سورية

دعا إدارة ترامب لتوضيح مواقفها من «الآمنة».. والعرب لمحاصرة داعش اقتصادياً .. لافروف يدعو الأمم المتحدة للإسراع في عقد جنيف ويعرب عن استعداد بلاده لمناقشة الأفكار الأميركية حول التسوية في سورية

| وكالات

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس عن بدء الآلية الثلاثية التي أنشأتها روسيا وتركيا وإيران للرقابة على الهدنة في سورية، ودعا الأمم المتحدة إلى الإسراع في تنظيم جولة جديدة من محادثات جنيف.
وبينما أعرب لافروف عن استعداد بلاده لمناقشة الأفكار الأميركية حول التسوية بسورية، بما فيها إمكانية إقامة «مناطق آمنة»، وطالب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن توضح مواقفها بهذا الشأن، اعتبر وزير الخارجية الإماراتي عبد اللـه بن زايد آل نهيان، أنه من المبكر اتخاذ قرار نهائي بشأن اقتراح إنشاء مناطق آمنة في سورية.
وحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» قال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي عبد اللـه بن زايد آل نهيان على هامش افتتاح الدورة الرابعة لمنتدى التعاون الروسي العربي أمس في العاصمة الإماراتية أبو ظبي: إن موسكو مستعدة لمناقشة الأفكار الأميركية حول التسوية بسورية، بما فيها إمكانية إقامة «مناطق آمنة» لمساعدة النازحين، لكنه طالب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن توضح مواقفها بهذا الشأن.
وأعاد إلى الأذهان أن فكرة «المناطق الآمنة» تم طرحها، في إحدى المراحل الأولى للأزمة السورية، عندما كان أصحاب هذه الفكرة ينوون تكرار التجربة الليبية التي تم في سياقها إقامة «منطقة آمنة» في محيط بنغازي، حيث كانت تتمركز القوات المعادية للحكومة، إضافة إلى تشكيل حكومة موازية، على حين هرع حلف الناتو لمساعدة هذه الحكومة البديلة، وأسقط نظام القذافي، انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي».
وأضاف: «أما اليوم، فلا أرى في أفكار واشنطن محاولة للسير في هذا الطريق. وكان هذا الطريق مؤسفا جدا، وفي نهاية المطاف، أدرك الجميع ذلك، ونحن مازلنا حتى اليوم نحاول مساعدة الليبيين في استعادة وحدة أراضي بلادهم».
واعتبر أن الإدارة الأميركية بطرحها هذه الفكرة، تولي الاهتمام، بالدرجة الأولى، بتقليص عدد اللاجئين، الذين يتوجهون من الشرق الأوسط إلى الدول الغربية.
بدوره، قال وزير الخارجية الإماراتي: إن من المبكر اتخاذ قرار نهائي بشأن اقتراح إنشاء مناطق آمنة في سورية. وتابع: إن اجتماع أستانا أكد أنه يمكن حل الأزمة السورية، ويجب مضاعفة جهد الأمم المتحدة للاستفادة من نتائج هذه الاجتماعات.
وبشأن اجتماع أستانا الذي عقد مؤخرا، قال لافروف: إنه كان يرمي إلى توفير الظروف المواتية للتفاوض المباشر بين طرفي النزاع بفضل ضمان وقف إطلاق النار.
وأكد أن إمكانية الانضمام لاتفاق الهدنة مفتوحة أمام جميع الراغبين، عدا «داعش» والنصرة».
وذكّر بأن فصيليْن من «الجبهة الجنوبية» التي تنشط في ريف درعا، قررا، قبل انعقاد الاجتماع بأيام عدة، الانضمام لاتفاق الهدنة، مشيدا في هذا الخصوص بالمساعدة التي قدمها الأردن. وتابع، قائلاً: «إننا نأمل في زيادة عدد الفصائل المسلحة التي تنضم إلى هذه الاتفاقات».
ولفت لافروف إلى أن الإعلان عن انعقاد اجتماع أستانا، بحد ذاته، دفع بالأمم المتحدة إلى الإعلان عن موعد استئناف المفاوضات في جنيف، في 8 شباط، ومن ثم تم تأجيلها إلى 20 من الشهر نفسه. وأعرب الوزير الروسي عن أمله في ألا يتم تأجيل انطلاق المفاوضات مجددا.
وفي مستهل المنتدى كان لافروف قال: إن الهدنة في سورية صامدة بشكل عام، لكنه، شدد على ضرورة الدعم العربي للمبادرة الروسية الخاصة بفرض الحصار الاقتصادي التجاري على المناطق التي مازالت تحت سيطرة تنظيم داعش، وذلك وفق المادة 41 في ميثاق الأمم المتحدة.
كما أعلن وزير الخارجية الروسي أن الآلية الثلاثية التي أنشأتها روسيا وتركيا وإيران للرقابة على الهدنة في سورية قد بدأت العمل، مؤكداً صمود نظام وقف إطلاق النار بشكل عام. وكانت روسيا وتركيا وإيران قد أنشأت آلية بدأت بالرقابة على تطبيق نظام وقف إطلاق النار».
وذكّر بأن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع أستانا، يضم موقفا يؤكد ضرورة إشراك كافة فصائل المعارضة المسلحة، التي انضمت للهدنة، إلى المفاوضات السياسية.
وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أن نظام وقف إطلاق النار لا يشمل تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة». وشدد على تطبيق هذا المبدأ تجاه «النصرة» مهما كانت التسميات الجديدة التي يطلقها التنظيم على نفسه.
واستطرد، قائلاً: «إننا ننطلق من أن أي نظام لوقف الأعمال القتالية لا يشمل «داعش» و«النصرة»، مهما كانت تسمياتهما، إذ غيرت «النصرة» اسمها مجددا. ولقد شددنا على هذا المبدأ بوضوح خلال لقاء أستانا. وأعرف أن جامعة الدول العربية تشاطرنا هذا الموقف، ونحن نعمل في هذا المجال كجبهة موحدة». وأوضح لافروف أن أستانا أصبحت منصة إضافية لعملية التسوية في سورية، لكنها لا تشكل بديلا لعملية جنيف.
وأضاف: «مازلنا نعتقد أن على أصدقائنا في الأمم المتحدة الإسراع والكف عن تأجيل استئناف المفاوضات. أما نحن فسنحتفظ بمنصة أستانا للرقابة على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها، خلال اللقاء الأول، بمشاركة الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة».
وحسب صيغة المنتدى المتفق عليها وفق المذكرة الخاصة بإنشاء المنتدى في العام 2009، يشارك في الاجتماعات: وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بصفته رئيس الوفد الروسي، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء خارجية ترويكا مجلس الجامعة على المستوى الوزاري (البحرين وتونس والجزائر هذا العام)، وكذلك موريتانيا بصفتها الدولة التي استضافت القمة العربية الأخيرة، والإمارات، التي تستضيف اجتماعات المنتدى هذا العام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن