سورية

حلفاء سورية شوكة في حلق «المعارضات»

لم يكن امتعاض الائتلاف المعارض من تصريحات الرئيس الروسي التي جدد فيها تأكيد دعم بلاده لسورية وقيادتها، مفاجئاً، إذ لطالما شكل موقف موسكو وغيرها من البلدان الداعمة لسورية شوكة في حلق «المعارضات» السورية وخصوصاً منها «معارضات» الفنادق.
فمن الطبيعي أمام الفشل الذي منيت به تلك المعارضات في محاولاتها لإسقاط سورية، أن يأتي الناطق السابق باسم الائتلاف المعارض لؤي صافي ليعتبر أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أكد فيها دعمه للرئيس بشار الأسد للقيام بإصلاح سياسي «تعكس الخيارات القليلة التي تملكها روسيا حالياً في الملف السوري».
ولعل أكثر ما يثير حنق الائتلاف وغيره من المعارضات هو ثبات موقف الدول الداعمة لسورية على ما هو عليه طيلة سنوات الأزمة التي تمر بها البلاد، في مقابل التلون في مواقف الدول الداعمة لتلك المعارضات وأدواتها على الأرض.
فبينما بدا دعم حلفاء دمشق لها ملموساً وعلى جميع الصعيد في مواجهة ما تتعرض له، كانت الدول الراعية والممولة والداعمة للائتلاف وغيره من معارضات ولأدواتها على الأرض من مجموعات إرهابية، تقدم دعمها بشكل محسوب وللغاية، ويمكن القول في هذا الإطار، إن هذا الدعم يهدف إلى «استمرار» الوضع على ما هو، وليس «انتصار» تلك المعارضات وأدواتها، لكن ما يدعو للأسف عدم وجود عقلاء في تلك المعارضات يستطيعون فهم ما يريده هؤلاء الداعمون من تفتيت ودمار لسورية، أو أنهم يفهمون ذلك ولكن أهدافهم تتلاقى مع أهداف داعميهم.
من ثم، فإن ما يجدر بتلك المعارضات الالتفات إليه هو أن دولاً في الخليج العربي تشدقت على مدار أربع سنوات ماضية ولاتزال بدعمها لـ«الشعب السوري»، لكنها في الوقت نفسه لم تستقبل نازحاً سورياً واحداً من آلاف النازحين الذين فروا إلى خارج البلاد جراء الوضع المتوتر فيها، لا بل أغلقت تلك الدول حدودها أمام السوريين.
وجاءت تصريحات الرئيس بوتين بأن روسيا «مستمرة بدعم الرئيس الأسد ونظامه»، وأن دعمها له نابع من القلق من تكرار السيناريو الليبي والعراقي في سورية، ودعوته الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى محاربة تنظيم داعش وغيره، وإعلانه عن استعداده التوسط مع الأسد لإجراء إصلاح سياسي تشارك فيه المعارضة السورية، ليقضي على أي تكهن مهما كانت نسبته بأن موسكو ربما تغير من موقفها تجاه سورية، الأمر الذي يدفع «المعارضات» وداعميها إلى توجيه الاتهام لموسكو بأنها تقرأ بشكل خاطئ الوضع في سورية، وفقدانها الحماس في الثبات على موقفها. لا بل ذهاب صافي إلى ابعد من ذلك بالاعتقاد بأن موسكو «ربما تبحث بهدوء إلى ربط سياستها بسياسة دول إقليمية ذات تأثير في الملف السوري، ولعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يكون مرشحاً للعب مثل هذا الدور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن