رياضة

نار وبنزين..!

| مالك حمود

من الطبيعي أن يكون حديث المال في أيامنا هذه جذابا للكثيرين حتى لو كان على مبدأ (تفاءلوا بالخير تجدوه) على اعتبار أن (الدراهم كالمراهم تضعها على الجرح ليشفى).
ولكن حتى الآن لم أعرف جرح اتحادنا الكروي الذي أصدر حزمة قرارات انضباطية حتى تعود عليه بالمال.!
فهل هو المآل؟!
لست ضد اللوائح الانضباطية والتشدد بها مادامت تعمل لتكريس الروح الرياضية بشتى أشكالها وألوانها بدءا باللاعبين مرورا بالمدربين والإداريين وانتهاء بالمتفرجين.
ولعل المال يكون قادرا على ضبط الشطط الصادر من مختلف مفاصل اللعبة على اعتبار أن العقوبات المالية تمسك بالمعاقب من (يده التي توجعه) ويمكن أن تشكل عليه الضغط الكفيل بالردع وعدم تكرار المخالفة، لكن الخوف من أن تكون لتلك العقوبات مضاعفاتها ومنعكساتها السلبية.
نقدر حرص اتحاد كرة القدم على التمسك بالروح الرياضية قبل وأثناء وبعد المباريات المحلية في الدوري السوري للمحترفين، لكنني سأتوقف عند حالتين معينتين.
فالعقوبات الصادرة عن اتحادنا في البلاغين الأخيرين طالت بعض اللاعبين لأنهم لم يصافحوا لاعبي الفريق الآخر بعد المباراة، وكذلك حكام المباراة.!
هذا الكلام في الحالة العامة منطقي ولا غبار عليه لو كانت أمور المباراة تسير بخير وسلام، لكن ماذا لو كانت المباراة على صفيح ساخن.؟!
وما أكثر تلك المباريات في ملاعبنا.
وما الحال والقرار كما حصل في المباراة الأخيرة بين النواعير الفتوة والتي انتهت بطرد أربعة لاعبين ثلاثة منهم من فريق واحد لإشكالية حدثت في اللحظات الأخيرة من المباراة، وهل يمكن حيال ذلك الطلب من اللاعبين (الممتعضين أساسا من التحكيم) أن يصافحوا حكام اللقاء.؟!
وهل نسي من أقر العقوبات بأن اللاعب خلال المباراة تكون حرارته (فوق المئة) وعالي التوتر، ولاسيما لاعبينا المعروفين بعاطفيتهم الزائدة، فهم أشد الناس تأثراً بالخسارة، وأكثرهم فرحاً بالفوز، وفرح الفائز يكون على حساب حزن الخاسر، فأين الحكمة إرغام الخاسر والفائز على جمعهم بعد المباراة وما الضمان للعواقب، ثم أليس الأجدر تفادي خلق حساسية أو تفاقم حساسية ما ظهرت خلال اللعب؟ وكذلك الأمر للحكم الذي يجدر مغادرته الملعب دون الاحتكاك بأحد لأن المصافحة المرجوة بينه وبين اللاعبين قد تولد نقاشاً واعتراضاً وامتعاضاً وقد يصبح ذلك تطاولاً وإساءة وحينها نكون كمن يضع البنزين قرب النار ويصيح (ياستار)…!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن