سورية

اقتحم القاطرجي وباب النيرب … تحرير 65 بالمئة من شرق حلب

| حلب- الوطن

عمّق الجيش العربي السوري الانهيارات في صفوف مسلحي حلب وأرغمهم أمس على الانسحاب من أحياء كرم ميسر وجورة عواد وضهرة عواد من مناطق سيطرتهم جنوب شرق المدينة وسيطر على مساحات واسعة من حي كرم القاطرجي أهم معقل لجبهة النصرة التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام»، ولتتجاوز المساحة التي استردها من المسلحين منذ استئناف عمليته العسكرية في 20 الشهر الماضي أكثر من 65 بالمئة من مناطق سيطرة المسلحين.
واستهل الجيش بمؤازرة حلفائه إنجازاته الميدانية، متقدماً من حي الحلوانية والسكن الشبابي، بالسيطرة على مستديرتي الجزماتي والحلوانية الإستراتيجيتين اللتين قادت وحداته إلى أوتوتستراد المطار مقابل مساكن هنانو، التي استردها في 24 الشهر الفائت، وليؤمن نصف الأوتستراد على الرغم من أن النصف الآخر تحت سيطرته لكن يحتاج إلى تأمين محيطه بشكل تام، كما قال مصدر ميداني لـ«الوطن».
وبيّن المصدر، أن الجيش استكمل تقدمه داخل حي كرم ميسر، الذي سيطر على أجزاء منه السبت إثر تحرير حي كرم الطراب وكرم الجزماتي غرب مطار النيرب العسكري وحلب الدولي أقصى شرق المدينة، وليفرض هيمنته على كامل كرم ميسر الذي سيقوده إلى عمق مناطق سيطرة المسلحين داخل الشطر الجنوبي الشرقي منها.
وقال المصدر: إن الجيش واصل تقدمه من حي طريق الباب نحو حيي ضهرة عواد وجورة عواد على مشارف حي الشعار الذي يعد أهم معقل لـ«فتح الشام» حيث خاض اشتباكات مع مقاتليها والمسلحين المتحالفين معها وكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح اضطرتهم للانسحاب من ضهرة عواد وجورة عواد وليصبح الشعار في مرمى أسلحته الفردية والمتوسطة.
ودك الجيش مواقع ومراكز المسلحين في حي الشعار وحي كرم الجبل المجاور له، والذي سبق أن أحرز تقدماً فيه من طرف منطقة العرقوب الأسبوع الماضي، ما أجبر الكثير من المسلحين على الفرار من الحيين نحو كرم القاطرجي، بحسب قول مصادر أهلية لـ«الوطن».
وأضاف المصدر: إن الجيش انتهز فرصة تراجع الروح المعنوية للمسلحين إلى الحضيض جراء خسارتهم أحياءهم الواحد تلو الآخر وفي زمن قياسي وانهيار خطوط دفاعهم المتقدمة في الأجزاء الشرقية من الأحياء الجنوبية الشرقية، وتابع تقدمه نحو حي كرم القاطرجي وسيطر على أجزاء واسعة منه ومنها مستديرة الحي الشمالية قبل أن يهيمن على كامل حي كرم الطحان المجاور.
ويعد كرم القاطرجي أهم حي على الإطلاق لـ«النصرة» كونه يضم محكمتها «الشرعية» والسجن الرئيسي داخل مشفى العيون والذي بات تحت سيطرة الجيش مساء أمس والذي تقدم باتجاه حي باب النيرب المجاور له وسيطر على مستديرة الحاووز فيه.
وعلمت «الوطن» من مصادر أهلية داخل مناطق سيطرة المسلحين جنوب شرق حلب أنهم أخلوا سبيل معظم موقيفهم في سجونهم وخصوصاً سجن مشفى العيون في حي القاطرجي وسجن الطبابة الشرعية في حي جب القبة بحلب القديمة وساقوهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات القتال مع الجيش العربي السوري.
وقال رئيس المكتب السياسي لميليشيا «فاستقم كما أمرت» إن قائد ميليشيا «جيش حلب» الذي تم تشكيلها مؤخراً عبد الرحمن نور أصيب بجروح خطرة وأنه سيتم تكليف شخصية أخرى بقيادة الميليشيا. وأكد مسؤول من ميليشيا «الجبهة الشامية» التي ينتمي لها نور إصابته يوم السبت.
وجراء خسائر المسلحين المتتالية وبخاصة أمس، تبادلوا الاتهامات فيما بينهم بالعمالة والتفاوض سراً مع الجيش العربي السوري بغية تسوية أوضاعهم والخروج إلى مناطق سيطرته في الأحياء الغربية من المدينة أو مغادرة الأحياء الشرقية نحو الريف وعبر معابر يجري التفاوض بشأنها على الرغم من إعلان ميليشيات لواشنطن رفضها التفاوض على الانسحاب مما تبقى من مناطق سيطرتها جنوب شرق المدينة، وهو ما دفع «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) وميليشيا «كتائب أبو عمارة» لمداهمة مقرات «جيش الإسلام» و«فيلق الشام» في بستان القصر وأحياء أخرى صادرتا منها أسلحة وذخائر واعتقلت قادة ميدانيين مثل الملقب بـ«أبو عبدو الشيخ» من «جيش الإسلام».
وبينما خصصت الحكومة السورية معبراً إنسانياً جديداً عند سوق الخبز بحي المشارقة غربي المدينة للمدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين شرقها ويؤدي إلى طريق حلب دمشق، منع المسلحون الأهالي من تجاوز خطوط التماس نحو الأحياء الآمنة وهددوهم بالقتل بالتزامن مع إلقاء حوامات الجيش السوري منشورات على الأحياء الجنوبية الشرقية من المدينة تدعو فيها المسلحين إلى ترك سلاحهم وتسوية أوضاعهم والسماح للمدنيين المرضى والجرحى بالخروج من أحيائهم.
ونجح عدد من المسلحين في الوصول إلى نقاط تمركز الجيش العربي السوري من أحد أحياء شرق المدينة وسلموا أنفسهم له على حين أطلق زملاء لهم 12 صاروخ على بلدتي نبل والزهراء شمال حلب من القرى المجاورة وتسببوا بجرح 9 مدنيين بينهم 3 أطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن