سورية

لم يستبعد استئناف المعارك في حلب قريباً … خدام لـ«الوطن»: النظام التركي يريد دوراً حاسماً في مفاوضات التسوية السورية

اعتبر المعارض منذر خدام أن النظام التركي يهدف من وراء توغله في الأراضي السورية إلى حجز دور حاسم له في أي مفاوضات قادمة بشأن تسوية الأزمة في سورية.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال خدام: «الهدف التركي المعلن منذ بداية الأزمة هو خلق منطقة عازلة تحجز لها دوراً حاسماً في أي مفاوضات قادمة» بشأن الأزمة في سورية.
ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض فإن معارك عنيفة يشهدها محيط قرية الشيخ عيسى وحربل وأم حوش، الواقعة قرب مدينة مارع بريف حلب الشمالي، حيث تدور الاشتباكات بين القوات التركية وميليشيات «الجيش الحر» المدعومة من النظام التركي ضمن عمليات «درع الفرات المدعومة منها من جهة، و«قوات سورية الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة أخرى، وسط قصف مكثف بعشرات الصواريخ من القوات التركية ودباباتها يستهدف مناطق سيطرة هذه «الديمقراطية» بحربل والشيخ عيسى وحساجك والحصية وسد الشهباء وقولسروج ومناطق أخرى بريف مارع.
وكان قد قضى ما لا يقل عن 13 من مقاتلي الميليشيات المشاركة في عملية «درع الفرات» و3 من «قوات سورية الديمقراطية»، خلال الاشتباكات التي دارت بينهما في ريف مارع خلال الـ24 ساعة الفائتة، في حين قضى 15 مقاتلاً من «الديمقراطية» إضافة لاستشهاد 4 مواطنين مدنيين في قصف للطائرات التركية على مناطق سيطرة هذه القوات في ريف مارع قبل نحو 3 أيام.
وأكدت عدة مصادر متقاطعة حسب «المرصد»، أن دبابات تركية شوهدت تتجه من ريف الراعي نحو الجنوب، حيث وصلت إلى منطقة تل مالد قرب مارع وشوهدت بالقرب من قرية الشيخ عيسى، في حين تحاول القوات التركية انتزاع بلدة تل رفعت ومناطق أخرى تسيطر عليها «الديمقراطية».
وكان المرصد ذكر الخميس أن الميليشيات المشاركة في عملية «درع الفرات» وسعت سيطرتها إلى ما يقرب من ألفي كيلو متر مربع من مساحة الشمال السوري، حيث باتت الميليشيات المدعمة بآليات وطائرات تركية من جهة، و«الديمقراطية» من جهة ثانية وتنظيم داعش من جهة ثالثة، على خط تماس مشترك في منطقة حساجك ومحيطها.
وفي حال تمكنت الميليشيات من التقدم أكثر جنوباً، فإنها ستصبح على تماس مباشر مع قوات الجيش العربي السوري وحلفائه في القرى القريبة من تل جبين والواقعة في ريف حلب الشمالي، والتي تتصل مع بلدتي نبّل والزهراء ومع قوات الجيش في شمال مدينة حلب، وفق المرصد.
كما أنه في حال تقدمت ميليشيات «درع الفرات» إلى الجنوب أكثر، فإنها تكون قد أنهت حلم بعض الاكراد بإقامة فيدرالية الشمال السوري ووصل منطقة عفرين بمناطق عين العرب وتل أبيض والجزيرة السورية، وحلم وصل المناطق الثلاث لـ«الإدارة الذاتية» في «الجزيرة وعين العرب وعفرين» ببعضها.
وفي تصريحه رأى خدام أن النظام التركي بعد أن «صارت له قوات على الأرض لن يتوقف حتى تحقيق هدفه المعلن»، بإقامة المنطقة الآمنة التي قال أردوغان: إن مساحتها ستبلغ 5 آلاف كيلو متر مربع.
واعتبر خدام أنه من السابق لأوانه القول: إن الولايات المتحدة تخلت عن الأكراد على اعتبار أن قوات «الديمقراطية» التي تهاجمها عملية «درع الفرات» هي حليف لواشنطن. وقال: «لا يزال الكرد لاعباً مهماً وسوف يكون لهم دور في المفاوضات القادمة، لذلك من السابق لأوانه تخلي أميركا أو روسيا عنهم».
من جهة ثانية وفيما يتعلق والأوضاع في حلب قال خدام: «تتوارد معلومات من جنيف أن ثمة تقدماً أحرز في المفاوصات غير المعلن عنها بين روسيا وأميركا لجهة فصل جبهة النصرة عن ما يسمى معارضة معتدلة لذلك لا استبعد تمديد الهدنة»، وذلك قبل انتهاء مدة الهدنة عند الساعة 19 بتوقيت دمشق.
ورداً على سؤال إن كان يعتقد أن مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) والميليشيات الأخرى ستقبل بالخروج من أحياء حلب الشرقية قال خدام: «لا أعتقد ذلك على الأقل في الوقت الراهن. لقد صارت قصة حلب ورقة بيد أميركا وحلفائها لابتزاز روسيا..». وأعرب خدام عن اعتقاده أن «الروس من جهتهم لن يقبلوا بهذا الوضع وسوف يعملون على حسمه»، وأضاف «لا استبعد استئناف المعارك قريباً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن