رياضة

نادي الفيحاء الرياضي.. قصة محزنة … لا منشآت والاستثمار معدوم والرياضة تستغيث

| ناصر النجار

نادي الفيحاء الرياضي أحد أندية دمشق، لكنه أكثرها فقراً وظلماً يعيش في منطقة مكتظة بالسكان، لكنه يفتقر للإمكانيات القادرة على جذب المواهب والخامات الرياضية، فلا موارد في النادي ولا منشآت والبنى التحتية في خبر كان، أما الاستثمارات فهي شبه معدومة.
والحق في ذلك على مَن، هل تتحمل مسؤولية ذلك الإدارات المتعاقبة، أم الاتحاد الرياضي العام، سؤال محيّر يشبه قصة البيضة والدجاجة، لكننا سنختصر المسافات، ونقول: الحق على الطليان!
وبمحصلة القول فإن نادي الفيحاء يجب ألا يبقى على حاله متروكاً للزمان، وعلى القائمين على الرياضة أن يبادروا لانتشاله مما هو فيه، فإما أن يكون نادياً له أركانه وأهدافه، وإما ألا يكون، أما أن يقبل على هذه الحال، فهو أمر تتحمله الجهات القائمة على الرياضة.
لا استثمارات، لا منشآت، فمن أين ستحصل على الرياضة؟
قصة نادي الفيحاء نستمع إليها من رئيس مجلس إدارة النادي المهندس عبد الفتاح أياسو، وهاكم التفاصيل:

المنشآت
بصراحة كاملة.. ممَّ تعانون؟
الفقر المدقع الذي يخيّم على النادي، والحالة الإنشائية الصعبة التي يعانيها فلا استثمارات، ولا بنى تحتية، لذلك نعيش على مبدأ (على قد بساطك مد رجليك) ونحن نخلق من العدم رياضة، ونأمل أن تنجح مساعينا في إنشاء رياضة تستقطب المواهب العديدة من الكثافة السكانية الكبيرة التي يعيش ضمنها النادي.

ماذا عن المنشآت؟
أغلب المنشآت تابعة للاتحاد الرياضي العام وليس لنا أي سلطة عليها ولا نحصل على أي موارد استثمارية منها، ولدينا بعض المنشآت من ملاعب مكشوفة وصالة رياضية ما زالت على الهيكل منذ إنشائها، ويمكن الاستفادة منها تدريجياً، والبداية من قبو الصالة الواسع بمساحته، فيمكن إنشاء صالة متعددة الأغراض تفي بحاجة العديد من الألعاب، والأهم لعبة كرة السلة، وهي اللعبة الشعبية الأولى في المنطقة، والأساسية في النادي.
لدينا مساحات يمكن الاستفادة منها، لكن عليها إشغالات وإشكالات هي بالمحصلة العامة غير قانونية، ونسعى لاستردادها بشكل قانوني، وهذه المساحات ستشكل إضافة جيدة للنادي، وستعين النادي على تطوير ألعابه، وعلى ضم ألعاب جديدة تخدم النادي في المستقبل القريب.

الاستثمار
وماذا عن الاستثمار؟
من لا يملك منشآت لا يملك استثمارات، فمواردنا ضعيفة جداً ولا تكاد تفي برعاية لعبة واحدة، لدينا مطعم وكافتيريا مستثمران بنحو تسعة ملايين ليرة، وبجهود خاصة استطعنا تحصيل تسعة ملايين أخرى من المدارس الصيفية وتأجير الملاعب المكشوفة ومن بعض النشاطات الرياضية الاجتماعية التي نقيمها في المناسبات الوطنية كالماراثون.
مجموع هذه الموارد وهي غير ثابتة 19 مليوناً، إضافة إلى عشرة ملايين أخرى معونة من المكتب التنفيذي، فيصبح المجموع العام نحو 28 مليون ليرة سورية.

نتساءل عن دور مجالس الإدارات السابقة؟
ربما تتحمل مجالس إدارات النادي السابقة مسؤولية ما وصل إليه النادي، هناك الكثير من الأمور كان من الممكن أن يحصل عليها النادي على صعيد المنشآت والاستثمار، ولكن؟ على سبيل المثال: صالة النادي منذ زمن بعيد على الهيكل، فمن يتحمل مسؤولية ذلك، وخصوصاً أن كلفة إكمالها اليوم تفوق الكلفة المفترضة والتي تبلغ أكثر من عشرة أضعاف لو تم إنهاؤها وإكمالها قبل عشر سنوات على الأقل.
الإدارة الجديدة استلمت النادي على وضعه الراهن قبل سنة من الآن ونعمل بشكل جدي مع القيادة الرياضية لتحسين واقع النادي على كل الصعد ونأمل أن ننجح بذلك.

ألعاب
ما الألعاب التي تمارسونها؟
نمارس كرة السلة وهي اللعبة الشعبية في المنطقة، ولدينا فرق قاعدية جيدة حققت نتائج جيدة في كل البطولات التي شاركنا فيها تدعم فرقنا القاعدية لدعم فريقي السيدات والرجال، ولدينا مدرسة بكرة السلة دائمة، تكون مكتظة في الصيف، ونوعية في الشتاء وأكبر العوائق التي تعترضنا عدم وجود أماكن للتدريب شتاء فملاعبنا مكشوفة، وهذا يعيق التمارين المتواصلة، ونتمرن حسب المناخ وطبيعة الجو ونزول الأمطار.
حققنا هذا الموسم المركز الثالث في الصغيرات والثاني في الصغار والثالث في الأشبال والثاني في الشبلات والرابع في الناشئين والخامس في الناشئات وكل ذلك على مستوى دمشق.

كرة القدم
ويضيف: كرة القدم مثلها مثل كرة السلة نعتني بها على مستوى القواعد، ولدينا فرق بكل الفئات من الصغار حتى الأشبال وستكون هذه الفرق مدخلاً لتشكيل فريق رجال المستقبل نحن نلجأ إلى الطرق العلمية السليمة ونؤمن أن الوصول إلى المجد ينبغي أن يكون مدروساً عبر مسيرة الخطوة خطوة، لذلك لن نحرق الأوقات ولن نختصر المسافات، نبني الرياضة عبر الصغار ولن نلجأ للتعاقدات الخارجية، لأننا لا نريد بطولات مسبقة الصنع.
من الألعاب أيضاً الكيك بوكسينغ ولدينا فرق جيدة على مستوى الجمهورية، كما لدينا صالة للأيروبيك من أجل الرشاقة.

خطط قادمة
ما خطواتكم القادمة؟
الاستمرار في موضوع المنشآت للوصول إلى حل ينصف النادي، والحصول على حقنا من بعض الأراضي الخاصة بالنادي، تحسين الواقع والاستمرار، العناية بالمدرسة الصيفية لكونها منتجة، والرافد الرئيس للنادي بالمواهب والخامات، والحفاظ على ألعابنا وتطويرها وتنمية مواهبها.

آخر الكلام؟
بالمختصر المفيد هذه قصة نادي الفيحاء، ونأمل أن يتم إنصاف النادي وتسوية أوضاعه، وننتظر في ذلك دعم القيادتين السياسية والرياضية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن