سورية

«معارضة الرياض» تريد مفاوضات مباشرة في جنيف حول تنفيذ المرحلة الانتقالية … دي ميستورا عشية زيارة إلى موسكو: الابتعاد عن جدول الأعمال سيفتح «أبواب الجحيم»

| وكالات

عشية زيارته إلى العاصمة الروسية للبحث في سبل تذليل عقبة «وفد المعارضة» السورية إلى محادثات جنيف، حذر المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا من أن عدم الالتزام بأسس القرار (2254) سيفتح «أبواب الجحيم»، كما حذر من تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، قال دي ميستورا: إن «تقسيم سورية المحتمل لمناطق نفوذ سيمثل الخيار الأسوأ»، منبهاً إلى أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى «استمرار النزاعات الأهلية التي تمر بها البلاد منذ سنوات طويلة»، وأكد أن الأمم المتحدة «لن تدعم هذه العملية في أي حال من الأحوال».
ولكن دي ميستورا لم يستبعد أن يشمل مشروع الدستور السوري الجديد مسألة تخفيف مركزية السلطة، معتبراً أنه من الضروري مناقشة هذه المسألة.
وعن عملية جنيف، شدد المبعوث الأممي على أن جدول أعمال محادثات السلام المقرر أن تبدأ في جنيف الأسبوع المقبل، سيلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي (2254). وشرح أن القرار استند إلى 3 نقاط رئيسية، وهي وضع أسس الحكم والاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، قبل أن يضيف محذراً: «هذا هو جدول الأعمال، ولن نغيره، وإلا فسنفتح أبواب الجحيم».
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، عن أمله في أن يتم العثور على سبل فعالة لحل الأزمة السورية خلال مفاوضات جنيف. وأوضح أن «الحديث يدور عن اتفاق سياسي من شأنه أن يعطي نتائج ملموسة، بما في ذلك، وبالدرجة الأولى، أن يسمح بإعادة اللاجئين ومواجهة الإرهاب الدولي»، مشدداً في هذا الصدد على أن تحقيق «الاستقرار» في سورية شرط ضروري للتصدي للإرهاب.
ويصل دي ميستورا إلى موسكو حيث يلتقي وزيري الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو، بهدف البحث في وقف إطلاق النار في سورية، والتشكيلة النهائية لوفد المعارضة إلى محادثات جنيف، وذلك على خلفية رفض منصتي موسكو والقاهرة اقتراح «الهيئة العليا للمفاوضات» ضم شخصية من كل منهما إلى الوفد.
وتضغط روسيا من أجل أن يتولى دي ميستورا تشكيل وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف الأول أمس: إن «دي ميستورا يتعين عليه أن يأخذ على عاتقه المسؤولية، ويعمل على إضفاء طابع تمثيلي واسع على الوفد»، مشيراً إلى أن هذا المبدأ هو الذي أصرت موسكو ضرورة تطبيقه مراراً، لدى اتصالاتها مع المبعوث الأممي الخاص.
ومن الرياض، أعلن المتحدث باسم «العليا للمفاوضات» سالم المسلط أن الهيئة تريد مفاوضات «مباشرة» حول مرحلة «الانتقال السياسي» خلال محادثات جنيف المقرر أن تبدأ يوم 23 شباط بعد مشاورات تمهيدية يوم الإثنين المقبل. وأضاف: «الآن نريد أن ندخل في صلب العملية السياسية.. في جوهر العملية السياسية وهو مناقشة الانتقال السياسي وما نص عليه بيان جنيف1 من تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة».
وكشف المسلط أن «العليا للمفاوضات» ما زالت بانتظار تسلم أجندة المحادثات، ورفض بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة خلال المرحلة الانتقالية أو في المستقبل.
إلى ذلك، أكدت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي آسيا عبد الله، أن الأكراد السوريين لم يتلقوا بعد أي دعوة رسمية للمشاركة في محادثات جنيف. وذكرت أن «موقف الأكراد السوريين يتلخص في ضرورة أن يكون للمناطق الكردية في سورية تمثيل في (محادثات) جنيف»، ولفتت إلى أن هذه المسألة لا تزال قيد النقاش، مشيرةً إلى أن الأكراد «غير ملزمين بتنفيذ قرارات اتخذت في غيابهم». وتابعت آسيا قائلة: إن الأكراد يرجون من موسكو أن تسخر نفوذها لإشراك ممثلين عنهم في قائمة المشاركين في مفاوضات جنيف.
وفي السياق، قالت رئيسة «حركة المجتمع التعددي»، رندة قسيس: إنها أجرت مباحثات، أمس، مع وزير خارجية كازاخستان، خيرت عبد الرحمنوف، وتنوي عقد لقاء، مساء الأربعاء، مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي، سيرغي لافرينتيف، حول استئناف المفاوضات في جنيف.
كما أكدت قسيس ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن