ثقافة وفن

أعمال لن تشاهدوها في رمضان…الدراما المشتركة تسحب البساط من الأعمال المحلية.. وفضائيات تقاطع بعض المسلسلات

 وائل العدس : 

لا شك في أن تسويق أعمال الدراما السورية عربياً من أكثر الأمور صعوبة في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من أربع سنوات، بسبب مقاطعة بعض القنوات من جهة ولغياب السياسة التسويقية لدى بعض شركات الإنتاج.
وتعاني الجهات المنتجة أزمة شديدة إذ لم يعد من السهل أن تقوم ببيع مسلسلاتها لأي فضائية حتى لو ضمت عدداً كبيراً من نجوم الصف الأول بسبب ما يشهده الوطن العربي من حروب انعكست على الواقع الاقتصادي، إضافة إلى إدراج الأعمال العربية المشتركة التي بدأت يوماً بعد يوم بتصدر المشهد الدرامي، إلى جانب الدراما المدبلجة التي كانت ومازالت مادة مطلوبة.

القنوات المحلية
رغم دخول القنوات المحلية (الفضائية السورية، وتلاقي، وسورية دراما، والدنيا، وسما) جو المنافسة من الباب العريض واستيعابها لعدد كبير من المسلسلات، إلا أن ستة أعمال بقيت دون عرض لتكون خارج السباق الرمضاني، فالأسباب تعددت والغياب واحد.
القنوات السورية وحدها تعرض خلال رمضان نحو 23 مسلسلاً، وهي بادرة تستحق الاحترام.
وكانت شركات الإنتاج حزمت أمرها في السباق الدرامي الرمضاني لهذا الموسم بإنتاجات درامية اجتماعية معاصرة وعدد كبير من الأعمال الكوميدية والشامية مع غياب المسلسلات التاريخية، حيث وصل عدد الأعمال كله إلى 31 وهو عدد جيد نسبة إلى الظروف.

السلة الدرامية
هنالك سياسة رائجة في الدراما العربية عامة، والمصرية خاصة، تتمحور حول فكرة البيع بطريقة «السلة الدرامية»، حيث تبيع شركة الإنتاج أكثر من عمل لقناة واحدة مع منحها سعراً خاصاً، إضافة إلى تسويق أعمال أنتجت بأعوام سابقة «بالمعية».
هذه العملية تضمن للمنتجين فرصة أكبر لبيع منتجاتهم وإن قل هامش الربح لديهم، لكنها على الأقل تفرض الوجود السوري إن اتبعت.
وإن دخلنا عمق القنوات الخليجية نجد أن سياساتها قد تغيرت وباتت تعتمد على الإنتاج الخليجي بالدرجة إلى جانب دخول الإنتاج التركي إلى سوق الدراما بصورة أكبر من ذي قبل.
القطاع الحكومي
رغم أن المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي أحدثت قفزة نوعية هذا العام من ناحية التسويق الدرامي، ونجحت بالتغلغل في السوق المحلية والعربية لأكثر من عشر قنوات، إلا أن عملاً واحداً من أصل إنتاجاتها الخمسة لم يقطع حدود البث الأرضي فاقتصر عرضه على السورية الأولى الأرضية.
«دامسكو» أقل الأعمال الحكومية حظاً، لكنه بكل التأكيد سيحظى بفرصة عرض سانحة بعيد الشهر الكريم خاصة لما يضمه من نجوم أمثال أيمن زيدان، وسامية الجزائري، ورنا الأبيض، ومحمد حداقي، ومرح جبر، وأمية ملص علماً أنه من تأليف سليمان عبد العزيز وعثمان جحى، وإخراج سامي الجنادي.
العمل اجتماعي معاصر تجري أحداثه بعيداً عن تناول الأزمة ويحمل عدة خطوط ويعالج بعض المشاكل التي يعاني منها المجتمع.
يحكي العمل عن مهنة الموازييك والخزف، هذه المهنة الدمشقية العريقة التي تمتاز بها مدينة دمشق عن باقي المدن، كما هناك خط آخر حول استغلال الفتيات وتسهيل مهنة الدعارة وسبل مكافحتها يجري العمل في إطار أحداث بوليسية وتشويقية.

أزمة كوميديا
أعلنت الشركة المنتجة لمسلسل «فارس وخمس عوانس» (تأليف أحمد سلامة وإخراج فادي سليم)، تأجيل عرضه ضمن الموسم الرمضاني نتيجة زخم الأعمال ولكي يأخذ العمل نصيبه من النجاح والمشاهدة والمتابعة وسيتم عرضه بعد الموسم الرمضاني على عدة محطات، علماً أن الصفحة الرسمية للعمل أعلنت أكثر من مرة أن العمل ضمن ظهوره خلال الشهر الكريم، وهو من بطولة عبد المنعم عمايري، ورنا الأبيض، ومرح جبر، وجيني إسبر، ولينا دياب، ومديحة كنيفاتي، ويزن السيد، وغادة بشور، وتولين البكري، وعبير شمس الدين.
وعلى ما يبدو أن الكوميديا تعاني أزمة ما، فعملان آخران ينتميان لهذا النوع من الدراما لم يتسنى لهما العرض الرمضاني.
«فتنة زمانها» (تأليف عماد سيف الدين وإخراج عمار رضوان) وبعدما أعلنت الشركة المنتجة عرضه عبر قنوات «أبو ظبي» فوجئنا بعدم وجوده على لائحة العروض، وهو من بطولة سامية الجزائري، وحسام تحسين بيك، وأحمد راتب، ومادلين طبر، وديمة الجندي.
أما العمل الثاني فهو «العيلة» الذي لقي ذات المصير وهو من تأليف سعيد حناوي، وإخراج سالم سويد وبطولة زهير عبد الكريم، وتولاي هارون، ووائل شريفي، ورنا حيدر، ورشا رستم ومظهر جروج.

لم ينته بعد
يختلف مسلسلا «مذنبون أبرياء» و«صدر الباز» عن سابقيهما، إذ إن العملين لم يختتما بعد عمليات التصوير التي مازالت مستمرة وربما تمتد شهراً آخر وربما أكثر.
الشركة المنتجة للعمل الأول الذي يخرجه أحمد السويداني قالت إنها تعمدت تأجيل عرض عملها إلى ما بعد رمضان ليحظى بفرص عرض أكبر نظراً للقصة الجميلة والمثيرة والمشوّقة التي يتمتع بها النص، حيث يتألف العمل الاجتماعي البوليسي من عدة فصول، ويعالج في خباياه قضايا المخدرات والجاسوسية والمؤامرات والمافيا، علماً أن عملها يتألف من عدة فصول وقد تم تصوير فصلين منهم.
وترصد تفاصيل المسلسل صراعاً بين مافيا المخدرات وما خلفها من قوة خفية من ناحية، وإدارة مكافحة المخدرات من ناحية أخرى في عدة أماكن، مبيناً بعض طرق حياكة المؤامرات وتسرب الجواسيس ووصولهم لأماكن حساسة.
ويضمّ العمل نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: جيهان عبد العظيم، ورنا أبيض، وعامر علي، ومحمد قنوع، وجيني إسبر، ومحمد حداقي، وميسون أبو أسعد، وخالد القيش، وعلا باشا، وباسل خليل، وإسماعيل مداح، وأريج خضور، وعلا باشا وغيرهم.
أما العمل الثاني فقد تأخر في دخول التصوير، وعدم لحاقه بالركب الرمضاني أمر طبيعي، وهو من إخراج تامر إسحق وبطولة سلوم حداد، وأسعد فضّة، وفايز قزق، وصباح الجزائري، ومحمد حداقي، وأندريه سكاف، وطارق مرعشلي، وروعة ياسين، وووفاء موصللي، وتدور أحداثه في دمشق، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في منطقة كانت تسمى «صدر الباز»، وهي كناية عن منطقة «ساحة الأمويين» في دمشق المعاصرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن