سورية

مارياني: الرئيس الأسد هو رئيس البلاد.. وعلينا التعامل معه شئنا أم أبينا

| وكالات

أكد عضو الجمعية الوطنية الفرنسية تيري مارياني، أن سلطة الرئيس بشار الأسد في الوقت الراهن أكثر استقراراً مما كانت عليه قبل عام أو عامين وحتى قبل ثلاثة، معتبراً أن من الأفضل أن يركز الأوروبيون على تحقيق السلام في سورية بدلاً من «المناقشات الحادة حول المستقبل السياسي» للرئيس الأسد، وشدد على أن «زيارة الوفود البرلمانية الأوروبية إلى سورية، هي أمر إلزامي لرؤية الحقيقة».
وكان مارياني ترأس وفداً ضم إضافة له النواب اليمينيون نيكولا دويك وجان لاسال وزاروا مدينة حلب التي استعادها الجيش العربي السوري في الـ6 من الشهر الجاري، تعبيراً عن «تضامنهم مع مسيحيي الشرق» بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية، قبل أن يستقبلهم الرئيس الأسد، بعد ذلك بيومين.
وبعد عودتهم إلى فرنسا أجرت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية مقابلة مع مارياني، اعتبر فيها أن سبب الزيارة إلى حلب أن «من واجب البرلمانيين أن يكون لديهم رأيهم الخاص، وخاصة في القضايا المثيرة للجدل، وذلك من أجل الاعتماد على رؤية الواقع». وأضاف: «لهذا زرت أنا وزملائي سورية لتكوين صورة عن أوضاع حلب، ولاسيما أن الكثير من المعلومات الخاطئة تروَّج في فرنسا وأوروبا عامة حول الأحداث في هذه المدينة. لهذا كان هدفنا الأول وقبل كل شيء هو استكشاف الحقيقة».
وحول تقييمه للأزمة السورية، قال مارياني وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم» عن الصحيفة: تدور مناقشات حادة في أوروبا حول المستقبل السياسي للرئيس السوري بشار الأسد، في حين أن من الأفضل، بحسب رأيي، التركيز على تحقيق السلام، لأن هذا بالدرجة الأولى يستجيب لمصلحة السوريين، حيث يستمر الموت في حصد أرواحهم معتبراً أن مسألة مصير (الرئيس) الأسد لا ينبغي ربطها بمسألة تسوية النزاع، وأن سلطة (الرئيس) الأسد في الوقت الراهن أكثر استقراراً مما كانت عليه قبل عام أو عامين وحتى قبل ثلاثة أعوام. وبطبيعة الحال يعود الفضل في ذلك، وإلى حد كبير، إلى مساندة روسيا وإيران له. واعتبر مارياني أن التعامل مع الأزمة السورية ممكن عبر مقاربتين: الأولى، تجد انعكاساً لها في النهج الذي تتبناه الولايات المتحدة وأوروبا، ومفاده أنه ما دام (الرئيس) الأسد على رأس السلطة في سورية، فإنه لا طائل من النقاش والحوار بشأن الأزمة السورية. وتساءل: «ولكن عمَّ أثمر هذا النهج؟ عن استمرار الحرب والمزيد من موت الناس، وليس هناك أي تغييرات، وبالطبع، من الممكن تفهم أولئك الجالسين في مكاتبهم المريحة في باريس، ويسمحون لأنفسهم بالتفكير على هذه الطريقة».
أما المقاربة الثانية، فلخصها بأن الرئيس الأسد «هو رئيس البلاد كيفما نظرنا إلى ذلك، ويجب علينا التعامل معه شئنا أم أبينا، لأن الدبلوماسية الحقة لا تعني التعامل فقط مع من يعجبك. ولهذا إنني أؤكد ضرورة أن تعمل فرنسا وكل أوروبا على تغيير نهجها في التعامل مع ملف التسوية السورية، وذلك من أجل وقف الحرب، وبعد ذلك الانتقال إلى مناقشة مصير (الرئيس) الأسد».
ورداً على سؤال حول احتمال أن يزور سورية برلمانيون من بلدان أوروبية أخرى، أو وفد أوروبي مشترك يمثل الاتحاد الأوروبي؟ أجاب مارياني: نحن نواجه حملة واسعة النطاق من التضليل الإعلامي بشأن ما يجري في سورية. على سبيل المثال، لو قرأنا الصحافة الفرنسية، فإنها ستترك لدينا انطباعاً بأن سكان حلب تعرضوا للإبادة الجماعية، وأن المدينة نفسها دمرت بالكامل. ولكن الحقيقة هي أن 15% فقط من المباني دمرت، وأن 20% منها تضررت، وأن كل ما تبقى بقي سليماً معافى. وتابع: أما ما يتعلق بالبشر، فلقد كان يسكن حلب قبل الحرب 3 ملايين شخص، في حين يسكنها الآن 1.5 مليون نسمة، إذ إن الأغلبية الساحقة منهم وبكل بساطة غادرت المدينة. في الوقت نفسه، قتل قرابة 35 ألف شخص، وأنا لا أقول إن هذا رقم صغير، ويبقى رقماً مؤلماً جداً وغير مقبول، حتى لو ارتبط بموت إنسان واحد. ولكن لا يمكن تقبل الأحاديث أيضاً حول مقتل 1.5 مليون شخص في حلب. ولعل هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي يمكن أن تخرج به، في حال قراءة الصحافة الفرنسية.
وختم تصريحه بالقول: «ولهذا السبب بالذات أؤكد أن زيارة الوفود البرلمانية الأوروبية إلى سورية، هي أمر إلزامي لرؤية الحقيقة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن