ثقافة وفن

الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بمشاركة البزق … عدنان فتح اللـه ومحمد عثمان على مسرح الأوبرا في هارموني جديد

| عامر فؤاد عامر

تسعى الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو «عدنان فتح الله» لإثبات جمالية الموسيقا السورية، وغناها، ورفدها للموسيقا العربية، ومكتبتها بالجديد دوماً، وهذا هو أحد الأهداف التي تسعى إليها هذه الفرقة، وتعمل عليها منذ نشوئها، واليوم تقدم من جديد على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون حفلتها الجديدة بمشاركة عازف البزق «محمد عثمان»، وكان لـ«الوطن» تسليط الضوء عليها من خلال هذه التغطية.

معنى
بات ارتباط الفنان «محمد عثمان» بآلة البزق ارتباطاً روحياً، له في الحفلة الجديدة حضوره الخاص، ويُسلط عليه الضوء في معزوفاتٍ جديدةٍ، وقد حدثنا حول مشاركته هذه، وعن معنى أن يقدم نفسه مع الفرقة الوطنية كان جوابه أولاً: «أتشرف بالعزف مع الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو «عدنان فتح الله»، والتي تضم فقط عازفين أكاديميين من خريجي وأساتذة المعهد العالي للموسيقا، ولديها مستوى خاص بالنسبة للأعمال التي تقدمها سواء الأعمال التي ألفها مؤلفون موسيقيون سوريون، أوعرب، أو شرقيون أم الأعمال المعروفة التي تقدمها الفرقة، بتوزيعٍ جديد، قام به أهم الموزعين السوريين الأكاديميين. وكوني مدرس آلة العود، والبزق، في المعهد العالي للموسيقا في دمشق فأعتبر نفسي معنياً بهذه الفرقة، وحريصاً على نجاحها، ودعمها، وأقدم لها دائماً أعمالاً موسيقيةً، سواء في التأليف أو في التوزيع الموسيقي».

تأليف جديد وعرض جديد
يضيف الفنان «محمد عثمان» عن خصوصيته في هذا الحفل، وعن المعزوفات التي سيقدمها: «هذا الحفل يتميز بأعماله الموسيقية الآلية فقط، أي غير الغنائية، وكوني موسيقياً فأنا أميل إلى الموسيقا الآلية أكثر من الغناء، لكونها مجردة من الكلام. وخصصت للحفل عملين الأول «سويت» وهو قالب من قوالب الموسيقا الآلية العالمية، قمت بإعداد موسيقاه للبزق بمرافقة الفرقة الوطنية، ويتألف هذا العمل من مقطعين أو حركتين، الأولى بطيئة، والثانية سريعة، وهو من تأليف المؤلف الموسيقي الأذربيجاني «سعيد روستام»، والعمل الثاني هو سماعي من مقام حجاز كار كورد، وهو من تأليف الموسيقي الفلسطيني «روحي الخماش» والعمل مكتوب من نحو 20 عاماً، ولكن سينفذ لأول مرة في سورية بهذا التوزيع الجديد وعلى آلة البزق».

أهمية ما يُعرض
قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية الفنان «عدنان فتح الله» الذي يسعى من خلال اجتهاده مع أعضاء الفرقة إلى تطوير العمل الموسيقي والمحافظة على الذائقة الموسيقية لدى المتلقي السوري، بات يقدم لنا أعمالاً تحمل في كل مرة روحاً متجددة وتنظيماً متميزاً، وبدت البصمة الموسيقية تتوضح للمتلقي في البلد، وعن الحفلة ببرنامجها، وجديدها، وما يميزها عن الحفلات السابقة، ولماذا البُزق وعازفه «محمد عثمان» وقع عليهما الخيار هذه المرة: «حفل الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية اليوم هو من سلسلة الحفلات الدورية التي تقدمها الفرقة على مسرح الأوبرا، حيث تلتقي جمهورها كل شهرين مرة،. وما يميز برنامج حفلنا الحالي هو الغنى، والتنوع، حيث ستقدم الفرقة أعمالاً موسيقية لأول مرة ستقدم على المسرح، وهي من مؤلفات زملائنا الموسيقيين الأكاديميين، الذين لهم العديد من التجارب في مجال التأليف الشرقي الأوركسترالي، وقد حرصت الفرقة على تقديم هذه الأعمال لتخدم أحد أهم أهدافها في طرح تجارب إبداعية جديدة في هذا المجال «التأليف الشرقي الأوركسترالي» لما لهذه التجارب الجديدة والأفكار من أهمية، في إغناء المكتبة الموسيقية السورية، وترسيخ هويتنا الموسيقية، ولتكون هذه الأعمال خير معينٍ للأجيال الموسيقية القادمة، لتستفيد منها في تطوير موسيقانا. حيث سنقدم أعمالاً للمؤلف السوري عازف العود «كنان أدناوي» وعملين للأستاذ «كمال سكيكر»، وعملاً مميزاً للأستاذ «عاصم مكارم»، بعنوان «تمر»، والذي سيكون ختاماً للحفل، كما اخترنا من تراثنا الموسيقي السوري «لونغا» للموسيقي السوري «عبد الرحمن جبقجي»، وهي على مقام «الراست». واعتادت الفرقة أن يشاركها عازفون منفردون ممن يمتلكون الموهبة المهمة، والقدرات العالية في العزف على آلاتهم، رغبة من الفرقة في تقديم وإظهار المستوى الأكاديمي العالي الذي وصلنا إليه في بلدنا، واليوم سيكون الأستاذ «محمد عثمان» أستاذ صف العود والبزق في المعهد العالي للموسيقا، والحاصل على كثير من الجوائز العربية والعالمية في العزف على آلة البزق، حيث سيشارك الفرقة في عملين، كان هو من وضع الإعداد والتوزيع الأوركسترالي لها، ومن بينهم سماعي نادر من سماعيات الموسيقي الراحل «روحي الخماش». بالعموم يحوي البرنامج أعمالاً جديدة، ومنها ما يحتاج إلى تقنيات عالية في العزف، فإن البرنامج أخذ مني، ومن الموسيقيين الكثير من الجهد، والتعب، لكي يتبلور».

صون التراث
توجه الفنان «عدنان فتح الله» في الختام بالشكر لوزارة الثقافة، ودار الأسد للثقافة والفنون على ما تقدمانه بدعم مسيرة الفرقة، وبالأخص عندما أخذت حفلات الفرقة صفة الدورية، حيث سمح ذلك بتحقيق أهدافها، في صون التراث الموسيقي السوري خصوصاً، والعربي عموماً، وطرح تجارب إبداعية في مجال التأليف الشرقي الأوركسترالي لمؤلفين سوريين شبان، وبالتالي إغناء المكتبة الموسيقية السورية بأعمال جديدة تساهم في ترسيخ هويتنا الموسيقية، وتعمل على رفع ذائقة الجمهور تجاه هذا النمط من التأليف الموسيقي، وطرح مواهب وطنية مميزة في اختصاصها سواء العزف المنفرد، أم الغناء المنفرد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن