الخبر الرئيسي

سيطر على 9 أحياء جديدة و650 متراً تفصله عن شطرها لقسمين.. ووزراء تفقدوا «الشيخ نجار» الصناعية … الجيش يستعيد أكثر من ثلث مساحة أحياء حلب الشرقية

| حلب – الوطن – وكالات

استطاع الجيش العربي السوري وحلفاؤه أمس تحقيق إنجازات متتالية في حلب فرضت على مسلحي تسعة من أحيائها الشرقية الانهيار والانسحاب بشكل دراماتيكي دفعة واحدة لتشكل مع الأحياء والمناطق السابقة التي هيمن عليها الجيش منذ بدء عمليته العسكرية، أكثر من ثلث مساحة الأحياء الشرقية من المدينة التي يسيطر عليها المسلحون منذ آب 2012.
وتقدمت وحدات الجيش وحلفاؤه أمس في الاتجاهات كافة وحتى من داخل حي الشيخ مقصود، واستكملت السيطرة على أحياء جبل بدرو والصاخور والأرض الحمرا وبعيدين والإنذارات وبستان الباشا والهلك وعين التل والحيدرية بموازاة تقدمه في حيي الحلوانية والشيخ لطفي، ولم يبق سوى حي الشيخ خضر في الشطر الشمالي الشرقي من المدينة.
ومع تقدم الجيش المطرد والمستمر لم يتبق أمامه سوى أقل من 650 متراً حتى مساء أمس فقط لوصل قواته المتقدمة من الشمال الشرقي إلى مناطق سيطرته داخل المدينة سابقاً في ظل تبدل خريطة السيطرة لمصلحته بشكل آني مع انهيار صفوف المسلحين وتشكيلاتهم المتداعية ومعنوياتهم المنهارة، ليقترب الجيش من النجاح في تقطيع أوصال الأحياء الشرقية إلى شطرين أحدهما شمالي، على وشك الانهيار ولم يتبق فيه سوى حي تحت سيطرة المسلحين والثاني جنوبي، جاري العمل على تقسيمه إلى قطاعات أمنية يسهل السيطرة عليها تباعاً وتقريب أجل مسلحيها ودفعهم إلى تسليم أنفسهم في زمن بدا أنه أقصر مما كان متوقعاً أو القبول بالمصالحات الوطنية وفق شروط الحكومة السورية.
ورغم ارتفاع أعداد المدنيين الذين أمنهم الجيش من شرق المدينة إلى غربها حيث مناطق سيطرته، إلى 1500، إلا أنه بدا لافتاً خلو بعض الأحياء التي استردها الجيش بشكل تقريبي من السكان، وهي كانت مأهولة بكثافة قبل احتلالها من المسلحين، ما يشير إلى أن عدد الأهالي الذين ما زالوا مقيمين في مناطق سيطرة المسلحين أقل بكثير مما أشاعوه عبر وسائلهم الإعلامية للعزف على الوتر الإنساني عالمياً لدى الدول الداعمة لهم ولكسب تأييد الرأي العام العالمي لوجودهم الذي استمر أكثر من 4 سنوات.
وجاءت سيطرة الجيش على بعض الأحياء بمؤازرة لواء القدس الفلسطيني، وعلى أحياء بستان الباشا والهلك وعين التل التي كانت تهيمن عليها ميليشيا «فرقة السلطان مراد» التي تتلقى أوامرها مباشرة من أنقرة، بمشاركة وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية.
بالتوازي، تابع الجيش السوري عمليات تأمين المدنيين الفارين من الأحياء التي استردها ومن خطوط التماس والاشتباك ونقلهم إلى مناطق سيطرته في الأحياء الغربية من المدينة حيث تتولى محافظة حلب تأمين احتياجاتهم وإسكانهم في مراكز الإيواء المخصصة لهم.
ولعب مجلس المدينة ومديرياته الخدمية وباقي دوائر ومؤسسات الدولة الدور المتمم للجيش السوري، فسارعوا إلى تهيئة الأرضية والبنية التحتية لعودة حي مساكن هنانو للحياة ودخلت الآليات وعمال الصيانة وتأهيل الشوارع وإزالة الأتربة والقمامة تمهيداً لعودة أبنائه إليه.
من جهته أعلن مركز التنسيق الروسي للمصالحة في حميميم في بيان نشرته وكالة «سبوتنيك» أن الحياة الطبيعية ستعود إلى الأحياء بعد استعادتها من المسلحين وإنشاء مجموعات من أهالي الأحياء للحفاظ على الأمن فيها (هيئات للسلطة المحلية) بالتعاون والتنسيق مع المركز والجهات المعنية في المحافظة، وأن مساعدات إنسانية لتلك المناطق يتم تجهيزها.
في غضون ذلك و«بتوجيه من الرئيس بشار الأسد للاطلاع ميدانياً على واقع المدينة الصناعية والقيام بكل الإجراءات الهادفة لإعادة الألق لهذا الصرح الاقتصادي المهم» تفقد وزيرا الداخلية اللواء محمد الشعار والإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف ومحافظ حلب حسين دياب أمس المدينة الصناعية بالشيخ نجار قبل أن يتفقدوا أوضاع الأسر التي خرجت من الأحياء الشرقية وزاروا مركز جبرين للإقامة المؤقتة والتقوا مع الأهالي واستمعوا منهم لمعاناتهم خلال وجودهم في الأحياء الشرقية.
بالمقابل، وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» مساء أول من أمس، حاول وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استنهاض همة المسلحين المنكسرة في حلب، وقال: «حتى إذا سيطر النظام على حلب فأنا واثق أنهم (مقاتلو الميليشيات) لديهم القدرة على استعادتها من النظام، ونحن بحاجة لمزيد من الدعم العسكري لكن الأهم أننا نحتاج لوقف القصف وإنشاء مناطق آمنة للمدنيين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن