رياضة

ضيفان على موعد مع صناعة التاريخ بمونديال الشباب…أشبال التيرانغا تراقص أبناء السامبا وصدام نسور

خالد عرنوس : 

قد يبدو المشهد غريباً على المتابعين لبطولات كرة القدم العالمية عندما يجتمع فريقان إفريقيان في نصف نهائي المونديال لكن عندما نعرف أننا نتابع أحد مونديالات الفئات العمرية الصغيرة لن نستغرب فقد تعودنا رؤية ممثلي القارة السمراء على منصات التتويج في بطولتي العالم للناشئين والشباب وهي المرة الثالثة التي يضم مربع الكبار في البطولة الأخيرة فريقين إفريقيين.
ففي دور نصف نهائي مونديال الشباب لأعمار (20 عاماً) المقامة حالياً في نيوزيلندا يخوض منتخبا أسود التيرانغا (السنغال) والنسور (مالي) صراعاً متجدداً من أجل سمعة القارة في أوساط الكرة العالمية فيصدم الأول براقصي السامبا البرازيليين في حين يلاقي الثاني منتخباً أوروبياً هو منتخب النسور البيضاء الصربي وذلك للوصول إلى نهائي البطولة للمرة الأولى لكليهما.

زعيم وثلاثة طامحين
إذاً نحن على موعد مع نهائي جديد ستشهده البطولة للمرة الأولى وربما بطل، فلم يسبق لمالي بلوغ النهائي على حين السنغال وصربيا يظهران للمرة الأولى بالنهائيات، والبطل الوحيد الحاضر هو المنتخب البرازيلي الباحث عن اللحاق بجاره الأرجنتيني في زعامة المتوجين باللقب العالمي، وإذا كان الأفارقة يحضرون للمرة العاشرة في نصف النهائي فإن وجود الصربي يرفع الحضور الأوروبية إلى 15 مرة، أما السيليساو فقد عزز رقمه القياسي في التأهل إلى شبه النهائي بوصوله للمرة الثانية عشرة، ولم تغب منتخبات أميركا الجنوبية عن مربع الكبار سوى مرة واحدة (في بطولة 1981).

ضيفان ثقيلان
في النسخة العشرين كثرت المفاجآت فتساقط المرشحون للتتويج تباعاً بداية من زعيم البطولة الأرجنتيني الذي أخفق بتجاوز الدور الأول بعدما اكتفى بتعادلين احتل بهما المركز الثالث في المجموعة الثانية وراء غانا والنمسا، ولم يصمد فريق النجوم السوداء الغاني فسقط أمام مالي بالثلاثة ولحق به النيجيري بالخسارة الصعبة من المانشافت الألماني الذي رشحه كثيرون لتقليد (دي مانشافت) بطل العالم للكبار 2014 إلا أنه سقط في ربع النهائي أمام مالي، وأخمد السنغاليون المفاجأة الأوكرانية بركلات الحظ الترجيحية التي تكفلت بإبعاد السيليستي الأورغوياني وأيضاً البرتغالي وكلاهما أمام البرازيل.
وشكل وصول كل من السنغال وصربيا إلى الدور قبل النهائي مفاجأة كبرى لاسيما أنهما كما ذكرنا يشاركان للمرة الأولى، وقد استطاع الأخير إنهاء الدور الأول متصدراً للمجموعة الرابعة على الرغم من خسارته الافتتاحية غير المستحقة أمام الأورغواي بهدف بقي وحيداً في الشباك الصربية حتى دور المجموعات، ويحسب للفريق الملقب بالنسور البيض أنه عاد في مباراة دور الـ16 أمام المجر بالتعادل في الوقت البديل قبل أن يفوز بالوقت الإضافي 2/1، ثم احتاج إلى ركلات الترجيح ليتجاوز نظيره الأميركي إثر التعادل سلباً وبالتالي وصل الفريق الأوروبي الوحيد إلى نصف النهائي كأفضل دفاع.
منتخب السنغال بدوره بدأ البطولة بخسارة قاسية من البرتغال بالثلاثة قبل أن يعدّل مساره بالتعادل مع كولومبيا واختتم الدور الأول بالفوز 2/1 على قطر بعد تأخره بهدف فتأهل إلى الدور الثاني من باب الثوالث، وفي ثمن النهائي أبعد أوكرانيا بالترجيح قبل أن يحبط المفاجأة الأوزبكية في دور الثمانية.
ولم يسجل السيليساو البرازيلي أي هدف في دور الإقصاء إلا أنه الأفضل هجومياً في نصف النهائي بتسعة أهداف سجلها جميعاً في الدور الأول وهو الأكثر محاولة على المرمى بين الفرق الأربعة والعشرين.
أرقام ناقصة
يدخل أبناء السامبا البرازيليون مباراتهم في دور الأربعة ضد السنغال على أمل تعزيز أرقامهم القياسية في البطولة والتي تشمل 18 مشاركة وخوض أكثر من 100 مباراة ومن ثم تسجيله أكثر من 225 هدفاً وتحقيق أكثر من 70 فوزاً، إلا أن الأهم هو التتويج باللقب السادس، وتعد مباراة السيليساو الصغيرة مع الضيف السنغالي رقم 16 بمواجهة منتخب إفريقي والخامسة في أدوار الإقصاء ولم يخسر أصحاب القمصان الذهبية سوى مرة واحدة ضمن وقت اللعب كانت في ربع نهائي 2001 أمام غانا، وخسروا مرة أخرى في نهائي 2009 بركلات الترجيح بعد التعادل سلباً، وسجل المنتخب البرازيلي الفوز في 10 مناسبات على ممثلي القارة السمراء آخرها على نيجيريا صاحبة النصيب الأكبر (4 هزائم وتعادل وحيد) في الدور الأول ببطولة نيوزيلندا 4/2.

انبعاث أحلام
في بطولة 1987 التي أقيمت في تشيلي فاجأ المنتخب اليوغسلافي العالم بفريق رائع من الشباب الذين ملؤوا الملاعب نجومية فيما بعد وتوجوا يومها باللقب العالمي على حساب الألمان (الغربيين) في النهائي بعدما تجاوز الشرقيين بنصف النهائي، وهو التتويج النهائي لإمبراطورية مترامية الأطراف يومها في بطولات الفيفا وحتى على صعيد القارة العجوز.
اليوم يدخل منتخب صربيا الوريث الأبرز ليوغسلافيا نصف نهائي مونديال الشباب وقد انبعث الحلم القديم في تسيد البطولة من جديد ليحيي تلك الأمجاد خاصة بعدما قدم الضيف الجديد أداء لافتاً في نيوزيلندا واستطاع التغلب على منتخبات لها باع طويل في البطولة، وبات على بعد خطوتين من تقليد الأجداد (بروزينسكي وسوكر ومياتوفيتش وبوبان وسافيسيفيتش وبيتريتش ويارني).
ويصطدم فراخ النسور البيض مع نسور آخرين ينتمون إلى مالي في صراع الأجواء العالية حيث لا مكان إلا للرؤوس العالية والأجنحة القوية والمخالب الجارحة، فالخسارة تعني ضياع فرصة قد لا تتكرر إلا بعد سنوات طويلة، وإذا كان الصرب يعيشون على أمل إحياء أمجاد الأجداد فإن الماليين الذين بلغوا نصف النهائي للمرة الثانية بتاريخهم في مشاركتهم السادسة فيعيشون على ذكريات الآباء الذين بلغوا نصف النهائي في بطولة 1999 أيام الثنائي طيب الذكر مامادو ديارا وسيدو كيتا ويومها خسروا نصف النهائي أمام فريق أوروبي هو الإسباني الذي نال اللقب عامذاك.

مواعيد
تنطلق مباراة البرازيل * السنغال في الرابعة من فجر الأربعاء (بتوقيت دمشق) تليها في السابعة والنصف مباراة صربيا * مالي، وتختتم البطولة صباح السبت بلقاء الخاسرين بمباراة الترتيب يليها النهائي بين الفائزين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن