رياضة

من مأمنه يؤتى الحذر

| خالد عرنوس

ليلة عاصفة عاشها ملعب برنابيه الخاص بالنادي الملكي في العاصمة الإسبانية مدريد أمسية السبت وكادت تقض مضجع زيزو ربان الريال الجديد إلا أنها جاءت احتفالية بطريقة هيتشكوكية أدهشت الجميع وأبهرت كل من تابعها، أما المناسبة فلم تكن أكثر من مباراة اعتيادية لزعيم الليغا استضاف فيها ديبورتيفو لاكورونيا ضمن الجولة الخامسة عشرة من الدوري.
إلا أنها تحمل أهمية قصوى للجيل الحالي من غالاكتيكوس (فلورنتينو بيريس) وعلى رأسه المدرب زين الدين زيدان فعدم الخسارة فيها يعني رقماً قياسياً لهؤلاء وهو الوصول إلى 35 مباراة دون هزيمة وهو ما توقعه الجميع بل بسهولة بالغة ولاسيما أن الديبور لم يستطع فعلها (الفوز على الريال) منذ ما يقرب من 12 عاماً حتى إن شباكه تطرزت من كثرة أهداف الميرينغي.
ولهذا وذاك ارتكب زيزو خطاً كاد يكلفه الكثير، فقد أراح رونالدو وبنزيمة ومودريتش ومارسيللو بحثاً عن راحتهم قبل دخول منافسات مونديال الأندية يوم الخميس القادم، ويفتقد الريال بالأساس الجناح غاريث بيل بسبب الإصابة وعلى الرغم من كل هذه الغيابات سارت الأمور كما يحب أنصار الريال وإن تأخرت الأهداف حتى مطلع الشوط الثاني بتسديدة رائعة من موراتا، ولأن لاعبي الديبور أرادوا إفساد احتفالات الملكي فقد كان لهم رأي آخر فردوا سريعاً بهدفين على طريقة اللدغ عبر اللاعب خوسي سامارتين.
تقدم لاكورونيا بالنتيجة جعل المدريديين يضربون أخماساً بأسداس واستعمل زيزو كل الأوراق المتاحة في جعبته ولأن القدر شاء ألا يخذل النابغة الفرنسي فقد حملت الدقائق الأخيرة هدف التعادل بـ(كتف) أحد رهاناته (ماريانو دياز) الشاب الآتي من الدومينكان، وجرياً على عادته في الكثير من المباريات وآخرها الكلاسيكو نجح راموس بخطف هدف الفوز برأسيته التي حملت الفرحة لكل الرياليين وكأنهم فازوا بالليغا!.
النتيجة بأحكام كرة القدم جاءت عادلة ولكنها كانت جائرة بالسيناريو، فالقائد راموس كان معرضاً قبل لحظات من تسجيله هدف الفوز للطرد لاعتدائه على أحد مدافعي الديبور ولكن لأن الريال (لا يظلَم) في بلاد الثيران فقد مرت الحادثة كغيرها على الحكم مرور الكرام (وحتى لا يزعل عشاق الريال فلاعبو البرشا أيضاً لا يطولهم العدل في حالات مشابهة).
المهم في النهاية أن زيزو المدرب القادم إلى عالم الكبار ارتكب هفوة كادت تتحول إلى خطيئة لكن قدره أن ذلك لم يحدث ومن المؤكد فإن أولئك الذين كانوا سيهاجمونه في حال الخسارة سيطلقون عليه لقب العبقري، ولم لا وتبديلاته جاءت بالفوز المؤزر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن