عربي ودولي

بان يدعو إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوعين…الطائرات السعودية تقصف صنعاء تزامناً مع محادثات سلام وانطلاق جنيف قبل وصول وفد «الحوثيين»

الأنظار مشدودة إلى الحوار اليمني في العاصمة السويسرية جنيف، فيما لا شيء في جنيف يؤشر إلى أن حلاً قريباً في اليمن على طريق النضوج، لا هي المؤشرات من داخل اليمن ولا تلك القادمة من خارجه تدل على ذلك، فالإقليم يزداد سخونة يوماً بعد يوم ومساحات التسوية تضيق وتضيق حتى تكاد التفاصيل تملؤها وتخفيها عن الأنظار.
فالحرب اليمنية بعدما تخطت عداد الأسابيع وأضحت تقاس بالأشهر أثبتت أن الحل العسكري السعودي لن يعيد منصور عبد ربه هادي رئيساً، بل إن القصف على قسوته وشدّته لم ينجح في تغيير ميزان القوة على الأرض، فـ«أنصار الله» حافظوا على اليد العليا حيثما هم، بل تمكنوا من تهديد الأراضي السعودية وإطلاق ما يمكن أن يتطور لاحقاً ليصبح حرب استنزاف موحلة بالنسبة للرياض.
واليوم تريد السعودية نصراً دبلوماسياً يعيد حليفها هادي إلى صنعاء، أو بالحد الأدنى إلى عدن، لتخرج بماء الوجه من معركة لا يبدو لها أفق.
وافتتح بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة المحادثات السياسية بشأن اليمن في جنيف أمس بالدعوة إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوعين على الأقل بمناسبة بدء شهر رمضان كما دعا إلى وقف إطلاق النار بين الفصائل المحلية وانسحاب الجماعات المسلحة من المدن.
وقال بعد لقائه وفداً من الحكومة اليمنية المقيمة في السعودية «لقد شددت على أهمية هدنة إنسانية ثانية لمدة أسبوعين» مضيفاً إن «رمضان يبدأ بعد يومين ويجب أن يكون فترة وئام وسلام ومصالحة»، آملاً «في أن يشكل هذا الأسبوع بداية لانتهاء المعارك».
ودعا بان كي مون أطراف النزاع إلى التوصل إلى اتفاق «حول وقف لإطلاق النار» مشيراً إلى أن «الوقت الذي يمر ليس دقات الساعة إنما دقات قنبلة موقوتة».
وكان من المقرر أن يبدأ وفدا الحكومة والمتمردين صباح أمس محادثات صعبة كل على حدة برعاية الأمم المتحدة لكن ذلك تم تأجيله بسبب تأخر وصول وفد الحوثيين.
ووجه بان الذي يشارك في افتتاح المحادثات «نداءً ملحاً» إلى الطرفين من أجل المشاركة «بنوايا حسنة ودون شروط مسبقة لما فيه مصلحة الشعب اليمني».
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أصدر بياناً يؤكد أن الاجتماع سيشهد «مشاورات أولية» بين طرفي النزاع في قاعتين منفصلتين، على أن يقوم الموفد الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد بالتنقل بينهما «آملا في جمعهما معاً».
والمحادثات هي اللقاء الأول بين المعسكرين منذ الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فر من صنعاء في شباط الماضي بعد خضوعها لسيطرة الحوثيين وأنصارهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
بدوره اعتبر لوران بونفوا خبير شؤون اليمن والباحث في مركز الأبحاث العالمية للعلوم السياسية «من غير المحتمل أبداً أن تفضي المحادثات إلى نتيجة. فكل معسكر متمسك بموقفه ولا يبدو مستعداً لأي تسوية».
وأضاف بونفوا: «رغم كل شيء، فإن المحادثات في جنيف يمكن أن تشكل فرصة قبل بضعة أيام على حلول شهر رمضان لتعلن السعودية هدنة يمكن أن تتيح إطلاق محادثات أكثر جدية وفي الوقت نفسه إنقاذ ماء الوجه من خلال توقف الحملة العسكرية التي لا يبدو أنها قادرة على كسبها ميدانياً». وتأخر وصول وفد الحوثيين «لأسباب لوجستية» بحسب الأمم المتحدة التي أكدت أن الطائرة التابعة للأمم المتحدة وعلى متنها خمسة ممثلين عن الحوثيين غادرت صنعاء مساء الأحد واضطرت للتوقف مطولا في جيبوتي.
وكان وفد الحوثيين رفض بعد ظهر الأحد المغادرة على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة مشترطاً لذلك إرسال البيان حول آليات العملية التي نشرها موفد الأمم المتحدة الخاص على صفحته في فيسبوك بصفة «تصريح رسمي من الأمم المتحدة»، بحسب مصدر مقرب من الحوثيين.
من جانبه قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد اللـه أمس: إن حكومته يمكن أن تبحث وقفاً محدوداً لإطلاق النار مع الحوثيين إذا انسحبوا من مدن وأطلقوا سراح أكثر من ستة آلاف سجين والتزموا بقرار الأمم المتحدة.
وقال عبد اللـه للصحفيين: إنه إذا التزم الحوثيون بقرار الأمم المتحدة وأفرجوا عن السجناء الذين يحتجزونهم ويزيد عددهم على ستة آلاف بينهم وزير الدفاع وإذا انسحبوا من عدن وتعز ومدن أخرى وتوقفوا عن القتل فإن الأمر قابل للنقاش
ميدانياً: أغار طيران التحالف السعودي على فجّ عطّان جنوب العاصمة صنعاء، وفي حجّة شمال اليمن شنّ طيران التحالف سلسلة غارات مستهدفاً منطقة المجبر في مديرية حرض منطقة بيان السواد بمحافظة عمران وعلى عقبة لودر في محافظة أبين.
وتجدّدت الاشتباكات في تعز جنوب البلاد بين الجيش اليمني والقوات المؤيدة للرئيس هادي بمساندة مسلحين من القاعدة في كلابة والأشبط ومحيط جبل جره شماليّ شرق المدينة وحي الزنوج شمال المدينة.
وسيطر الجيش واللجان الشعبية مساء الأحد على مركز محافظة الجوف ومعسكر الحزم حيث جرى تفجير ثماني دبابات والسيطرة على آليات عسكرية أخرى للقاعدة. إلى ذلك شنت طائرات التحالف سلسلة غارات على مناطق متفرقة في ذمار وصنعاء حيث استهدفت نقطة فاصلة بين محافظتي عمران وصنعاء بالإضافة إلى منطقة جدر غرب العاصمة.
إلى ذلك تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من تطهير معسكر نخلا بمحافظة مأرب من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي وميليشيات أخرى. ونقلت وكالة «سبأ» اليمنية عن مصدر عسكري يمني قوله إن «عناصر الجيش تمكنوا مساء الأحد من تطهير معسكر نخلا بالكامل من عناصر القاعدة وميليشيات الإصلاح والتي لاذ أفرادها بالفرار مخلفين وراءهم عشرات القتلى والجرحى»، وأشار المصدر إلى أن قوات الجيش تواصل تقدمها باتجاه معسكر السحيل لتطهيره من الإرهابيين.
يشار إلى أن معسكر نخلا يعد من أكبر معسكرات التدريب لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في مأرب حيث كان يضم آلاف الإرهابيين.
(الميادين – رويترز – روسيا اليوم – أ ف ب- سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن