عربي ودولي

تظاهرات وغليان في البحرين وردود فعل دولية غاضبة تنديداً بإعدام ثلاثة شبان صدرت بحقهم أحكاماً تعسفية

تشهد البحرين حالة من الغليان الشعبي نتيجة إعدام سلطات النظام البحريني ثلاثة من معارضيها رغم نداءات عديدة بالتراجع عن أحكام الإعدام، فبعيد تنفيذ عمليات الإعدام، قام محتجون بحرق إطارات، بعد يوم من تظاهرات مماثلة جاءت في أعقاب انتشار أخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن قرب تنفيذ الإعدامات.
وشارك عشرات الرجال والنساء في التظاهرات التي جابت الشوارع. وردد المتظاهرون هتافات «كلا كلا للإعدام» و«يسقط حمد» في إشارة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. هذا وأكدت الخارجية الإيرانية أن قيام السلطات البحرينية بإعدام السجناء البحرينيين الثلاثة دليل على عدم رغبتها في إيجاد حلول سلمية للأزمة في البلاد ومواصلة اعتماد الحلول الأمنية ضد المعارضة السلمية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: «إن المحافل الدولية وحقوق الإنسان وجميع المنظمات المدنية في أقصى بقاع العالم قد أقرت بعدم عدالة سير المحاكمة للمواطنين الثلاثة».
وأضاف قاسمي: «من المؤسف أنه وفي الوقت الذي يؤكد الشعب البحريني وزعماؤه السياسيون والشخصيات الدينية والمحافل الدولية على تسوية الأزمة في البحرين عن طريق الحوار والتعاطي البناء فإن سلطات آل خليفة تسعى إلى التصعيد الأمني وفرض الضغوط على زعماء المعارضة وإعدام السجناء السياسيين وتسعى يوماً بعد آخر إلى إغلاق الطريق أمام أي حوار سياسي وجر البلد باتجاه المجهول» محملاً النظام البحريني مسؤولية تداعيات هذه الإجراءات.
من جهته أدان حزب اللـه حكم الإعدام التعسفي الذي نفذته سلطات النظام في البحرين أمس بحق ثلاثة شبان بذريعة «استهداف قوات الشرطة».
وقال الحزب في بيان: إن «هذه الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام البحريني والأنظمة العربية والدول الغربية التي تقدم له الدعم والحماية هي جزء من الجريمة الكبرى التي يرتكبها هذا النظام بحق الشعب البحريني من خلال مصادرة حقوقه القانونية والمدنية وفرض حالة من الإرهاب والقمع وصولاً إلى القتل الممنهج في السجون بالتعذيب ثم بالإعدام».
ولفت البيان إلى أن «الصمت المطبق الذي يعم العرب والعالم إزاء هذه الجرائم وتواطؤ وسائل الإعلام في تغييب هذا الإهدار لحياة الناس وكراماتها على أيدي النظام البحريني يجب أن يكون محل إدانة واستنكار كل القوى الحية في مجتمعاتنا وفي أمتنا ويجب أن يقابله أوسع حملة تضامن من الأصوات الحرة مع هذه الدماء البريئة ومع تضحيات الشعب البحريني المظلوم لإيصال صوته المقموع وكشف فظاعة الممارسات التي ترتكب بحقه».
بدوره استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان حكم الإعدام مؤكداً أنه يفاقم من حدة الأزمة في البحرين.
وطالب قبلان في بيان له النظام البحريني «بالتراجع عن إجراءاته التعسفية والقمعية بحق الشعب البحريني وقادته وعلمائه الذين يشكلون ضمانة أساسية لحفظ البحرين وضمان استقرارها».
وفي وقت سابق من صباح أمس نفذت سلطات النظام البحريني حكم الإعدام تعسفيا بحق ثلاثة شبان على الرغم من نداءات وجهها مدافعون عن حقوق الإنسان بأن المحكومين لم تتوافر لهم ظروف المحاكمة العادلة.
وكانت سلطات النظام البحريني وجهت إلى الشبان عباس السميع وسامي مشيمع وعلي السنكيس تهمة استهداف قوات الشرطة عام 2015 على حين أصر الشبان على براءتهم في حين أكدت العديد من المنظمات الحقوقية أنه تم انتزاع اعترافاتهم تحت التعذيب.
ونقلت وكالة أنباء النظام البحريني عما يسمى رئيس «نيابة الجرائم الإرهابية» أحمد الحمادي قوله «تم صباح اليوم (الأحد) تنفيذ حكم الإعدام في المحكومين عليهم الثلاثة المدانين في القضية الخاصة باستهداف قوات الشرطة»، مضيفاً إن «تنفيذ حكم الإعدام تم رمياً بالرصاص».
وفي ردود الأفعال على أحكام الإعدام بحق الشبان الثلاثة قالت مايا فوا مديرة مؤسسة «ريبريف» للدفاع عن حقوق الإنسان التي تتخذ من لندن مقراً لها في بيان نشر على موقع المؤسسة «إن عملية الإعدام تمثل خرقاً مهيناً للقانون الدولي» مضيفة: «إن الحكم صدر استناداً إلى اعترافات انتزعت بالتعذيب».
ويواصل نظام البحرين استهداف معارضيه في إطار محاولاته معاقبة البحرينيين على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي بدأت عام 2011 للمطالبة بإصلاحات شاملة والتي واجهتها سلطات النظام البحريني بأبشع أساليب القمع والاعتقال والانتهاكات.
وكانت محكمة التمييز البحرينية ثبتت الاثنين الماضي أحكام الإعدام بحق الأشخاص الثلاثة إضافة إلى أحكام بالسجن المؤبد بحق سبعة آخرين تتهمهم السلطات بـ«التورط» في القضية ذاتها فيما وجهت منظمات حقوقية نداء للأمين العام للأمم المتحدة للتدخل الفوري والعاجل للإفراج الفوري عنهم وإلغاء الأحكام القضائية بحقهم والكف عن تحويل حق الحياة من قبل السلطات البحرينية إلى أحد الحقوق القابلة للانتهاك بكل استخفاف بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان.
ومن بين المنظمات الموقعة على هذا النداء منتدى البحرين لحقوق الإنسان والجمعية البحرينية لحقوق الإنسان والمنظمة الأوروبية البحرينية لحقوق الإنسان والمنظمة البحرينية الألمانية لحقوق الإنسان والديمقراطية.
وتمنع السلطات البحرينية وكالات الأنباء العالمية من تغطية الأحداث في المملكة الخليجية بشكل مستقل.
وقال الناشط الحقوقي البحريني سيد أحمد الوداعي: «إنه يوم أسود في تاريخ البحرين»، مضيفاً إن تنفيذ الأحكام «جريمة شنيعة» و«وصمة عار».
ولفت ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن السلطات البحرينية استدعت عصر السبت عائلات المدانين الثلاثة وسمحت لهم بلقاء أبنائهم كل على حدة، في خطوة عادة ما تسبق تنفيذ حكم الإعدام.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن