اقتصاد

المازوت الأسود «ديليفري»!

| المحرر الاقتصادي

لم تعد مشاهد انتشار «بيدونات» المازوت إلى جانبي بعض الطرقات الرئيسية، ملحوظة هذا الموسم الشتائي، كما كان الحال في السنوات السابقة، إلا أن أنشطة «السوق السوداء» للمادة لم تختف، بل على العكس من ذلك!
فالمازوت «الحكومي» المخصص للتدفئة، الذي اختفى مؤخراً، عبر الأقنية الرسمية المعروفة، أصبح متوفراً، ولكن بأسعار مضاعفة، وبأساليب «تسويقية» حديثة، تميّزت بها «السوق السوداء»، وعلى يبدو أنها سبقت الأسواق النظامية في استخدامها للتكنولوجيا الحديثة لتصريف منتجاتها!
وفي آخر صرعة، وصلت إليها سوق المازوت «الأسود»، أصبح بإمكان المواطنين تأمين حاجتهم من المادة بمجرد الاتصال بعملاء معروفين في بعض المناطق، عبر «الواتس آب» أو وسائل التواصل الأخرى، لتحديد الكمية المطلوبة، والاتفاق على سعر «البيدون من سعة 20 لتراً» واصلاً إلى المنزل.
وتتراوح الأسعار بين 7500 و8500 لـ«البيدون» قياساً إلى المساومة على السعر والمسافة والكمية.
هذه الطريقة الجديدة لاحتكار المازوت والتحكم بسعره، أصبحت دارجة في بعض المدن والبلدان السورية، وخاصة في المنطقة الوسطى حيث يقل المازوت بشكل أكبر مما هو عليه في العاصمة، إضافة إلى أن الدارج في مدينة دمشق، التواصل مع سائقي السرافيس لتأمين المازوت بأسعار مضاعفة.
في مدينة سلمية، على سبيل المثال، تنتشر ظاهرة سوق المازوت السوداء «الذكية» بشكل كبير، إذ هناك أشخاص معروفة أرقامهم، بين الناس، يقومون بتأمين الكمية المطلوبة، وإيصالها إلى صاحب الطلبية، خلال وقت قياسي، وبسعر قد يصل إلى 8500 ليرة لـ«البيدون»، وقد لا نستغرب قريباً تخصيص صفحات «فيسبوك» خاصة بتأمين المازوت بالسعر «الأسود»!
أما فيما يخص أعضاء الحكومة في الموضوع، فنسأل:
كيف يصل المازوت إلى السوق السوداء؟
هل لديكم حلول ذكية… مثلما لتجار السوداء وسائل «إبداعية» بالتحايل؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن