بنكهة البنّ والشوكولاتة

غانم محمد

بنكهة البنّ وبلون الشمس انطلقت أمس في الغابون منافسات العرس الإفريقي بكرة القدم والذي دائماً ما يحمل لنا من متعة الفرجة الشيء الكثير، ويبدأ اليوم عرب إفريقيا مشوارهم في هذا الكرنفال الكبير عبر بوابة المجموعة الثانية والتي فيها منتخبا الجزائر وتونس فيما يبدأ منتخب المغرب مشواره غداً ومصر تبدأ رحلتها بعد غد، والمنتخبات العربية الأربعة مطالبة بترسيخ الحضور العربي الطيّب في بطولات القارة السمراء، وإن كان العديد من المنتخبات الأخرى قد سبقتها من نواحٍ مختلفة، ونأمل ألا يكون التمثيل العربي في الدور الثاني محدوداً.
البطولة باتت تجذب من المتابعة ربما أكثر مما تجذبه كوبا أميركا من وجهة نظر الكثيرين الذين يضعونها في المرتبة الثالثة بعد كأس العام واليورو والسبب في ذلك يعود إلى سطوع نجم العديد من النجوم السمر في الدوريات الأوروبية الكبرى، حيث استفادت معظم منتخبات القارة من حضور لاعبيها في هذه الدوريات واحتكاكهم مع نجوم العالم وخوضهم منافسات كبيرة وقوية مع أنديتهم وخضوعهم لبرامج تدريبية متطورة، وإن كانت هذه البطولة تزعج الأوروبيين وخاصة الأندية التي فيها أكثر من لاعب إفريقي إذ لا تستطيع سدّ الفراغ الذي يتركه هؤلاء النجوم..
وبالعودة للمنتخبات العربية الحاضرة في مونديال إفريقيا فإن الجزائر تمتلك نخبة من لاعبي الدوريات الأوروبية وقد تكون هي الأقدر على لعب دور البطولة في هذا الحدث وقد اعتادت أن تقدّم مستويات كبيرة وإن ابتعدت النتائج أحياناً عن مستوى الأداء ومن سوء حظّ الجزائر وتونس أنهما وقعا في مجموعة واحدة وقد يؤثران في بعضهما مع وجود منتخبين لهما شأنهما أيضاً هما السنغال وزيمبابوي، وتبدو مهمة المغرب صعبة نظرياً في المجموعة الثالثة التي تضمّ إلى جانبها ساحل العاج وتوجو وجمهورية الكونغو، وبنسب أقلّ تبدو مهمة مصر في المجموعة الرابعة إلى جانب مالي وأوغندا وغانا.
على كل حال، لا يمكننا التكهّن مسبقاً بأي نتائج لكن بإمكاننا الجزم أن المتعة ستكون حاضرة والمنافسة الملتهبة ستخيّم على أجواء هذا العرس.