ثقافة وفن

«عندنا في الإعلام: لا تتعب نفسك»

| يكتبها: «عين»

صحفي أم ضارب آلة كاتبة؟!
دفعني العمل الصحفي إلى أن أقرأ كثيراً!
كنت أقرأ نتيجة الفضول، وليس نتيجة لحب القراءة والمعرفة والسعي إلى تقديم نص متكامل ينشر في الصحافة، فإذا سمعت أن أبي قرأ مقالاً لمحمد حسنين هيكل في صحيفة الأهرام، سارعت لأخذ الصحيفة وقراءته لاكتشاف الدوافع التي كانت وراء قراءته من أبي..
وإذا سمعت أن أخي قرأ مسرحية «الملك هو الملك» لسعد اللـه ونوس أو «نهر الجنون» لتوفيق الحكيم سارعت لقراءتها، لأعرف لماذا يقول إن هذه المسرحية أجمل من تلك..
كنت أفعل ذلك إلى أن وقعت في الفخ، وصرت صحفيا!
أن تصير صحفيا، يعني أن تقرأ وتكتب وتتعامل مع مستجدات الحياة وتفاصيلها، وأن تختار نوع كتابتك، وأن تهتم بالقارئ ورأيه، إلا أن أخطر مرض يصيب الصحفي هو أن يكتب وهو وراء الطاولة من دون أن تدفعه الكتاب للتعرف على الحياة، أو أن يتعرف على طبيعة الموضوع الذي يكتب فيه، فلا يمكن أن يكون صحفيا ذلك الذي يجمع عدة مقالات ويعيد صياغتها في مقال جديد..

هذا يشبه ضارب الآلة الكاتبة!
الذي دفعني لكتابة هذه الزاوية، هو ما أشاهده في الصحافة اليومية، فهناك صحفيون يكتبون من دون أن ينتجو مادة كتابتهم، يجمعونها من عدة مقالات وينشرونها وكأنها لهم، فإنتاج المادة الصحفية يحتاج إلى مجموعة عناصر، أهمها المعلومات المتعلقة بها التي يفترض أن تكون جديدة، ومن المهم فيها أيضاً أن يبحث الصحفي عن حقائقها وخفاياها والتعرف على مختلف الجوانب المتعلقة بها..
ومن هنا جاء مفهوم «الاستقصائية» فالمادة التي أكتبها في صحيفة ما لا تعطيني هويتها ولا أعطيها هويتي إلا إذا بنيت على هذا المبدأ الذي أتحدث عنه. أما الرأي السياسي، والنقدي والثقافي، فيكون إنتاجه متدنيا عندما يبنى على التلخيص، ومبدأ الخاطرة، أليس من المهم أن نعرف أن الخاطرة جاءت من «الخاطر» أي إن شيئاً ما خطر على البال فراح يبحث عن مخرج؟..
ويقال: كتب التلميذ خاطرة عن الشتاء والثلج.. أي كتب ما جال في خاطره عن الشتاء والثلج، ولم يكتب مقالا عن الشتاء والثلج والحياة!!
السائل والمسؤول!

أثار سؤال المذيع جعفر أحمد للمعارض يحيى العريضي أسئلة وأجوبة كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والطريف أن بعض الذين أدلوا بدلوهم لم يشاهدوا تلك اللحظات!

قيل وقال
• إذا لجأت وزارة الإعلام لإطلاق محطات متخصصة جديدة، فلابد من الوصول إلى لحظة يتم فيها توزيع الفائض في تلك المحطات المفترضة!
• الصحافة الورقية الرسمية مثل الإذاعة والتلفزيون تحتاج إلى إعادة هيكلة، لكن لا أحد يحكي عنها لأنه لا أحد يقرؤها!
• برامج التلفزيون والإذاعة عن اجتماعات أستانة كانت كلها حوارية، لكن ما يجري فيها لم يكن حواراً بين طرفين يبحثان عن توافق رأي!
• في التلفزيون تحتاج الأقنية التلفزيونية، مثل أقنية الرأي، إلى مياه عذبة تنتج خيرات للناس!

مفهوم الترويج!
مفهوم الترويج في الإخبارية السورية يبحث عن هوية.. المحاولات مهمة وكثيرة ولكن لا داعي أبدا لوقوف المقدمين مدهوشين أمام الكاميرا.. مقاطع البرامج أحلى!

ع الإف. إم!!
• إذاعة شام إف. إم تبث على شريط الشاشة ماهب ودب من العبارات، لكن أحلاها تلك التي ظهرت قبل أيام: حافية القدمين.. مسكين كاظم الساهر!
• إذاعة المدينة إف. إم تفتح ملفات على غاية السخونة، ولابد من الانتباه إلى استجابة المؤسسات للقضايا التي تطرح في هذه المحطات الإذاعية!
• إذاعة فرح إف. إم سرقت المستمعين من هواة النوع ببث أغنيات لأم كلثوم في وقت محدد، وإذاعة شام سرقت من يحب حليم حافظ أما إذاعة دمشق فتصر على أغنية بالفلا جمال ساري.. وغيرها كثير..!
• إذاعة نينار إف إم؟ تتميز بعبارتها السياسية: تحيا سورية!

انتباه!
بثت الإخبارية السورية خلال الأسبوع الماضي فقرات غرافيك عن حرب الكوريتين والحرب العالمية الأولى وحرب فيتنام.. والمعلومات التي وردت سطحية تغيب فيها طبيعة الفكرة بل تبرئ مشعلي الحروب من إشعالها إذا استمر التعاطي بطريقة حيادية منقولة عن الإنترنت!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن