سورية

رداً على مدير الـ«سي. آي. آيه» .. موسكو: «التحالف» لم يستهدف داعش وإنما دمّر البنى التحتية السورية

ردت موسكو بقوة على تصريحات مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي. آي. آيه) جون برينان التي اتهم فيها روسيا بالقيام بأعمال عسكرية «متهورة» أدت إلى مقتل أعداد كبيرة من السوريين، معتبرة أن واشنطن هي من تقوم بمثل هذه الأعمال في مختلف دول العالم، واتهمت «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب التنظيم المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية بالإفساح في المجال للتنظيم بجني عشرات ملايين الدولارات شهرياً، وتجنيد مقاتلين جدد في صفوفه، من خلال عدم قصف آبار النفط التي استولى عليها في سورية.
وتعليقاً على اتهامات برينان لروسيا، لفت المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الروسية إلى أن الهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين أودى بأرواح أكثر من 200 ألف مدني.
وأعاد كوناشينكوف إلى الأذهان أن القوات الأميركية استخدمت أثناء الحملة العسكرية التي شنتها في فيتنام في الأعوام 1962-1971 أكثر من 100 طن من مادة تحمل اسم «العامل البرتقالي» وكانت تقضي على كل إثر للحياة في مناطق استخدامها، مشيراً إلى أنه لم يتحمل حتى الآن أحد من القادة العسكريين في البنتاغون المسؤولية عن جريمة الحرب هذه.
واستطرد المتحدث قوله بالتذكير: إن الحروب التي شنتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية خلال العقود الماضية في كل من يوغسلافيا والعراق وأفغانستان وليبيا لم تسفر إلا عن تدمير البنى التحتية في هذه الدول.
وأشار إلى أن أكبر الشركات الأميركية القريبة من «البنتاغون» هي من سعت بالدرجة الأولى إلى لعب دور أكبر في إعادة إعمار هذه الدول، أي جني الأرباح الطائلة من وراء ذلك. وتطرق المتحدث إلى دور الولايات المتحدة في الأزمة السورية، لافتاً إلى أن طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن كان يدمر بشكل ممنهج منذ عام 2012 البنى التحتية الاقتصادية في هذه الدولة، بغية إلحاق أكبر ضرر ممكن بالحكومة السورية الشرعية، وذلك بصرف النظر عن تداعيات هذه السياسة على المواطنين السوريين، التي أدت في نهاية المطاف إلى هجرة الملايين.
وأعرب كوناشينكوف عن استغرابه من أن الغارات التي شنها طيران التحالف استهدفت جميع مناطق سورية، باستثناء تلك التي فيها المواقع النفطية التي استولى داعش عليها، ما أتاح للتنظيم جني عشرات ملايين الدولارات شهرياً، وتجنيد مقاتلين جدد في صفوفه. وشدد على أن الولايات المتحدة ستجبر على تحمل مسؤوليتها عن كل ذلك آجلاً أو عاجلاً.
وفي الوقت نفسه، أشار كوناشينكوف إلى النتائج التي أحرزتها روسيا في الملف السوري، مؤكداً أن أهم هذه النتائج هو التوصل إلى اتفاق على إعلان وقف إطلاق النار بين الحكومة و«المعارضة»، بدءاً من 30 كانون الأول وبدء التحضيرات للمفاوضات السورية السورية في العاصمة الكازاخستانية أستانا. ولفت إلى أن هذا الاتفاق تم التوصل إليه برعاية روسيا وإيران وتركيا فقط، من دون الإدارة الأميركية.
وفي وقت سابق، ذكر مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية في حوار مع إحدى القنوات الأميركية في إقرار بفشل بلاده في جر الروس نحو تبني موقفها القاضي بتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة، أن الولايات المتحدة أجرت محادثات مع روسيا بهدف إقناعها بأن الرئيس الأسد «جزء من المشكلة وليس جزءاً من حلها». واستدرك مقراً بفشل واشنطن: «للأسف، نظر الروس إلى كل المعارضة السورية على أنها إرهابية»، ومضى قائلاً: «لذلك، أقدمت روسيا على هذه الأعمال العسكرية الجريئة للغاية، والمتهورة حسب نظري، التي أدت إلى مقتل أعداد كبيرة من السوريين».
وكرر برينان في الحوار، الذي نقل موقع «روسيا اليوم» مقتطفات منه، الاتهامات التي سبق أن ساقتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بحق العملية العسكرية الجوية الروسية في سورية. مشيراً إلى أن روسيا اتبعت سياسة «الأرض المحروقة» في هذه العملية، التي أدت إلى «الدمار ومقتل آلاف وآلاف من المدنيين». وإذ اعتبر أن القيادة الروسية «تلعب وفقاً لقواعدها الخاصة» على مستوى السياسة الدولية، ولا تخضع للقواعد التي تستعملها الولايات المتحدة لحل الصراعات العسكرية، ذكر أن «الولايات المتحدة، لم ولن، تفعل في الصراعات العسكرية ما فعله الروس في سورية»، متجاهلاً حصيلة أكثر من سنتين من قصف طائرات التحالف الدولي تحت قيادة واشنطن، الذي أسفر عن مقتل آلاف الأبرياء وتدمير البنية التحتية في مناطق واسعة من شرقي سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن