سورية

«الديمقراطية» تتقدم في ريف دير الزور الشمالي الغربي وتنتقل للدفاع في ريف الرقة الغربي … نفي معارض لتصريحات تركية بشأن السيطرة على الباب.. و«حماية الشعب» تحقق تقدماً على حساب المسلحين المدعومين من أنقرة قرب إعزاز

| وكالات

نفت مصادر معارضة أمس مجدداً تأكيدات صادرة عن مسؤولين أتراك حول إحكام المسلحين المنضوين تحت لواء عملية «درع الفرات» السيطرة على مدينة الباب بريف حلب الشرقي. وبينما حققت «وحدات حماية الشعب» الكردية تقدماً لافتاً في منطقة إعزاز بريف حلب الشمالي الغربي على حساب المسلحين المدعومين تركياً، واصلت «قوات سورية الديمقراطية» تقدمها في ريف دير الزور الشمالي الغربي.
وكرر الناطق باسم الحكومة التركية نعمان قورتولموش ما سبق أن أكده مسؤولون أتراك حول إحكام مسلحي «الجيش الحر»، بدعم من القوات المسلحة التركية، سيطرتهم على كامل مدينة الباب تقريباً، معتبراً أن عملية الباب أوشكت على نهايتها، وأشار إلى أن المسلحين والقوات التركية يواصلان تطهير أحياء المدينة بحذر كبير خوفاً من تنفيذ مسلحي داعش هجمات انتحارية مضادة. وأوضح قورتولموش، وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول التركية للأنباء، أن أهالي الباب سيعودون إلى مدينتهم عقب تطهيرها بالكامل في أقرب وقت.
وشدد على أن بلاده تريد استنساخ نموذج تحرير الباب وتكرره في مدنية الرقة. ودعا واشنطن إلى تبني هذا النموذج الذي يقوم على «تدريب العناصر المحلية من أهالي مدينة الرقة وتزويدهم بالدعم اللوجستي من قبل المجتمع الدولي، وتركيا، وأميركا، لتطهيرها من (داعش)»، مع تشديده على عدم دخول تنظيمات إرهابية أخرى إليها، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية القوة الضاربة في «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً. ومضى مؤكداً أن القوة التي ينبغي دعمها من قبل تركيا والولايات المتحدة في العمليات العسكرية هي «المعارضة المعتدلة»، وليس حزب الاتحاد الديمقراطي «بيدا»، الذي تتبع له الوحدات.
وأعرب عن اعتقاده في أن زيارة مسؤولين أميركيين إلى تركيا هي إشارة إلى بدء حل بعض الخلافات في وجهات النظر، وعلى الأخص الملف السوري. وأوضح أن بلاده تنتظر مؤشرات إيجابية من الإدارة الأميركية الجديدة، كإنهاء الدعم المقدم إلى «بيدا» والذي تعتبره أنقرة ذراعاً سورية لحزب العمال الكردستاني «بي.كا.كا» المحظور في تركيا. وأشار إلى أن موقف بلاده واضح وصريح بخصوص ذلك، وأنه في حال تم أخذ نتائج في هذا الإطار فإن تركيا ستتحرك وفقاً لذلك.
ووصف قورتولموش استخدام قاعدة إنجيرليك الجوية خلال عملية الرقة، بـ«المسألة الفرعية»، وأضاف «ينبغي بالبداية إصدار خطة عمل مشتركة حول الرقة، من قبل تركيا وأميركا، والتحالف الدولي، وتكوين وجهة نظر مشتركة حولها».
وبدوره أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده ودولاً في الخليج العربي والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب والتطرف، مستعدة لإرسال قوات خاصة إلى سورية للقضاء على داعش، بالتعاون مع الولايات المتحدة.
وأشار الجبير في حديث مع صحيفة ألمانية، نقله موقع «روسيا اليوم»، إلى أن السعودية ستنسق مع الإدارة الأميركية بشأن الخطة المزمع تنفيذها، ملمحاً إلى ضرورة تسليم المناطق المحررة من داعش إلى المعارضة، وقال: «إن الفكرة الأساسية هي تحرير مناطق من تنظيم (داعش)، ولكن أيضاً ضمان ألا تقع هذه المناطق في قبضة حزب الله أو إيران أو النظام».
ميدانياً، أخفق هجوم شنه المسلحون أول أمس في دحر مسلحي داعش عن مدينة الباب، وسط استمرار لعمليات الكر والفر في المدنية. وأكد الجيش التركي مقتل 44 من مسلحي داعش جراء قصف مدفعي وجوي نفذته القوات التركية، إضافة إلى غارات شنتها طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركا، على مواقع التنظيم المتطرف في منطقة الباب. وأضاف الجيش في بيان له بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: أن جندياً تركياً قتل وأصيب آخران خلال جهود لنزع الألغام والمتفجرات في المنطقة. وأكد البيان أن مليشيات «الحر» والقوات التركية بسطت سيطرتها إلى حد بعيد على المناطق السكنية في مدينة الباب.
لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض دحض تصريحات المسؤولين الأتراك وبيانات الهيئة العامة للأركان التركية، مبيناً أن القوات التركية ومسلحي الميليشيات المتحالفة معها لم تسيطر على أكثر من 20% من مساحة المدينة.
في غضون ذلك، تلقت المليشيات المتحالفة مع تركيا صفعة قاسية بعد سيطرة عناصر «حماية الشعب» ليل الثلاثاء على قرية معرين الملاصقة لمدينة اعزاز بريف حلب الشمالي.
وأفاد موقع «الحل السوري» المعارض، نقلاً عن ناشط معارض، بأن الوحدات شنّت ليل أول من أمس هجمات واسعة على مواقع المعارضة في ريف حلب الشمالي، حيث دارت مواجهات عنيفة بين الجانبين على امتداد ثلاثة كيلو مترات شرقي مدينة اعزاز.
وأضاف الناشط: أن «معارك كر وفر جرت جنوب مدينة اعزاز، على حين تواصلت الاشتباكات.. (حتى ظهر أمس) في قرية مرعناز المتاخمة ومنطقة بعرين»، مبيناً أن المسلحين يحاولون استعادة ما خسروه. وأكد المسلحون استهدافهم مواقع الوحدات بقذائف المدفعية في الريف الشمالي.
وذكر الناشط أن القوات التركية لم تتدخل في المواجهات بالرغم من تراجع المسلحين المتحالفين معها أمام عناصر «حماية الشعب». وبالترافق مع اشتباكات إعزاز، دارت معارك بين مسلحي «الديمقراطية» والميليشيات المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات»، في محيط منطقة عون الدادات بريف منبج الغربي، وسط قصف متبادل بين الطرفين، بحسب ما أفاد المرصد المعارض. على خط منفصل، تواصلت معارك الكر والفر في ريف دير الزور الشمالي الغربي بين «الديمقراطية» وتنظيم داعش. وتسعى قوات «الديمقراطية» ضمن المرحلة الثالثة من حملة «غضب الفرات»، إلى عزل مدينة الرقة عن دير الزور، تمهيداً للهجوم النهائي على المدينة ودحر مسلحي التنظيم منه.
وتمكنت «الديمقراطية «من تثبيت سيطرتها على قرى عزيز، صباح الخير، وبئر شمر، وذلك في مواجهة هجوم مضاد شنه مسلحو داعش تمكنوا خلاله من استعادة السيطرة على قرية مردك. ومدعومة من طيران التحالف الدولي، سيطرت الديمقراطية على قرية بئر عدمان، وتقدمت باتجاه قرية جروان بريف دير الزور الشمالي الغربي. كما سيطرت على قرية الطريفاوي.
وإلى ذلك، دارت اشتباكات بين الجانبين غرب بلدة مركدة في منطقة الحدود الإدارية بين محافظتي الحسكة ودير الزور. وبحسب نشطاء معارضين، نقل عنهم موقع «زمان الوصل» المعارض، فقد تمكنت القوات من السيطرة على قرى نفنوفة، تشتاش، والفرار، كما انتزعت السيطرة على بئر الجويف النفطي متجهة نحو منطقة رويشد.
وبالريف الشمالي للرقة، دارت اشتباكات بين عناصر الديمقراطية ومسلحي داعش عند قرية خنيز، وسط قصف مدفعي نفذه مسلحو التنظيم على مواقع لـ«الديمقراطية» في قرى المحمودلي، جب الشعير وإعيوج. وسبق لـ«الديمقراطية»، أن أكملت عزل مدينة الرقة عن ريفها الجنوبي، عقب تدمير التحالف الدولي جسرين في المدينة، بالترافق مع اقتراب القوات من سد الرشيد الذي يعتبر المدخل الرئيسي للرقة من الجهة الغربية.
وبعد فشلها في حل عقد سد الفرات انتقلت «الديمقراطية» إلى وضعية الدفاع في ريف الرقة الغربي، ما عرضها لهجمات تنظيم داعش المتتالية. وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجانبين، على إثر هجمة لعناصر داعش، في محور بلدة سويدية الكبيرة قرب مدنية الطبقة، بحسب ما ذكر المرصد المعارض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن