قضايا وآراء

أي خطأ هذا؟

| صياح عزام 

يجمع العديد من المراقبين السياسيين على أن النقاش في أهداف «الضربة الجوية» الأميركية التي استهدفت الجيش السوري في دير الزور تتجاوز «فرضية الخطأ» التي ابتدعتها واشنطن إلى عملية متعددة الأهداف أهمها:
خلخلة خطوط دفاع الجيش السوري، واستعادته لمواقعه في جبل الثردة، والاحتفاظ بمطار دير الزور كخط إمداد جوي أساسي له.
فالغارات نفذتها أربع مقاتلات ولمدة 50 دقيقة، عن طريق قصف أولي، ثم موجة تمشيط على ارتفاع منخفض، وهو زمن كاف للتحليق وضرب الأهداف، والاستماع إلى الاتصالات لمعرفة هوية الهدف.
– يبدو إن أطراف المثلث العسكري الأميركي (البنتاغون + وكالات المخابرات الأميركية + هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي) أرادوا من هجوم دير الزور تجويف الاتفاق الروسي الأميركي، واستنزاف الروس على الجبهة السورية ومحور المقاومة بشكل عام، وعلى ما يبدو فإن مراكز القرار هذه تعتقد أن التعاون العسكري مع الروس في سورية يخالف قرار الكونغرس المتخذ بعد ضم روسيا لشبه جزيرة «القرم»!
– محاولة قطع الطريق على استعدادات سورية ومحور المقاومة لفك الحصار عن دير الزور، والبقاء على مقربة من المنافذ العراقية السورية في (القائم والتنف) الإستراتيجية.
– خشية الأميركيين من أن تكرر سورية وروسيا الاستفادة من الهدنة التي كانت قائمة كما استفادتا من هدنة شباط الماضي في تحرير تدمر والقريتين من داعش وقطع طريق القلمون الشرقي على هذا التنظيم الإرهابي، وبالتالي: وضع العراقيل أمام أي عملية تقدم للجيش السوري وحلفائه عبر «السخنة» باتجاه دير الزور لفك الحصار عنها، وذلك بإشغال الجيش السوري على جبهات أخرى.
– إخراج الجيش السوري من شرق سورية لإضعاف الدولة السورية اقتصادياً، بحرمانها من مواردها الاقتصادية الأساسية النفطية والزراعية، وإضعاف دورها في أي تسوية مقبلة.
باختصار، إن هامش الخطأ الذي تدّعيه واشنطن لتبرير قصفها للجيش السوري في دير الزور يضيق حتى «درجة الصفر»، بسبب وجود إحداثيات المواقع العسكرية السورية لدى الأميركيين عن طريق الأقمار الصناعية وطائراتهم التجسسية، إلى جانب محاولاتهم المستمرة المعروفة لإضعاف الجيش السوري «مثل قيام حلفائهم الأكراد بهجوم قبل أسابيع داخل الحسكة على نقاطه وعلى مؤسسات الدولة هناك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن