعات اليمنية كانت مثار مشاورات كثيفة «ليلاً نهاراً وعلى مدار الساعة» مع موفد الأمم المتحدة الخاص لليمن الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد.
ودارت خلافات مهمة في الأيام الأخيرة بين الأطراف، ففيما تصر الحكومة اليمنية على أن تكون المحادثات بين فريقين «الشرعية والانقلابيين» على حد قولها، يصر الحوثيون وحزب الرئيس السابق علي عبد اللـه صالح على أن تكون المحادثات متعددة الأطراف على أساس التمثيل في الحوار الوطني اليمني السابق.
وأصدر مبعوث الأمم المتحدة لليمن أول من أمس بياناً أكد فيه أن المحادثات ستكون على أساس التمثيل الذي اعتمد أثناء الحوار الوطني وفي اتفاق انتقال السلطة، أي أن يفصل بين الحوثيين وحزب صالح، وأن يفصل أيضاً بين الأطراف والأحزاب الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
إلا أن البيان أغضب على ما يبدو معسكر الحكومة اليمنية، ووزع مكتب ولد الشيخ أحمد أمس بياناً جديداً رحب فيه بقرار الرئيس هادي تشكيل وفد موحد للأطراف الموالية له.
من جهتها أصدرت تلك الأطراف أمس من المدينة السويسرية بياناً أكدت فيه أن الوفد الموالي لحكومة هادي «قدم إلى جنيف ملبياً لدعوة الأمم المتحدة في الوقت المحدد وبروح إيجابية منفتحة… ملتزماً بتفاصيل ما اتفق عليه في أن اللقاء التشاوري في جنيف بين طرفين هما السلطة اليمنية وطرف الانقلابيين». وأضاف البيان: «إن أي مواقف معلنة تخالف ذلك لا تعد مقبولة».
وكان مصدر يمني أكد أن الحوثيين يصرون على تسلم بيان رسمي من الأمم المتحدة يؤكد اعتماد صيغة حوار متعدد الأطراف، وليس بين طرفين.
هذا وغادر وفد من الحوثيين العاصمة صنعاء مساء أمس متوجهاً إلى جنيف للمشاركة في محادثات السلام، بحسب ما قال مسؤول ملاحي ومصدر مقرب من الحوثيين لوكالة فرانس برس.
بدوره قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون: إن المحادثات هدفها ضمان التوصل إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على خطة لانسحاب الحوثيين من الأماكن التي سيطروا عليها والإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية، فيما تتمسك الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وتبدو طموحات الأمم للمتحدة متواضعة جداً. ففي المرحلة الأولى، بحسب أوساط أممية سيجري التركيز على هدنة إنسانية طويلة الأمد، ربما طوال شهر رمضان المبارك، قبل الدخول في المرحلة الثانية، مرحلة مفاوضات الحل السياسي.
إلى ذلك قال سكان محليون: إن الحوثيين وحلفاءهم في الجيش اليمني استولوا على عاصمة محافظة الجوف على الحدود مع السعودية أمس في انتصار مهم لجماعة الحوثي قبل محادثات جنيف.
وفرض الحوثيون سيطرتهم على مدينة الحزم وسط قتال عنيف مع رجال القبائل الموالين للرئيس اليمني هادي.
كما سيطر الجيش اليمني واللجان الشعبية أمس على المجمع الحكومي بمدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف بعد طرد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي والميليشيات التي كانت تسيطر عليه.
وأكد مصدر عسكري يمني بمحافظة الجوف في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية سبأ أن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من السيطرة على مبنى المجمع مكبدين العناصر الإرهابية عشرات القتلى والجرحى، لافتاً إلى أنه تمت استعادة كميات من الأسلحة والعتاد التي كانت نهبتها تلك العناصر في وقت سابق من المعسكرات.
وأشار المصدر إلى أن الجيش واللجان الشعبية كانوا طهروا خلال الأيام القليلة الماضية معظم مناطق محافظة الجوف من بينها مناطق اليتمة والمهاشمة والجحلا ووادي خب والعقبة الواقعة بين الشعف والحجفل من العناصر الإرهابية.
وقبل اجتماع جنيف بيوم واحد تواصل طائرات التحالف بقيادة السعودية عدوانها على اليمن حيث قصفت مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق صالح.
كما قصف طيران التحالف محافظة صعدة الشمالية، المعقل الرئيسي لـ«أنصار اللـه»، وتركزت الضربات أساساً على جبل حرم بمديرية رازح الحدودية غرب صعدة، وعلى مواقع عدة بمنطقة دماج.
وأكد سكان محليون أن عشرات القتلى سقطوا إضافة إلى العديد من الإصابات جراء الغارات التي استهدف بعضها منازل مواطنين مدنيين، حسب تصريحاتهم، بينما أشارت مصادر صحفية يمنية، إلى أن غارات أخرى استهدفت منزل علي صالح ناصر، أحد قادة الحوثيين في مديرية رازح الحدودية، إضافة إلى المعقل الرئيسي للحوثيين في منطقة مران.
هذا واستمرت الاشتباكات في عدن، وكذلك في الضالع القريبة، وفي محافظتي شبوة وأبين، حيث يواجه مقاتلون جنوبيون متحالفون مع الرئيس هادي الحوثيين وأنصارهم.
أ ف ب – رويترز – الميادين – سانا – روسيا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن