سورية

عشية قمة باريس واجتماع الاتحاد الأوروبي.. قمة ثلاثية في برلين لبحث الأزمتين السورية والأوكرانية … روسيا تواصل فضَّ ضغوط الغرب حول سورية

| وكالات

على حين يصل عدد الاجتماعات الدولية حول سورية خلال أسبوع واحد إلى 5 اجتماعات واصل الغرب ضغوطه على موسكو في محاولة للتشويش على العملية الروسية والسورية في حلب محاولاً التشكيك أيضاً بالعملية الإنسانية أيضاً التي تبدأ اليوم قبل انعقاد اجتماع في باريس يبحث الأزمة السورية وكذلك اجتماع للاتحاد الأوروبي وذلك بعد يوم واحد من قمة ثلاثية شهدتها برلين أمس.
وحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس قمة في برلين جمعته بنظيره الفرنسي فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بعد أن انتهى لقاؤهم الرباعي بالرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو لبحث الأزمة الأوكرانية.
وأكد الكرملين أن بوتين سيشارك في اللقاء الثلاثي لبحث التسوية السورية، حيث تحدث الناطق باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف عن أن اللقاء سيعقد مساء يوم الأربعاء 19 تشرين الأول (أمس) في برلين بعد انتهاء المحادثات حول تسوية الأزمة الأوكرانية بصيغة «رباعية النورماندي» (أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا).
وبعد تصريحات سابقة لبيسكوف في الأيام الماضية أكد فيها أن بوتين لن يبحث الأزمة السورية في برلين عاد أمس ليؤكد وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن الدول الثلاث اتفقت على إجراء مشاورات حول سورية في برلين، لكنه توقع أن يعقد هذا اللقاء الثلاثي في وقت متأخر من مساء الأربعاء، على حين قالت ميركل إن «الدور الذي تلعبه روسيا في النزاع السوري والذي زاد من حدة التوتر في العلاقات الدبلوماسية سيكون من أولويات القمة».
من جانب آخر، أعلن قصر الإليزيه أن أولاند وميركل ينويان خلال اللقاء الثلاثي في برلين، دعوة بوتين إلى تمديد الهدنة الإنسانية التي ستدخل حيز التنفيذ في حلب يوم الخميس (اليوم) لمدة 8 ساعات.
من جهتها ذكرت وكالة «أ. ف. ب» أن بوتين سيواجه ضغوط الغرب حول سورية خلال قمة شائكة، وسط آمال قليلة بتحقيق اختراق في الموقف الروسي من الأزمة.
ودأبت باريس وبرلين في الفترة الماضية على التشويش على العملية الروسية باتهام موسكو بارتكاب «جرائم حرب» في سورية، حيث شهد مجلس الأمن في التاسع من الجاري هجوماً حاداً على موسكو خلال جلسة لمناقشة الأوضاع في حلب أخفقت بتبني مشروعي قرارين روسي وفرنسي لوقف إطلاق النار في المدينة، حيث اتهمت القوى الغربية خلاله وخاصة فرنسا ولندن موسكو بارتكاب «جرائم حرب».
وتوقع مصدر دبلوماسي فرنسي في حديث مع «فرانس برس» أن قمة برلين ستبحث «بإيصال الرسالة نفسها إلى بوتين حول سورية» وأوضح «لا بد من وقف إطلاق نار قابل للاستمرار في حلب والسماح بوصول المساعدات الإنسانية». حيث لا يزال الغرب يعتبر أن إعلان روسيا وقف إطلاق النار لبضع ساعات الخميس غير كاف.
وكانت موسكو أعلنت الثلاثاء وقف غاراتها في حلب إضافة إلى غارات سلاح الجو السوري، على حين تبدأ اليوم عند الساعة العاشرة صباحاً هدنة إنسانية لمدة ثماني ساعات في المدينة أعلنتها موسكو أيضاً.
وأشارت ميركل التي «لا تتوقع تحقيق معجزة» حول الملف السوري خلال قمة برلين إلى أن مسألة العقوبات على روسيا ردا على الغارات التي تشنها في سورية «لا يمكن استثناؤها من المحادثات» في برلين.
وتأتي قمة برلين أيضاً عشية قمة للاتحاد الأوروبي ستبحث العلاقات مع موسكو والأوضاع في حلب والعقوبات التي فرضت بسبب النزاع الأوكراني وضم شبه جزيرة القرم.
ومع تضاؤل الآمال بالتوصل إلى حلول لهذه المسائل، علق وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مطلع تشرين الأول أن المرحلة الحالية «أكثر خطورة» من فترة الحرب الباردة.
وانخرطت ميركل في الحملة على موسكو قبل الاجتماع حيث صرحت أمام صحفيين عشية القمة: أن «الأمور تراوح مكانها على مستويات عدة مثل وقف إطلاق النار والمسائل السياسية والقضايا الإنسانية»، مضيفة «لا يمكننا توقع معجزة لكن علينا في هذه المرحلة بذل كل الجهود الممكنة».
من جهتها نقلت «فرانس برس» عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله: «لا نريد الاكتفاء بتجميد النزاع، لهذا السبب أعد الرئيس والمستشارة لقمة على نموذج النورماندي» نسبة إلى المنطقة الفرنسية التي عقدت فيها القمة الأولى من هذا النوع بمشاركة الدول الأربع، لطرح موضوعات على جدول الأعمال تتضمن «احترام وقف إطلاق النار بين القوات الأوكرانية والمتمردين الموالين لروسيا والذي لا يزال يتعرض لخروقات عدة وتبني قانون انتخابي وتنظيم انتخابات في شرق البلاد الخاضع لسيطرة الموالين لروسيا».
وبينما تعقد القمة ببرلين لا تزال موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات حول هذه الملفات، والتي وصلت بعيد الإعلان عن انعقاد القمة، إلى تبادل اتهامات بنسف الاتفاقات الموقعة، ما كان ينذر بعدم تحقيق أي تقدم في اجتماع أمس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن