سورية

حتى الآن.. نصف مليون زاروا أحياء حلب المدمرة

| حلب – الوطن

أقبل سكان حلب على زيارة الأحياء المدمرة شرقي المدينة بشكل لافت بعد استعادتها من المسلحين، ما عده بعضهم نوعاً من السياحة الداخلية التي كادت تنعدم بسبب الحرب التي استمرت نحو أربع سنوات ونصف السنة.
ومنذ استرداد الشطر الشرقي من المدينة في 22 الشهر الفائت، ارتاد الأهالي المناطق التي حرموا من زيارتها والمدمرة بشكل شبه كامل لاستكشافها والإطلاع على معالمها الجديدة غير المألوفة عبر موجات كثيفة لا يوقفها سوى حلول الليل لانعدام وسائل الإنارة فيها.
وعلى حين استقطبت الأحياء الشعبية أغلبية قاطنيها المهجرين عنها لتفقد أحوال ممتلكاتهم ومعرفة ما حل بها من دمار، استحوذت المدينة القديمة التي غدت أثراً بعد عين على معظم الزوار الذين راعهم ما حل بأسواقها التاريخية المسقوفة التي حرقت عن بكرة أبيها بما فيها من خانات وحمامات وبيمارستانات وقيثاريات ومقامات ومدارس دينية أثرية وبيوت عربية تقليدية. وعكف الزوار على التقاط الصور التذكارية أمام أوابد أثرية شكلت ذاكرة المدينة على مر عقود مثل قلعتها التاريخية التي اجتذب محيطها أعداداً كبيرة من المرتادين الذين قضوا أمسياتهم الجميلة في مقاهيها المحروقة والمتداعية، ووجد الكثير منهم وقتاً لتصوير شرائط فيديو على أجهزتهم النقالة وكاميراتهم الرقمية كنوع من الذكرى فرحين بتوحيد مدينتهم التي عانت ما عانت من ويلات الحرب.
وقدر صاحب مطعم قرب القلعة لـ«الوطن» أعداد الوافدين إلى محيطها بأكثر من نصف مليون زائر في الأسابيع الثلاثة الماضية «الأمر الذي يوجب على وزارة السياحة ومحافظة حلب الإفادة من هذه الوجهة السياحية الجديدة بدل التفرج على الظاهرة والنأي بالنفس عما يحدث»، وطالب بتوفير بعض الخدمات الأساسية في هذه المقاصد السياحية وتوجيه الزوار بما يخدم الأهداف المرجوة من خطط الوزارة لإعادة ترميمها.
ورأى زوار التقتهم «الوطن» خلال جولتهم في المدينة القديمة أن انعتاقهم من مساحة الأحياء الغربية الضيقة من المدينة شكل أهم عامل لخروجهم منها وحجهم إلى شقها الشرقي على شكل جماعات «للترويح عن النفس لتفقد حجم الكارثة التي حلت بها»، وفق قول أحدهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن