ثقافة وفن

أسعى إلى التنويع ولا أستعجل النجومية … مديحة كنيفاتي لـ«الوطن»: الناس لا تتقبل الجرأة في التمثيل.. والتجربة الكوميدية خطرة ومخيفة

| وائل العدس

لم تكمل دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية، لكن مصادفة رسمت مسار حياتها باتجاه الفن حتى بات عمرها الفني 12 عاماً.
اكتفت هذا العام بظهور واحد خلال رمضان عبر المسلسل الكوميدي البدوي «الطواريد» وجسدت فيه شخصية «قمر» وهي فتاة فائقة الجمال وابنة زعيم قبيلة، وكان والدها يريد تزويجها لأحد أولاد عمها، إلا أنها ترفض عرض والدها، حيث تدعي إصابتها بالجنون وتمارس تصرفات تدل على ذلك من إشعال النار بالخيم وغيرها، حتى تبعد ابن عمها عنها، إلى أن ينتهي أمرها بالزواج بشخص غير متوقع.
ومن سوء حظها أن مسلسل «لستُ جارية» أجل عرضه إلى أجل غير مسمى، حيث أدت فيه دور فتاة جميلة تقع في حب رجل متزوج فتسبب له الكثير من المشاكل مع زوجته وفي حياته العائلية.
منذ دخولها مجال الدراما عام 2004، شاركت في الكثير من الأعمال المهمة، منها: «مرايا»، و«هارون»، و«على طول الأيام»، و«جرن الشاويش»، و«طريق النحل»، و«العشق الحرام»، و«يوميات مدير عام2»، و«نساء من هذا الزمن»، و«الشبيهة»، و«تشيللو»، و«خواتم».
الفنانة السورية الشابة تسير في طرق الدراما بخطوات متسارعة نحو النجومية، ورسمت لنفسها خطاً تسعى لتحقيقه بشخصيات تخرجها عن التأطير.
«الوطن» استضافت الممثلة السورية مديحة كنيفاتي وكان الحوار التالي:

بداية، لنتحدث عن جديدك هذا العام.
افتتحت موسمي الدرامي بالمشاركة في مسلسل «حكم الهوى» للكاتبة ريم جميل عثمان وإخراج محمد وقاف، وتدور الأحداث حول مشاكل اجتماعية يشكل الحب محورها الرئيسي، بينما ستكون الحرب خلفية أحداثها، ضمن عشر ثلاثيات تجمعها «ثيمة» واحدة هي أغاني السيدة فيروز التي ستشكل الإطار العام لكل ثلاثية.
وأستعد للسفر إلى دبي للمشاركة في المسلسل الخليجي «العاصوف» مع المخرج المثنى صبح، وهو عمل يعود إلى فترة السبعينيات وأقدم فيه شخصية فتاة سورية ملتزمة دينياً.

بالعودة إلى البدايات، كيف راودك حلم دخول عالم التمثيل؟
بعدما تخطيت المرحلة الثانوية سيطرت عليّ الرغبة في خوض غمار التمثيل، فتقدمت إلى امتحان القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية، ذلك اليوم كان من أصعب أيام حياتي، وعلى الرغم من قبولي شاءت الظروف ألا أتابع دراستي في المعهد فاخترت أن أكمل مسيرتي بمفردي.
بدأت مسيرتي الفنية من خلال مسلسل «صراع الأشاوس» حيث أديت دور «رثاء» وعلى الرغم من أن المسلسل لم يلق النجاح الجماهيري الذي توقعته إلا أنه كان بداية لا تخلو من الصعوبة، لكنها زادتني إصراراً على المتابعة.

لماذا لم تكملي دراستك في المعهد العالي؟
منذ السنة الأولى، نشب خلاف بيني وبين أحد الأساتذة «الفنانين» الذي أفضل عدم ذكر اسمه، ففصلني بعد سنة من دراستي في المعهد، ولا أحب الغوص بالمشكلة أكثر، لكني أشكره لأنني بعدها اقتحمت الوسط الفني بخطا ثابتة ووصلت إلى مرحلة متقدمة الحمد لله. لكني للأمانة أحن إلى المعهد وقد تعلمت منه كثيراً.

شاركتِ في عملين بدوري بطولة، لكنهما لم يعرضا فما القصة؟
هي مصادفة بحتة، وأتمنى أن يتم الإفراج عن مسلسل «لستُ جارية» وألعب فيه دور بطولة، والأمنية نفسها أيضاً لمسلسل «فارس وخمس عوانس» الذي أنتج العام قبل الماضي ولم يعرض حتى الآن، وهو أكثر عمل أتعبني أثناء التصوير، وأرهق كل المشاركين فيه، فأيام تصويره كانت طويلة واستغرقت 3 أشهر من التنسيق والجهد المبذول.

ما سر قرارك بالابتعاد عن أدوار الإغراء؟
خلال شهر رمضان قبل الماضي، قوبلت مشاركتي بمسلسل «صرخة روح» بالكثير من ردود الفعل القاسية والمستهجنة، وعانيت ضغطاً كبيراً وأحبطت معنوياً. كما أن بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تناولتني بشكل شخصي وسعت إلى تشويه سمعتي بتعليقات مسيئة وغير لائقة.
الناس لا تتقبل الجرأة في التمثيل، ولا تفصل بين الشخصية الحقيقية للممثل والشخصية في العمل.

هل وصلتِ إلى النجومية التي تطمحين إليها؟
أتوقع أن أصل إليها لكنني لا أستعجلها، بل أفضل الخطوات الثابتة، وأسعى إلى التنويع في كل أدواري لأن طموحي أكبر بكثير مما وصلت إليه.

وهل جمالك يساعد على ذلك؟
جمالي سيف ذو حدين، لأنه يساعد لكنه يساوي صفراً من دون موهبة، وقد يتحول إلى نقمة أو تهمة، لأن التمثيل يتطلب من الممثلة الجميلة مجهوداً مضاعفاً.
أرى نفسي إحدى الفنانات اللاتي استطعن أن يوظفن جمالهن درامياً بحسب الأدوار، لكي لا تكون مجرد لوحة جميلة أمام الشاشة.

لماذا ابتعدت عن دراما البيئة الشامية بعد «زمن البرغوت»؟
فضّلت الابتعاد عنها لأنها باتت مكررة، ولأنني بت أكثر انتقائية في أدواري، فاتجهت نحو الدراما المعاصرة لأنها تبدو أكثر واقعية.

ما سر ابتعادك عن الكوميديا؟
لا أميل للكوميديا، ولكن لـ«بقعة ضوء» أهمية كبيرة ونكهة خاصة لديّ تدفعني للمشاركة فيه من دون أي تفكير، فهو من الأعمال المهمّة التي أواظب على مشاهدتها كل عام، والتي أصبحت مشروعاً سورياً وليس مجرد مسلسل.
بكل الأحوال أخاف من العمل الكوميدي على الرغم من مشاركاتي المتعددة، لكني أحاول تقديم الشخصيّ بلطف، فالتجربة الكوميدية خطرة ومخيفة بالنسبة لي.

باعتبارك شاركت في مسلسل «تشيللو»، لماذا لم تُنصف الممثلات السوريات في الأعمال العربية المشتركة؟
الأمر يعود إلى منتج العمل اللبناني، الذي غالباً ما يمنح الممثلات السوريات الأدوار الثانية، وأتمنى أن يأتي الوقت الذي تصبح فيه النجمة السورية الأولى في الأعمال العربية المشتركة، لأنها تستحق ذلك لموهبتها، وثقتها بنفسها أمام الكاميرا، وبراعتها في العمل الدرامي.

يتهمك البعض بإجراء عدة عمليات تجميلية؟
أجريت عملية تجميلية واحدة فقط، قمت من خلالها بتجميل أنفي، لكني لم أجر أي عملية أخرى لأنني أخاف على نفسي من تلك العمليات.
لستُ ضد عمليات التجميل، بل ضد أن يكون مبالغاً فيها، ومن الجيد أن يحسّن الإنسان في شكله، لينعكس ذلك على نفسيته بشكل إيجابي.

ما قصتك مع الفيسبوك؟
نفيت مراراً امتلاكي حساباً على هذا الموقع، لكني منزعجة من كثرة الصفحات المزورة التي تحمل اسمي، هذا الموضوع بات يؤرقني بالفعل، وخاصة عندما ينشرون تصريحات ملفقة على لساني، وأستغرب كيف يفعلون ذلك وينشرون أخباراً كاذبة عني.
وأؤكد عبر «الوطن» أنني لا أمتلك إلا حساباً واحداً عبر موقع «إنستغرام» فقط لا غير.

ما حقيقة زواجك من أحد الأثرياء العرب؟
عندما أتزوج سأعلن النبأ فوراً، لكن ما ذكر لا يتعدى كونه شائعة، ولكن الموضوع يبقى مرهوناً بمسألة القسمة والنصيب.
اعتدت مثل هذه الشائعات كل عام، فمرة يزوجونني بفنان، وأخرى بثري، وثالثة بمنتج.. وكل ذلك بعيد عن الحقيقة.

لماذا تأخرتِ في الزواج؟
الموضوع يأتي وحده ولم أسعَ إليه يوماً، بل أتركه للمصادفة والقدر والنصيب ولم أفكر بالزواج يوماً لكن لا أمانعه أو أرفضه كفكرة، لكن تركيزي الحالي منصب على عملي، ولكل شيء وقته. وبكل الأحوال، أنشغل بعملي وبلا حبيب ولا وجع قلب.

وفي حال تزوجتِ، ما محل الغيرة في قاموسك؟
أنا فتاة شرقية بطباعي وأغار على من أحب بجنون، لكن غيرتي منطقية ولا تظهر لأسباب تافهة.

إذاَ، ما مواصفات فتى أحلامك؟
لابد أن يقدّس الحب ويبدي الكثير من التفهم، أحب الرجل الحنون والحقيقي والصادق والواثق من نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن