سورية

في مقابلة مع «ياهو نيوز».. رحب بالأميركيين إذا كانوا صادقين في محاربة الإرهاب على أن يكون ذلك بالتعاون مع شعب وحكومة سورية … الرئيس الأسد: المناطق الآمنة فكرة ليست واقعية والأكثر قابلية للحياة هو الاستقرار

| وكالات

أكد الرئيس بشار الأسد استعداد سورية للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية إذا أبدت الأخيرة النية الصادقة في محاربة الإرهاب، واعتبر أن واشنطن إذا أرادت أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية لأنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب في بلد دون التعاون مع شعبه وحكومته.

ووصف الرئيس الأسد في مقابلة مع موقع «ياهو نيوز» الإلكتروني الأميركي نشرتها وكالة «سانا»، ما طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إقامة مناطق آمنة في سورية بأنها «فكرة ليست واقعية على الإطلاق».

وشدد الرئيس الأسد على أن المناطق الآمنة للسوريين يمكن أن تحدث فقط عندما يصبح هناك استقرار وأمن وعندما لا يكون هناك إرهابيون وتدفق ودعم لهم من الدول المجاورة والدول الغربية، معتبراً أن الأكثر قابلية للحياة والأكثر عملية والأقل كلفة هو أن يكون هناك استقرار وليس مناطق آمنة.

ورأى الرئيس الأسد، أن أي تعاون في أي صراع حول العالم يحتاج إلى تقارب بين روسيا وأميركا «وهذا جوهري جداً ليس فقط بالنسبة لسورية».

ولفت الرئيس الأسد إلى أنه من المعيب أن تنشر منظمة العفو الدولية تقريراً دون دليل على الإطلاق، مؤكداً أن التقارير التي تنشرها المنظمة تضع مصداقيتها موضع الشك وهي دائماً منحازة ومسيسة.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

لم تحصل اتصالات مع إدارة ترامب

سيادة الرئيس شكراً لكم لمنحنا هذه الفرصة، هذه أول مقابلة لكم مع الإعلام الأميركي منذ استلام الرئيس ترامب مهام منصبه، هل كان لكم أي اتصالات مع الرئيس ترامب، بشكل مباشر أو غير مباشر، أو مع أي شخص في إدارته؟

لا، ليس بعد.

هذه فرصة لكم لتبعثوا برسالة إلى الرئيس ترامب، إذا كان لديكم مثل هذه الرسالة فما الذي تريدون أن تقولوه له؟

ما كنت لأبعث الرسالة عبر وسائل الإعلام، يمكن أن يكون ذلك عبر قناة مختلفة، قنوات دبلوماسية مثلاً، لكن أي رسالة لنا هي رسالتنا العلنية، إذ ليس لدينا نوعان من الرسائل، لدينا موقف واحد حيال ما يحدث في سورية، وهو يتمثل في محاربة الإرهاب.

قلتم بالأمس على ما أعتقد إن ما سمعتموه من الإدارة الجديدة واعد، هل لكم أن تشرحوا ما قصدتموه؟
موقف الرئيس ترامب منذ بداية حملته الانتخابية لمنصب الرئاسة وحتى هذه اللحظة هو أن أولويته محاربة الإرهاب، ونحن نوافقه على هذه الأولوية، فهذا هو موقفنا في سورية، الأولوية هي محاربة الإرهاب، وهذا ما قصدته عندما قلت إنه واعد.

أشرتم إلى أنكم تعتقدون أن ثمة مجالاً للتعاون بين الولايات المتحدة وسورية لكنكم لم تشرحوا ماهيته، أي نوع من التعاون تتصورون؟
ضد الإرهابيين وضد الإرهاب، هذا بديهي لنا، هذا إضافة إلى التعاون بين أي دولتين، لكن في هذه الأثناء وفي هذه الظروف فإن الأولوية أن يكون هناك تعاون في محاربة الإرهاب بين مختلف الدول بما في ذلك روسيا وإيران وسورية بالطبع.

لقد طلب الرئيس من وزير دفاعه وضع خطط لإلحاق الهزيمة بـ«داعش»، من بين المقترحات التي ذكر أنهم يدرسونها استخدام المزيد من القوات الخاصة وحتى المعدات العسكرية مثل حوامات الأباتشي داخل سورية، وتسليح المقاتلين الأكراد الذين يحاربون «داعش» في الشمال، إذا كان من شأن مثل هذه التحركات أن تلحق الهزيمة بـ«داعش»، فهل سترحبون بها؟

هل تمكنت القوة الأميركية من إلحاق الهزيمة بالإرهابيين في أفغانستان أو في أمكنة أخرى؟ لا، لا تستطيع ذلك، لا يكفي أن تستخدم حوامات الأباتشي أو مقاتلات (إف 16) أو (إف 35)، أو سمها ما شئت لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين، إنها طريقة شمولية للتعامل مع مسألة بهذا التعقيد، ومن ثم إذا أرادت الولايات المتحدة أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية، نحن هنا، نحن السوريين، نحن نملك هذا البلد كسوريين وليس أي أحد آخر، لا يمكن لأحد أن يفهم بلدنا مثلنا، ومن ثم لا تستطيع إلحاق الهزيمة بالإرهاب في أي بلد دون التعاون مع شعبه وحكومته.

إذا كان الأميركيون صادقين فإننا نرحب بهم

لكنكم رحبتم بالقوات الروسية في بلدكم، فهل يمكن أن ترحبوا بقوات أميركية فيه؟

نحن دعونا الروس، وقد كانوا صادقين فيما يتعلق بهذه القضية، إذا كان الأميركيون صادقين فإننا نرحب بهم بالطبع كأي بلد آخر يريد محاربة الإرهابيين وهزيمتهم، بالطبع نستطيع أن نقول هذا دون تردد.

إذاً، تريدون أن تأتي قوات أميركية إلى سورية للمساعدة في محاربة «داعش»؟

القوات جزء من التعاون، مرة أخرى لنعد إلى الصورة الشاملة، لا تستطيع التحدث عن إرسال قوات إذا لم تكن صادقاً، إذا لم يكن لك موقف سياسي واضح ليس فقط حيال الإرهاب بل أيضاً حيال سيادة سورية ووحدتها، كل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى الثقة وعندها تستطيع إرسال قواتك، هذا ما حدث مع الروس، إنهم لم يرسلوا قواتهم وحسب، أولاً هناك موقف سياسي واضح فيما يتصل بتلك العوامل وعندها بات بوسع الروس أن يأتوا وأن ينجحوا في محاربة الإرهاب.

التعاون الأميركي الروسي في أي صراع أمر جوهري

هل أنتم مع قيام تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا لمهاجمة «داعش» في سورية؟

هذا جوهري، إن أي تعاون في أي صراع حول العالم يحتاج إلى تقارب بين الروس والأميركيين، هذا جوهري جداً، ليس فقط بالنسبة لسورية.

أنتم تتحدثون إلى الروس دائماً، أليس كذلك؟

طبعاً.

متى كانت آخر مرة تحدثتم فيها إلى الرئيس بوتين؟

قبل بضعة أسابيع.

عم تحدثتم؟

عن المشكلة في سورية، وعن التقدم الذي يحققه الجيش السوري في سورية.

هل ستحاولون التوسط في نوع من الترتيبات بين الولايات المتحدة وروسيا في هذه المعركة؟

هناك تواصل مباشر بينهما، وقد تحدث الرئيس بوتين هاتفياً مع الرئيس ترامب قبل أسبوع أو نحو ذلك، وتحدثا عن قضايا مختلفة بما فيها سورية، ومن ثم، فإنهما ليسا بحاجة لدوري لفعل ذلك، كما أنه ليس لدينا أي

تواصل مع الأميركيين لمساعدة الروس على التواصل أو تحسين علاقاتهما، لسنا في ذلك الموقع.

الاستقرار هو ما يحتاج إليه السوريون

الرئيس ترامب قال مؤخراً إنه عازم على إقامة مناطق آمنة داخل سورية لحماية اللاجئين وربما السماح للعديد منهم بالعودة. إذا كان من شأن مثل ذلك التحرك أن يساعد في حماية مواطني بلدكم المعرضين للخطر، فهل ستدعمون ذلك؟

في الواقع إنها لن تساعد، المناطق الآمنة للسوريين يمكن أن تحدث فقط عندما يصبح هناك استقرار وأمن، وعندما لا يكون هناك إرهابيون، وعندما لا يكون هناك تدفق ودعم لأولئك الإرهابيين من الدول المجاورة والدول الغربية عندها يمكن أن تكون هناك منطقة آمنة طبيعية وهي بلدنا، الناس ليسوا بحاجة لمناطق آمنة على الإطلاق، الأكثر قابلية للحياة والأكثر عملية والأقل كلفة هو أن يكون هناك استقرار وليس إقامة مناطق آمنة، إنها ليست فكرة واقعية على الإطلاق.

لقد نزح أكثر من نصف سكان بلدكم، كيف يمكن أن تقولوا إن إقامة مناطق آمنة لحمايتهم من القصف لن يساعد؟

أول شيء ينبغي أن تسأل عنه، لماذا نزحوا؟ إذا لم تجب عن هذا السؤال فلن تستطيع الإجابة عما تبقى، لقد نزحوا لسببين أولاً، الأعمال الإرهابية المدعومة من الخارج، ثانياً، الحصار المفروض على سورية، العديد من الناس لم يغادروا سورية فقط بسبب القضايا الأمنية، كما ترى فإن دمشق آمنة اليوم والحياة طبيعية تقريباً ولو ليس بشكل كامل، لكنهم لا يجدون سبلاً للعيش في سورية، ومن ثم ينبغي عليهم السفر إلى الخارج ليكسبوا لقمة عيشهم فإذا تم رفع الحصار ووقف الدعم الذي يتلقاه الإرهابيون وأنا هنا لا أتحدث عن الولايات المتحدة فقط، بل عن كل من دعم الإرهابيين، بمن فيهم الولايات المتحدة خلال إدارة أوباما إذا توقفت كل هذه الأفعال، فإن معظم الناس سيعودون إلى بلدهم.

اللجوء والنزوح كارثة تسبب بها الدعم الغربي والإقليمي للإرهاب

هناك نحو 4.8 ملايين لاجئ منذ بداية هذه الأزمة على سبيل المقارنة، فإن هذا أكثر بأربع مرات من عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا نتيجة أحداث 1947 و1948 هل تقرون بأن هذه كارثة إنسانية؟
إنها كارثة إنسانية تسبب بها الدعم الغربي لأولئك الإرهابيين بالطبع، والدعم الإقليمي الذي قدمته تركيا وقطر والسعودية، إن هذا لم يحدث بالمصادفة.
وهل تتحملون أي مسؤولية عن هذه الكارثة؟

كرئيس؟

نعم.

فيما يتعلق بالسياسات التي اتبعتها منذ بداية الأزمة، فإنها تمثلت في دعم الحوار بين السوريين، ومحاربة الإرهابيين، ودعم المصالحة وقد نجحت هذه السياسات، ومن ثم فيما يتعلق بهذه السياسات أعتقد أننا كنا مصيبين، ونحن مستمرون على هذه الدعائم فيما يتعلق بهذه الأزمة، من أجل مستقبل سورية.

كما تعرفون، فإن الرئيس ترامب وقع أمراً تنفيذياً شديد الإشكالية يحظر دخول اللاجئين والمهاجرين من بلدان ذات أغلبية مسلمة، لكن على وجه الخصوص جميع اللاجئين السوريين، قائلاً: إن دخولهم إلى البلاد يمكن أن يلحق الضرر بمصالح الولايات المتحدة، الفرضية هنا هي أن بعضهم إرهابيون.

نعم.

هل توافقون الرئيس ترامب رأيه في هذه المسألة؟

لهذا السؤال وجهان، الوجه الأول أميركي، فهذه قضية أميركية تتعلق بسيادة الأمة الأميركية، لكل دولة الحق بأن تضع أي أنظمة لدخولها، يمكن أن نختلف أو نتفق حول هذا، لكن إذا سألتني كرئيس، كمسؤول في

الدولة السورية، فإن مسؤوليتي ليست في أن أطلب من أي رئيس أن يسمح للسوريين بأن يدخلوا بلده ويصبحوا لاجئين فيه، مسؤوليتي هي استعادة الاستقرار كي أعيدهم إلى سورية ليجدوا ملاذاً في بلدهم، ومن ثم، لن أناقش إذا ما كان هذا صحيحاً أو خاطئاً، فهذه قضية أميركية.

لكن السؤال كان، هل بعض هؤلاء اللاجئين، من وجهة نظرك، على صلة بإرهابيين؟

بالتأكيد.

بالتأكيد؟

بالتأكيد، يمكنك أن تجد ذلك على الإنترنت، يمكنك أن ترى صور الأشخاص أنفسهم في بعض الحالات بالطبع، صوراً لأولئك الإرهابيين في سورية يحملون بنادق رشاشة أو يقتلون الناس، ومن ثم ترى صورهم كلاجئين مسالمين في أوروبا أو في الغرب عموماً، نعم، هذا صحيح.

برأيكم، ما عدد الإرهابيين الموجودين بين 4.8 ملايين لاجئ سوري؟

لا أحد لديه أي رقم عن هؤلاء، لا أحد يعلم، لأن لا أحد يعرف جميع الإرهابيين كي يستنتج نسبتهم، لا أحد على الإطلاق.

هل تعتقدون أنه عدد كبير؟

الأمر لا يتعلق بكبر العدد، لأنك لا تحتاج إلى عدد كبير لارتكاب الفظاعات، هجوم الحادي عشر من أيلول ارتكبه 15 إرهابياً فقط من بين ملايين المهاجرين ربما في الولايات المتحدة، ومن ثم فإن الأمر لا يتعلق بالعدد، بل بالنوعية وبالنيات.

إذاً، إذا كان ما تقوله صحيحاً، فإنه قد يكون من المسوّغ للرئيس ترامب أن يبقيهم خارج الولايات المتحدة؟

لست أميركياً لأسوّغ هذا، الشعب الأميركي وحده هو من يمكن أن يقول إذا ما كان هذا ضد مصالح الولايات المتحدة أو معها، من الخارج، نستطيع مناقشة الأمر كقيمة، إذا ما كان هذا ينسجم مع القيم الإنسانية في العالم أم لا، على هذا الأساس نستطيع أن نناقش الأمر، لكن مرة أخرى، أستطيع أن أتحدث كرئيس، بالنسبة لي، الأولوية هي إعادة أولئك المواطنين إلى بلدهم، وليس مساعدتهم على الهجرة، هذا هو الواجب الطبيعي طبقاً للدستور والقانون.

هل ترحبون بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى بلدكم؟

بالتأكيد.

بالتأكيد؟ حتى الإرهابيين؟

ليس علي أن أرحب بهم كرئيس، فأنا لا أملك البلد، وهذا ليس بيتي أو شركتي أو مزرعتي، هذا البلد لكل سوري.

لكن إذا كنت تعتقد أن بعضهم إرهابيون، فماذا ستفعل بهم عند عودتهم إلى سورية؟

لا يهم ما أعتقد، المهم هو ما سيقوله القانون في قضية كل شخص ارتكب أي فعل بحق بلاده، مع الأخذ بالحسبان أننا منحنا العفو في سورية لآلاف الأشخاص الذين ارتكبوا أفعالاً بحق بلدهم كجزء من المصالحة.

كيف تتوقعون أن يعودوا؟ ما رؤيتكم أو خطتكم لاستعادة اللاجئين السوريين إلى سورية؟

لقد عاد العديد منهم، ليس عدداً كبيراً، لكن العديد منهم عادوا إلى سورية رغم الحصار والوضع الأمني، أغلبية السوريين يرغبون في العودة إلى بلدهم، هذا طبيعي لكل مواطن، سيعودون عندما يعود الأمن ويرفع الحصار.

في الشهر الماضي، أخرج جيشكم مسلحي «المعارضة» من شرقي حلب، هل ترون في هذا نقطة تحول في الحرب الأهلية في سورية؟ وهل تعتقدون أنكم انتصرتم في هذه الحرب الآن؟

لا، ليست نقطة تحول، نقطة التحول كانت عندما اتخذنا القرار بمحاربة الإرهاب رغم كل الحملة الدعائية التي شنت علينا في الخارج، وخصوصاً في الغرب، ورغم كل الضغوط، تلك كانت نقطة التحول، حلب كانت خطوة مهمة ضد الإرهابيين، في الحرب على الإرهاب، لكن لا أستطيع القول إنها كانت نقطة تحول، لأننا ما زلنا ماضين على الطريق نفسه، في الاتجاه نفسه، ولم نغير وجهتنا، ربما تكون نقطة تحول للإرهابيين، فهم الأولى بالإجابة، نقطة تحول لأسيادهم في الغرب وفي المنطقة، ربما قد تكون كذلك، لكن عليهم هم أن يجيبوا عن هذا السؤال، فلا أستطيع الإجابة نيابة عنهم.

تقرير منظمة العفو الدولية لا يتضمن أدلة

كنت أسألك قبل قليل عن التعاون المحتمل بين الولايات المتحدة وسورية، لكن المشكلة للكثيرين هي المزاعم المستمرة حول انتهاكات حقوق الإنسان من حكومتكم، اليوم بالذات لدينا تقرير من منظمة العفو الدولية عن سجن صيدنايا، أو ما يسمونه «المسلخ البشري»، حيث تم شنق ما بين 5000 و13000 في عمليات شنق جماعية، ويتحدث التقرير عن ظروف مرعبة، ومحاكمة سجناء معصوبي الأعين، مع استمرار كل محاكمة بين دقيقة وثلاث دقائق ودون وجود محامين، محاكمات سرية بالمجمل، إن هذا في ظاهره يتعارض مع جميع أوجه القانون الدولي، ما الذي تعرفه عما يحدث في ذلك السجن؟

دعنا أولاً نتحدث عن الجزء الأول من سؤالك، أي عن كيفية إقامة الولايات المتحدة لعلاقات مع سورية بوجود المزاعم المتعلقة بحقوق الإنسان، سأسألك، كيف يمكن أن ترتبطوا بهذه العلاقة الوثيقة والحميمة جداً مع السعودية؟ هل تعتبرون قطع الرؤوس معياراً لحقوق الإنسان؟

لكني لا أجري مقابلة مع ملك السعودية، بل معكم أنتم.

نعم، أعرف ذلك بالطبع.

أنا أسألك عن تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان في سجنكم، في بلدكم.

أنت تملك الأسئلة وأنا أملك الأجوبة، وأنا أجبت، وهذا جوابي، عندما تجيب عن السؤال المتصل بعلاقتكم بالسعودية، عندها يمكنك السؤال حول هذا الموضوع، ثانياً، الولايات المتحدة ليست في موقع يمكنها من الحديث عن حقوق الإنسان. فمنذ حرب فيتنام وحتى هذه اللحظة، قتلوا ملايين المدنيين، هذا إذا ما لم نتحدث أيضاً عن قتل نحو 1.5 مليون عراقي ودون أي تفويض من مجلس الأمن، ومن ثم فإن الولايات المتحدة ليست في موقع يمكنها من القول، «لا أقيم علاقات بسبب حقوق الإنسان»، كما ينبغي أن تستخدم معياراً واحداً، هذا أولاً، فيما يتعلق بالجزء الثاني الخاص بالتقرير، فهو مثل العديد من التقارير الأخرى التي تنشرها منظمة العفو الدولية يضع مصداقية هذه المنظمة موضع الشك، ونحن لا ننظر إليها أبداً على أنها حيادية، إنها دائماً منحازة ومسيسة، ومن المعيب أن تنشر مثل تلك المنظمة تقريراً دون دليل على الإطلاق، هم قالوا إنه يستند إلى مقابلات.

نعم.

ماذا عن الوثائق؟ ماذا عن الأدلة المحسوسة؟ ليس هناك أي دليل محسوس.

هناك مقابلات مع أربعة حراس ومسؤولين في السجن، ومع ثلاثة قضاة سابقين سوريين، وثلاثة أطباء.

هذا لا يعني شيئاً.

لا يعني شيئاً؟

إنها مقابلات، عندما تضع تقريراً، ينبغي أن تقدم أدلة ملموسة، يمكنك أن تضع أي تقرير، يمكنك أن تدفع المال لأي أحد كما فعلت قطر في العام الماضي، فقد دفعوا أموالاً لإعداد مثل هذا التقرير، استحضروا شهودهم وأعدوا التقرير.

أريد أن أقرأ عليك شيئاً من التقرير، «عملية الشنق أمر بها مسؤولون على أعلى مستويات الحكومة، وتمت الموافقة على أحكام الإعدام إما من مفتي سورية، وإما من وزير الدفاع وإما رئيس أركان الجيش الذين ينوبان عن الرئيس بشار الأسد».

أولاً، ما الدليل على ذلك؟ ثانياً…

هل هذا صحيح أم لا؟

لا، هذا ليس صحيحاً، بالمطلق ليس صحيحاً.

كيف تعرف هذا؟ هل تعرف ما يحدث في ذلك السجن، هل كنت يوماً هناك.

لا، لم أكن هناك، لقد كنت في القصر الرئاسي وليس في السجن.

هذا ما أقصده، تقرير مزعج جداً حول أمر ما يحدث في أحد سجونكم، هل ستحققون في هذا؟

إذاً، منظمة العفو الدولية تعرف عن سورية أكثر مما أعرف أنا، طبقاً لما تقوله، لا، هذا غير صحيح، لا، فهم لم يأتوا إلى سورية، ويضعون تقاريرهم استناداً إلى مزاعم، يمكنهم إحضار أي شخص، بصرف النظر عمن يكون، تستطيع أن تزور أي شيء هذه الأيام ونحن نعيش في حقبة الأخبار المزيفة، كما تعرف، والجميع يعرف هذا، ولذلك، لا ينبغي أن نعتمد على هذا، ثانياً، ينبغي أن تتحدث عن الواقع، قالوا في تقريرهم إننا قمنا بسلسلة من عمليات الإعدام هل هذا صحيح؟

نعم، عمليات شنق جماعية.

أولاً، الإعدام جزء من القانون السوري، فإذا أرادت الحكومة السورية أو مؤسسة سورية أن تفعل ذلك، يمكنها أن تفعله قانونياً لأنه موجود في القانون منذ عقود.

إجراء محاكمات سرية ودون وجود محامين؟

ما حاجتهم إلى السرية، إذا كانوا يستطيعون فعل ذلك قانونياً؟ ليسوا بحاجة لفعل ذلك سراً.

هل هذا قانوني في بلدكم؟

نعم، بالطبع، إنه قانوني ومنذ عقود، منذ الاستقلال، الإعدام، طبقاً للقانون، بعد إجراء محاكمة، فعل قانوني، كما في أي محكمة أخرى في العديد من البلدان في هذه المنطقة.

هل تسمحون لمراقبين دوليين بزيارة ذلك السجن والتفتيش وتقصي هذه التقارير؟

هذا يعتمد على مصداقية المنظمة المعنية، وليس أي منظمة، لأنهم يستطيعون استخدام هذه الزيارة لشيطنة الحكومة السورية أكثر فأكثر، كما يحدث الآن.

هذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها اتهامات خطرة في مجال حقوق الإنسان، الأسبوع الماضي، رفعت امرأة سورية في إسبانيا دعوى قضائية تتهم فيها تسعة مسؤولين حكوميين في الأمن والمخابرات بارتكاب

انتهاكات لحقوق الإنسان، شقيقها اختفى في أحد سجونكم، تسألون عن الوثائق، المحامون الذين رفعوا الدعوى متهمين حكومتكم بانتهاكات لحقوق الإنسان، جمعوا 3000 صفحة من الأدلة وأكثر من 50 ألف صورة التقطها أحد المصورين الحكوميين السابقين تظهر أجساداً هزيلة ومعذبة في سجونكم.

من تحقق من تلك الصور؟ من تحقق من أنه لم يتم التلاعب بها بوساطة فوتوشوب وما إلى ذلك؟

هل رأيتم الصور؟

لا، رأيت صوراً في تقارير سابقة، لكن الأمر لا يتعلق بالصورة نفسها بل كيف يمكنك التحقق من الصورة؟

قلت إن؟

هل لديك صورة؟

لدي الصور..

هل تستطيع أن تريني إياها؟

يسعدني ذلك..

في هذه الصورة، هل تحققت من هوية هؤلاء الأشخاص؟

بوسعي أن أقول لكم…

لأنك أنت من يحمل الصورة ولأنك أنت من يذكرها أمام جمهورك؟

هناك عدد من الصور…

عليك أن تقنع جمهورك، لا تستطيع أن تذكر مثل تلك الصورة من دون التحقق من هوية أولئك الأشخاص وأين التقطت الصورة، وكل شيء عنها، وتكتفي بوضعها أمام جمهورك وتخبرهم بأن هؤلاء الأشخاص قتلوا على أيدي الجنود السوريين.

المرأة السورية التي رفعت الدعوى قالت إنها رأت شقيقها في تلك الصور.

في المحصلة، هذه مجرد مزاعم، علينا أن نتحدث عن الأدلة الملموسة في النهاية، هكذا تستطيع أن تبني حكمك، أي شخص يمكن أن يقول ما يريده.

وزارة الخارجية الأميركية أعطت هذه الصور للمخبر الجنائي الرقمي في مكتب التحقيقات الفدرالي، قاموا بدراسة تلك الصور وقالوا إن الأجساد والمشاهد المصورة وهناك 242 من هذه الصور لا تبدو عليها أي آثار مصطنعة أو عدم اتساق يمكن أن تشير إلى أنه تم التلاعب بها ونتيجة لهذه الملاحظات، فإن جميع هذه الصور الـ242 يبدو أنها تصور أشخاصاً حقيقيين وأحداثاً حقيقية.

من قال هذا؟

مكتب التحقيقات الفدرالي، هل رأيتم تقريرهم؟

لا، متى كان ذلك؟

كان ذلك عام 2015.

السؤال هو، متى كانت مؤسساتكم نزيهة فيما يتعلق بما يحدث في سورية، ذلك هو السؤال، لم تكن كذلك يوماً، بالنسبة لنا، لم تكن كذلك يوماً، ومن ثم فإننا لا ينبغي أن نعتمد على ما تقوله، أو إذا ما قال مكتب التحقيقات الفدرالي شيئاً ما، هذا ليس مهماً وليس دليلاً لأي كان، وخصوصاً لنا، الأمر الأكثر أهمية هو أنك إذا أخذت هذه الصور إلى أي محكمة في بلدك، هل يمكن أن تدين أي مجرم في هذا الصدد؟ هل يمكن بهذه الصور أن توضح ماهية الجريمة ومن ارتكبها؟ إذا لم يكن لديك هذه الصورة الكاملة، لا تستطيع أن تصدر حكماً، إنها مجرد بروباغاندا، إنها أخبار زائفة، يريدون أن يشيطنوا الحكومة السورية، في كل حرب يمكن أن تحدث أي جريمة فردية، حدث هذا هنا ويحدث في سائر أنحاء العالم، في أي مكان، لكن هذا ليس سياسة معتمدة.

لكن دعني أقل، إذا كنت قد فهمت ما قلته، فإن مكتب التحقيقات الفدرالي ينشر البروباغاندا، ومنظمة العفو الدولية تنشر البروباغاندا، والجميع يتآمرون على الحكومة السورية، لماذا؟

اسألهم هم، لسنا نحن…

أنتم من يزعم.

هذه ليست مزاعم، هم الذين دعموا الإرهابيين، ويمكنك العودة إلى ما قالوه، جون كيري قال قبل بضعة أشهر وبصوته: «كنا نراقب داعش وهو يتقدم، وتوقعنا من خلال ذلك أن يقدم الرئيس السوري تنازلات»، ما الذي

يعنيه هذا؟ أوباما قال في أحد خطاباته إن الحرب على العراق هي التي أوجدت «داعش»، إذاً، من الذي دعم «داعش»؟ لسنا نحن من أوجده، بل أنتم، الولايات المتحدة هي التي خلقت كل هذه الفوضى، من الذي دعم «المعارضة المسلحة» وسماها «معارضة مسلحة معتدلة»، في حين هم في الحقيقة «داعش» و«النصرة» في سورية، لسنا نحن من فعل ذلك، ومن ثم، فإنها ليست مؤامرة، بل هي حقائق، هذا هو الواقع، نحن لم نعط الأموال، ولم ندعم هؤلاء الإرهابيين، دولتكم هي التي دعمتهم علناً، كما فعلت بريطانيا وفرنسا، وقد صرحوا بأنهم أرسلوا لهم الأسلحة، لسنا نحن من فعل هذا، إنها ليست مزاعمي، بل هي مزاعم مسؤوليكم، بما في ذلك جو بايدن نائب الرئيس أوباما، هو تحدث عن السعودية ودول أخرى بأنها تدعم المتطرفين؟

تلك السعودية، لكن الولايات المتحدة…

إذاً، هذه المزاعم مزاعمهم، إنها مزاعم أميركية قبل أن تكون مزاعم سورية.

الولايات المتحدة وشركاؤها بالتحالف يقصفون «داعش» في العراق وسورية، وهي تدعم الجيش العراقي في جهوده لتحرير الموصل من «داعش»، كيف تستطيع القول إن الولايات المتحدة تدعم «داعش»؟

هل تستطيع أن تشرح لي كيف استطاعوا إلحاق الهزيمة بـ«داعش» في العراق، في الوقت الذي كان فيه «داعش» يتمدد في سورية منذ أن بدأ «التحالف الأميركي» بشن هجماته؟

هل يتمدد الآن؟

كان يتمدد.

هل يتمدد الآن؟

بدأ ينحسر بعد التدخل الروسي، وليس بسبب التدخل الأميركي، كيف تمكنوا من استخدام حقول نفطنا وتصدير النفط عبر آلاف الصهاريج إلى تركيا من دون أن تراهم طائراتكم من دون طيار ولا أقماركم الصناعية، على حين تمكن الروس من ذلك وهاجموهم ودمروهم، دمروا جميع منشآتهم، كيف؟ هذه حملة تجميلية على «داعش».
كي نكون واضحين، لقد أريتكم تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي وأريتكم الصور، وأريتكم تقرير منظمة العفو الدولية، هل يمكن أن تتعاونوا في التحقيقات لتحديد إذا ما كانت هذه التقارير الخطرة جداً صحيحة في الواقع؟
لقد أريتني العديد من الأشياء لكنك لم ترنِ دليلاً واحداً.

أريتك تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي.

لا، هذا ليس دليلاً على الإطلاق، بل هو في الواقع نقيض ذلك، بالنسبة لنا، فإن كل مؤسسة أميركية كانت خلال الأزمة السورية ضد الواقع، كانت عكس الحقيقة، إنها ليست مؤسسة سورية، ونحن لا نكترث لما يقولونه، بالنسبة لي ما أكترث له هو التقارير التي تصلني من السوريين، وقد أجرينا تحقيقاتنا، لأن هناك العديد من الادعاءات المتعلقة ليس بجرائم جماعية، بل بأفعال فردية، ونحن نحقق بالعديد منها، وقد تمت معاقبة العديد من الأشخاص، لكن هذا يحدث في كل حرب.

هل يزعجكم هذا بما يكفي لجعلكم تحاولون معرفة الحقيقة بأنفسكم؟

أعتقد أن عليك أن تري هذا للمسؤولين الغربيين وأن تطرح عليهم هذا السؤال، هل يزعجهم أن يروا ما يحدث منذ بدؤوا بدعم الإرهابيين في سورية، هذا القتل وهذا الدمار؟ هذا هو السؤال، بالطبع أنا منزعج، فأنا سوري.

أنت منزعج بسبب هذا؟ بسبب هذه التقارير؟

أنا منزعج بسبب ما يحدث في سورية، وليس بشأن التقرير، أنا لا أكترث لهذه التقارير.

ليس بشأن التقرير؟

لا، أنا منزعج لما يحدث في سورية، إنها بلدي، وهي تتعرض للتدمير من إرهابيين يعملون بالوكالة.

لقد اعترفت بأن جنودك ارتكبوا أخطاء في عملياتهم لدحر «المعارضة المسلحة»، وأنه يمكن معاقبة أي شخص، ما عدد الأخطاء التي نتحدث عنها؟

لا، لم أقل ذلك، لم أقل ذلك أبداً، قلت إن هناك أخطاء أثناء أداء أي عمل، هذه خاصية إنسانية.

ما عدد الأخطاء التي نتحدث عنها؟ ما عدد المدنيين الأبرياء الذين قتلوا بسبب أخطاء حكومتكم؟

لا أحد يعرف، لأن هناك الآلاف ممن تتحدث عنهم مفقودون ولا أحد يعرف شيئاً عن مصيرهم، ولذلك، لا تستطيع أن تعرف بدقة إلى أن تنتهي هذه الحرب.

هل كان أحد الأخطاء قصف المستشفيات في حلب؟

لم نقصف مستشفيات أبداً في حلب، لماذا نقصف مستشفى؟ هل تستطيع أن تقنع جمهورك بأن لنا مصلحة في قصف المستشفيات؟ هذا في الواقع يتعارض مع مصلحتنا، من المناقض لمصلحتنا أن نقصف مستشفى إذا كان يستعمل كمستشفى والدليل أن هذا كذب أنه في كل مرة يتحدثون عن قصف المستشفيات يقولون إنه آخر مستشفى في الجزء الشرقي من حلب، وفي المرة التالية يتحدثون عن مستشفى آخر ويقولون الشيء نفسه: «لقد قصفوا المستشفى الأخير»، إنها أكاذيب وأكاذيب وأكاذيب، يمكن أن نقضي كل المقابلة بالحديث عن الأكاذيب، ويمكننا التحدث عن الحقيقة والواقع، علي أن أتحدث عن الواقع.

هل كان خطأ استعمال البراميل المتفجرة وغاز الكلور؟

عليك أن تختار أي جزء من الرواية هو الجزء الصحيح، مرة قالوا إننا نستعمل أسلحة عشوائية وسموها براميل متفجرة، في اليوم التالي قالوا إننا استهدفنا مستشفيات ومدارس وقوافل، فإما أننا نستخدم أسلحة دقيقة أو أننا نستخدم أسلحة عشوائية، أي الروايتين تختار؟

لكنك تقر بأن هناك مدنيين أبرياء؟ بأنه كان هناك ضحايا مدنيون في هذه الحرب.

بالطبع، كل حرب هي حرب سيئة، لا تستطيع التحدث عن حرب جيدة، دعنا نتفق على هذا، في كل حرب يسقط ضحايا، وفي كل حرب يدفع الناس الأبرياء الثمن. هذا هو الأمر السيئ في الحرب، ولهذا نريد أن ننهي هذه الحرب، لكن سقوط الضحايا لا يعني ألا ندافع عن بلدنا أمام الإرهابيين والغزو الخارجي من خلال أولئك الذين يعملون وكلاء لدول أجنبية، مثل الدول الغربية والإقليمية، هذا بديهي.

الرئيس أوباما ألقى خطاباً عام 2013 عن الجهود الأميركية في محاربة الإرهاب، بما في ذلك الضربات الجوية التي تقوم بها طائرات دون طيار، وقال إنه على حين يدافع عن تلك الضربات، فإن الحقيقة الصعبة رغم ذلك هي أن الضربات الأميركية سقط جراءها ضحايا مدنيون، وهذا صدر عني وعن سلسلة القيادة التابعة لي، وسقوط أولئك الضحايا سيلازمنا ما حيينا، هل يلازمك مقتل المدنيين الأبرياء الذي تتسبب به الأعمال العسكرية لحكومتكم؟

ذاك هو مثال مهم حول الأسلحة، إذاً لا يتعلق الأمر بنوع القنبلة التي تستخدمها، سواء سميتها برميلاً متفجراً أم أي اسم آخر، الأمر لا يتعلق بذلك، بل بالطريقة التي تستخدمها وبنيّاتك، ولذلك فإن الطائرات دون طيار التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة وصواريخها، الصواريخ الأميركية، قتلت من المدنيين أكثر بكثير مما قتلت من الإرهابيين، ومن ثم، فإن الأمر لا يتعلق بالطائرة دون طيار، ولا بالأسلحة، بل بنياتك، في حالتنا في سورية علينا بالطبع أن نتجنب المدنيين، ليس فقط لأنهم شعبنا وهذه قضية أخلاقية بل في الواقع لأن ذلك سيصب في مصلحة الإرهابيين.

إذا قتلنا المدنيين عمداً، فهذا يعني أننا نساعد الإرهابيين، ومن ثم، لماذا نفعل ذلك؟ لماذا ندافع عن المدنيين ونقتل المدنيين، هذا غير منطقي، هذا تناقض، إذا كنا نقتل المدنيين، فعمن ندافع في سورية؟ ضد من ومن أجل من؟

سئلت بالأمس، هل كل الوسائل مسوّغة في هذه الحرب، وكان جوابك، نعم، إنه واجب، إذاً تستطيع أن تستخدم كل الوسائل من أجل الدفاع عن الشعب السوري.

تماماً.

كل الوسائل؟

كل الوسائل.

بما في ذلك التعذيب؟

لا، هذا ليس دفاعاً، التعذيب ليس دفاعاً، لماذا نستعمل التعذيب؟ ما العلاقة بين التعذيب والدفاع عن بلدك؟

إذاً، أين تضع الحد الفاصل؟

لا، هناك قواعد، هناك قواعد واضحة جداً كما في أي جيش، عندما تريد أن تدافع عن بلدك، فإنك تستخدم الأسلحة لضرب الإرهابيين، هذه هي القاعدة الوحيدة التي أتحدث عنها، وهذه كل الوسائل التي يمكن أن تستخدمها من أجل الدفاع عن بلدك عسكرياً، إذا كنت أتحدث عن الجيش، فعلينا بالطبع أن ندافع عنه سياسياً، اقتصادياً، وبكل معنى الكلمة، لكن إذا كنت تتحدث من الناحية العسكرية، فإن التعذيب ليس جزءاً من الدفاع عن بلدك.

من دون هزيمة الإرهابيين لن يكون أي حل مثمر

السؤال الأخير، هل لك أن تعطيني رؤيتك لتسوية هذا الصراع، وهل يمكن، تحت أي ظرف أن تكون مستعداً للتنحي إذا كان من شأن ذلك أن ينهي هذه الحرب الكارثية للشعب السوري؟

بالتأكيد، بالنسبة لي، في أي وقت لا يريدني الشعب السوري أن أكون في ذلك المنصب، سأغادر فوراً، هذا جواب بسيط جداً لي وليس علي أن أفكر فيه، ولست قلقاً بشأنه، ما يمكن أن يقلقني هو إذا كنت في ذلك المنصب من دون أن أحظى بالدعم الشعبي، هذا سيشكل مشكلة كبيرة لي، ولا أستطيع تحملها، ولا أستطيع أن أنتج بأي حال، فيما يتعلق بالجزء الأول حول رؤيتي للحل، هناك دعامتان لذلك، تتمثل الأولى بمحاربة الإرهاب، فدون محاربة الإرهاب وإلحاق الهزيمة بالإرهابيين، لن يكون أي حل آخر مثمراً على الإطلاق، على الإطلاق، أي نوع آخر من الحلول، بموازاة ذلك، إجراء الحوار بين السوريين حول مستقبل سورية، وهذا سيشمل أي شيء وكل شيء، فيما يتعلق بالنظام السياسي بمجمله، سورية كلها بكل معنى الكلمة، ثم متى يمكن أن نجري الانتخابات، ويمكن أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم تجرى انتخابات برلمانية، ومن ثم إذا فكر السوريون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو أي نوع من الانتخابات الرئاسية، سيكون ذلك ممكناً؟

إذا قبل إكمال فترتكم الرئاسية التي تنتهي على ما أعتقد عام 2021؟

إذا كان هناك إجماع شعبي حول هذا.

كيف تحدد إذا ما كان هناك إجماع شعبي أم لا؟

يمكننا أن نناقش ذلك حينذاك، لا يزال من المبكر الحديث عنه، لم ننه أياً من المراحل التي تتحدث عنها. ومن ثم، لم نفكر بالكيفية لأننا لا نعرف ما هي الظروف التي سنواجهها حينذاك، لكن في المحصلة، عندما تعيش في بلد، يمكنك أن تشعر بذلك، سورية ليست قارة، إنها بلد صغير، ونستطيع أن نتعامل مع بعضنا بعضاً وأن نعرف بعضنا بعضاً كمجتمع، تستطيع أن تشعر إذا كان هناك إجماع شعبي، وإذا أردت أن يكون هناك شيء موثق، يمكن إجراء استفتاء، هذا واضح جداً.

هل لديك ما يبعث على التفاؤل؟

بالطبع، فلولا ذلك التفاؤل لما تمكنا من القتال لست سنوات، المصدر الرئيسي للتفاؤل الذي كنا نشعر به هو أننا سنلحق الهزيمة بأولئك الإرهابيين وبأسيادهم، وبأننا سنستعيد الاستقرار في سورية، والأكثر أهمية من تفاؤلي هو تصميم الشعب السوري، فهذا مصدر مهم جداً للتفاؤل، دون ذلك التصميم، ما كنت لترى سورية في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة جداً وهي لا تزال تتمتع بالحد الأدنى من الحياة، إن لم نقل بحياة طبيعية، فعلى الأقل بالحد الأدنى للبقاء، وأن تتمكن الحكومة من تقديم مختلف الخدمات والدعم، وما إلى ذلك.

شكراً لكم سيادة الرئيس.

شكراً جزيلاً لكم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن