سورية

«فتح حلب» خمدت والجبهات هادئة

حلب- الوطن : 

توقفت معركة «فتح حلب» التي أعلن المسلحون عن تشكيل غرفة عملياتها قبل نحو شهرين بعد فورة عجزت عن تحقيق أي هدف منها على الرغم من إشعال جبهات عدة معاً  الأسبوع الفائت ما لبثت أن خمدت مع خيبة أمل المسلحين وداعميهم من جدوى الاستمرار بها في ظل الخسائر الكبيرة التي منوا بها.
وأكد مصدر معارض مقرب من «حركة نور الدين الزنكي» لـ «الوطن»، أن بقية المجموعات المسلحة في «غرفة عمليات فتح حلب» خذلت الحركة التي غردت منفردة وخرجت عن سرب إجماع قادة المسلحين بضرورة التزام الصمت في الفترة الحالية لأن لكل منهم شأناً يغنيه ويلهيه عن التنسيق فيما بينهم وعن المشاركة في المعارك «الوهمية» التي دارت رحاها بقوة في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضح المصدر، أن لدى قادة المجموعات المسلحة قناعة بأن الدول الداعمة والراعية لعملياتهم العسكرية مشغولة عنهم، وخصوصاً حكومة «العدالة والتنمية» التركية والرئيس رجب طيب أردوغان الداعم الأول للإرهاب والفوضى والقلاقل في سورية وفي حلب التي يعدها ولاية عثمانية بشكل خاص، ولذلك رفضوا الخوض مع الخائضين مثل «الزنكي» و«الفرقة 16 مشاة» في معارك خاسرة. وبين المصدر المعارض، أن الخسائر الكبيرة في أرواح المسلحين على جبهات الأشرفية والخالدية والزهراء والراشدين لقنت فصائل «فتح حلب» التي تجرأت على الخروج عن إجماع قادتهم درساً كبيراً لأن الهياج والصريخ وادعاء تحقيق النصر ضمن مساحة لا تتعدى بضع أمتار له عواقبه الكارثية على غرفة العمليات التي جمدت وذهبت معها الآمال المعلقة على تأسيسها لاستنساخ سيناريو إدلب أدراج الرياح.
مصادر ميدانية، أكدت لـ «الوطن»، أن جميع الجبهات التي اشتعلت أخيراً هادئة تماماً باستثناء جبهة الراشدين الأولى التي تشهد مناوشات واستمراراً لإطلاق أعداد كبيرة من القذائف المتفجرة والصواريخ محلية الصنع باتجاه البحوث العلمية وحي الحمدانية السكني المأهول.
وأشار المصدر إلى أن الجيش العربي السوري ركز جهود سلاح الجو فيه على خطوط الإمداد الخلفية لجبهة الراشدين الأولى وحال دون تواصلها مع خطوط التماس، ما انعكس على سير العمليات فيها وقلل من مخاطر الجبهة الغربية للمدينة والتي طالما شهدت تصعيداً مشابهاً ولكن ليس بالزخم ذاته كما في الأسبوع المنصرم.
سلاح الجو ركز غاراته التي استهدفت مراكز تجمعات وأوكار مسلحي «الزنكي» في مراكز ثقلهم بطرف المدينة الغربي كما في قرى المنصورة وقبتان الجبل وحور وعنجارة وكبدهم خسائر بشرية ومادية كبيرة ودفع بـ «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، لإعادة حساباتها من جديد بعدم الزج بعدد كبير من مقاتليها على جبهة الراشدين الأولى بعدما فاق عدد قتلاها 200 مسلح.
وللتغطية على خسائر المسلحين، وبخاصة المشاركة في «فتح حلب»، عمدت قياداتهم على نشر البيانات التي تدعي سيطرتهم على مواقع مهمة في جبهات ريف حلب الشمالي مثل باشكوي التي سيطر فيها الجيش على كتل بناء جديدة في الجهة الشمالية الغربية وأكد أن موازين القوى ما زالت في قبضته وأن تغيير خريطة السيطرة لن يتم إلا على حساب الأراضي التي يسيطر عليها المسلحون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن